استنكر ناشطون في مجال محو الأمية بالجزائر، الإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، والتي وضعت الجزائر في المركز الثالث عربيا من حيث الدول العربية المُحتضنة لأكبر نسبة من الأمّييّن، وجعلها هذا التصنيف متأخرة حتى عن دول معروفة بانتشار الأمية في أوساط مواطنيها كاليمن والمغرب. وفتحت رئيسة الجمعية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار، عائشة مباركي، في اتصال مع "الشروق"، النار على منظمة الألكسو، والتي لم تستند حسبها على معطيات وإحصائيات حقيقية، لتقدير نسبة الأمية بالجزائر، خاصة وأن الأخيرة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال "فهي من بين الدول العربية التي تشهد نسبة أمية منخفضة لم تتعد 18 بالمئة فقط في 2013، فكيف تحتل الجزائر المرتبة الثالثة عربيا؟" تتساءل المتحدثة، متسائلة: "ماذا فعلت منظمة الألكسو التي تعمل تحت وصاية جامعة الدول العربية للقضاء على الأمية ما عدا تقديم الأرقام، فحتى عندما طلبنا مساعدتها لتمويل برامج تعليمية تنموية غضّت الطرف". وحسب إحصائيات الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، فالجزائر تطورت بشكل ملحوظ في هذا المجال، خلال العقود الخمسة الأخيرة، إذ تراجعت النسبة من 85 بالمائة غداة الاستقلال، إلى 22 بالمائة حسب إحصاء 2008، لتصل إلى النسبة الحالية. وحسب مسؤولي الديوان، تبذل كل من الدولة والهيئات المعنية والجمعيات الناشطة في هذا الشأن مجهودا، كما أن الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي أقرتها الدولة في 2007، أحدثت تحولا نوعيا في تعاطي الجزائر مع هذا الملف الشائك. وكانت منظمة الألكسو التي تتخذ من تونس مقرا لها، نشرت تقريرها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية المصادف للثامن من شهر سبتمبر، مُشيرة أن مصر تحتل المركز الأول في عدد الأمّييّن ب 17 مليون شخص، تليها السودان ثم الجزائر، فيما جاء المغرب في المرتبة الرابعة ثم اليمن. وحسبها تضمُّ هذه الدول الخمس لوحدها 78٪ من الأميّين في البلاد العربية. والغريب، حسبما ورد في التقرير، أن الدول الإفريقية قد تتفوق على الدول العربية فى فترة لا تتجاوز السنة، إذا ما واصلت سياساتها المتبعة في هذا المجال، في حين تبقى الدول العربية في المرتبة قبل الأخيرة عالميا من حيث انتشار الأمية.