يواجه الخضر في لقاءين فاصلين، الخيول البوركينابية، في لقاء كان إلى وقت قريب، مجرد نزهة كروية بالنسبة للجزائريين، لينقلب إلى امتحان عسير بالنسبة لفريق صار يضمّ لاعبين محترفين في كل بقاع العالم، وبلغ النهائي في الدورة الإفريقية السابقة، وكان على حافة انتزاع اللقب من مخالب نسور نيجيريا، والغريب في حكاية بوركينا فاسو التي جمعتها القرعة بالجزائر، أن أول مواجهة رسمية بين المنتخبين جرت في شتاء 1967 وكان إسم البلد "فولتا العليا"، وأثقل نتيجة مني بها المنتخب البوركينابي في تاريخه، كانت على أرض الجزائر بسباعية نظيفة كاملة، وأثقل نتيجة في تاريخ الجزائر في لقاء رسمي تم تسجيلها أيضا ضد بوركينا فاسو، وأول لاعبين محترفين أفارقة لعبوا في الجزائر كانوا من بوركينا فاسو الاذين انضما لفريق اتحاد عين البيضاء، عندما كان ينشط في الدرجة الأولى.. بوركينا فاسو كانت أيضا ضمن البلدان المعنية بتحرير ديونها تجاه الجزائر. سريدي افتتح العداد وماجر بطل المواجهات كانت بوركينا فاسو، معبرا للجزائر للتأهل لأول مرة في تاريخها لكأس أمم إفريقيا التي جرت عام 1968 في إثيوبيا، حيث سافر رفقاء الظاهرة لالماس إلى واغادوغو عبر باريس وداكار، ولعب مقابلة على أرضية ترابية، كما أخبرنا نجم ترجي ڤالمة السابق مصطفى سريدي بفوز بهدفين من سيريدي وحسان لالماس، سجل الهدف الأول مصطفى سيريدي في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول والثاني في الدقيقة الثمانين من طرف حسان لالماس، وفي لقاء العودة الذي جرى في شهر أفريل سحق الخضر فولتا العليا بثلاثية تداول على تسجيلها بوياحي وعبدي وأسطورة الوفاق السطايفي بوروبة. وقرر البلد الفقير فولتا العليا الانسحاب من الكثير من المنافسات سواء على مستوى المنتخب الوطني، أو على مستوى الأندية، ولم يعودوا إلا في بدايات الثمانينات، وكانوا في أول مواجهة من تصفيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في ليبيا عام 1982، حيث اصطدموا بالخضر في أوج قوته، فكان اللقاء الأول الذي جرى في ملعب 19 جوان في وهران احتفاليا للخضر وكارثيا لبوركينا فاسو، انتهت بسباعية كان بطلها آيت الحسين نجم نصر حسين داي بهدفين كما سجل بلومي هدفين وماجر هدفين، وأنهى سمفونية التهديف صالح عصاد، وتميزت المباراة بإشراك عبد القادر مزياني نجم الحراش لأول ولآخر مرة، في حياته مع المنتخب الوطني في لقاء رسمي، وفي لقاء العودة عاد ماجر ليسجل في لقاء انتهى بهدف لكل فريق، وانسحب بعد ذلك من المنافسة، واختفى إلى أن حقق تأهلا تاريخيا لكأس أمم إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا عام 1996 وتواجد في نفس الفوج مع الجزائر، وسيطر رفقاء طارق لعزيزي بالطول وبالعرض على المقابلة، وسجل خالد لونيسي في الدقيقة الأولى وكاد الخضر أن يلحقوا بالمنافس هزيمة نكراء، حيث سجل دزيري في ربع الساعة الأخير هدف الاطمئنا،ن قبل أن يسجل بوركينا فاسو، هدف الشرف في الدقيقة الأخيرة. وخرج البوركينابيون من الدور الأول، بينما بلغ الخضر ربع النهائي وخسروا ضد البلد المنظم جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف واحد.
حكاية أول انتصار بوركينابي على الجزائر وفي الدورة الموالية لكأس أمم إفريقيا عام 1998 جرت الدورة في بوركينا فاسو، واصطدم الخضر مع البلد المنظم فكانت فرصة لبوركينا فاسو ليحققوا أول انتصار على حساب الخضر في تاريخهم في يوم 11 فيفري 1998، حيث قتل البوركينابيون، المقابلة بهدفين مقابل واحد، قبل أن يسجل موسى صايب في آخر الدقائق هدفا أمضى به أول هزيمة للخضر، وفي تصفيات كأس إفريقيا لعام 2002 تصادم المنتخبان مرة أخرى وعجزت الجزائر عن تجاوز بوركينا فاسو خريف 2000 فتعادلا بهدف لكل فريق سجل فيه تاسفاوت هدفا وعجز في لقاء العودة من الرد على الهدف الوحيد للبوركينابيين لتتوقف رحلة مقابلات الخضر مع بوركينا فاسو في المباريات الرسمية في شهر جوان من عام 2001، قبل أن يلعب الفريقان مباراة ودية مطلع شهر جوان الماضي حسمها الخضر بهدفين لصفر، من توقيع هلال العربي سوداني وإسلام سليماني الذي يعد آخر لاعب سجل في مرمى "الخيول"، على أن تعود المواجهة ببينهما في أكتوبر القادم ولكن لأول مرة في إطار منافسة كأس العالم، حيث يحاول الخضر التواجد لرابع مرة في كأس العالم، فيما تسعى بوركينا فاسو للتواجد لأول مرة في تاريخهم في المونديال.