حذر باحثون وصحفيون إسرائيليون ويهود من التداعيات السلبية لانطلاق قناة "الجزيرة أميركا"، ومن أن هذه الخطوة ستخدم التطرف الإسلامي. وفي مقال نشره في النسخة الإنجليزية لموقع صحيفة "إسرائيل اليوم"، قال جلفورد مي -رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن- إن قناة الجزيرة تمنح الجماعات الإسلامية وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمين منبراً في برامجها المختلفة، علاوة على سماحها بعرض المواد الدعائية لتنظيم القاعدة. وأشار مي في مقاله الذي جاء بعنوان "صحافة قطرية" إلى أن الجزيرة تتبنى خطاً يشجع على تحدي سياسات الولاياتالمتحدة عبر امتداح الأشخاص الذين تحدوا هذه السياسات، مثل عرض فيلم وثائقي يصور جيفارا كبطل. وخص مي بالهجوم برنامج "الشريعة والحياة" الذي يتم عبره إجراء مقابلات مع الشيخ يوسف القرضاوي، مشيراً إلى أن القرضاوي أصدر فتوى تُلزم المسلمين بالسعي لقتل الجنود الأميركيين في العراق، علاوة على امتداح التفجير الذي أودى عام 1983 بحياة 241 من قوات المارينز في بيروت. وزعم الكاتب أن القرضاوي برز بشكل خاص في "تمجيده" الزعيم النازي أدولف هتلر واعتبار أن ما قام به ضد اليهود هو "عقاب إلهي"، وتشديده على أن المرة القادمة سيكون عقاب اليهود على أيدي "المؤمنين من المسلمين". وأوضح مي أن القرضاوي حرَّض على توسيع دائرة حكم الإسلام ليشمل الشرق والغرب وصولاً لإقامة دولة الخلافة الإسلامية. وأضاف أن القناة الجديدة وفي سعيها لجذب المزيد من المشاهدين الأميركيين نجحت في استقطاب عدد من نجوم مقدمي البرامج، مثل سوليداد برين، وجوي تشن، وشيلا ماكيفر، وديفد شوستر. وحذر من خطورة قبول الزعم بأن الخط الإعلامي لقناة "الجزيرة أميركا" سيكون مغايراً للخط الإعلامي للقناة باللغة العربية، مشيراً إلى أن القناة الجديدة تدار من قبل شبكة الجزيرة الإعلامية، وهي نفس الشركة التي تدير القناة بالعربية. وعلى الرغم من أن مي يقر بأن "الجزيرة أميركا" لن تكون صدى للجزيرة العربية، فإنه يتوقع أنها ستحرص على نقل رسائل محددة وستسلط الضوء على أحداث محددة، مثل تركيزها بشكل خاص على إضراب المعتقلين في سجن غوانتانامو عن الطعام. وتحت عنوان "نشر الإسلام في أميركا"، كتب تساح يوكيد مقالاً في صحيفة معاريف وصف فيه خطوة الجزيرة بتدشين قناة خاصة بالولاياتالمتحدة بأنها عملية "انقضاض على الولاياتالمتحدة"، متسائلاً "هل سيحتضن الأميركيون القناة التي تغازل الإخوان المسلمين؟". وحذر يوكيد من خطورة دور "الجزيرة أميركا" في التشويش على الرسائل التي تحاول الإدارة الأميركية توجيهها للرأي العام العالمي والداخلي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري عزل الرئيس المصري محمد مرسي بأنه يخدم العودة للديمقراطية، فإن قناة الجزيرة تعتبر ما حدث انقلاباً دموياً. ولم يكتف يوكيد بانتقاد مضامين تغطية الجزيرة بل هاجمها بسبب سماحها لضيوفها بعرض معلومات محددة. واستشهد الكاتب بشكل خاص بالمقابلة التي أجرتها القناة مع رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الذي اتهم رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بالتآمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في تصفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفي ذات السياق اعتبر يستحاق بن حورين انطلاق "الجزيرة أميركا" ضربة للجهود التي قام بها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بمحاصرة القناة، وقراره مقاطعتها. وفي مقال نشره على موقع "واي نت" الإخباري، قال بن حورين إن قناة الحرة التي دشنها بوش لمواجهة قناة الجزيرة قد فشلت فشلاً ذريعاً، مضيفاً أن "الجمهور العربي لم يشتر ببساطة البضاعة التي حاولت الحرة بيعها". وحذر بن حورين من خطورة النجاحات التي يمكن أن تحققها القناة الجديدة، مشيراً إلى أن ما يعزز فرصها بالنجاح حقيقة هو أن قنوات التلفزة الأميركية لم تعد تزود الأميركيين بأخبار عالمية لأنها اضطرت للاستغناء عن خدمات الكثير من المراسلين بسبب الضائقة المالية. وأردف قائلاً "هذا يعني أن الكثير من الأميركيين سيجدون في القناة الجديدة مصدر أخبار لهم يتخللها عدد قليل من الدعايات التجارية".