الإمارات تحصل على أربعة مشاريع استثمارية بالجزائر بنك الخليج الجزائر، تهيئة معالم مدينة، ترميم الحمامات وفندق 5 نجوم وقع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة رفقة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الشؤون الأمنية لدى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس إدارة بنك الخليج الأول، نهاية الأسبوع الماضي، على أربعة عقود استثمارية بالجزائر ستقدر كلفتها بمليارات الدولارات، وتشمل أساسا المجال المصرفي، السياحي والعقاري. ويعول بوتفليقة كثيرا على الخبرة الإماراتية خصوصا في مجال التشييد والبناء لتحقيق وعوده الانتخابية من أجل تجسيد "حلم" المليون سكن على أرض الواقع. وقال مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ل"الشروق اليومي" أن الوفد الإماراتي المتكون من 15 شخصية لكبار مسؤولي الدولة الإماراتية ورجال الأعمال بقيادة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، الذي زار الجزائر الاثنين الماضي وغادر أول أمس، سيعود إلى الجزائر يوم 04 نوفمبر المقبل بهدف ضبط الأمور التقنية عقب القيام بجولة لعدد من ولايات الوطن، يتم من خلالها معاينة مواقع المشاريع الاستثمارية المقرر انجازها بالجزائر، مما يسمح بتحديد الفضاءات وضبط مقدار الكلفة المالية التي سترصد في الغلاف الإجمالي للعملية. وتتثمل عقود المشاريع الأربعة الموقعة في إنشاء فرع الجزائر لبنك الخليج الأول، والذي سيعلن عنه خلال الأيام المقبلة، ويكون أول فرع على مستوى شمال إفريقيا والمغرب العربي، حيث كان آخر فرع أنشئ لذات البنك بسنغافورة، ويعتبر بنك الخليج الأول، المؤسس سنة 1979 ورأسماله 18 مليار دولار، من أكبر المؤسسات المصرفية المالية على المستوى العالمي ولديه عدة فروع تمثيلية، ومصنف حسب مؤسسات التصنيف العالمية في الصنف -أ - واحتل لسنتين متتاليتين المرتبة الأولى كأسرع بنك للنمو، ولبنك الخليج الأول خدمات إسلامية، كما يقدم خدمات للأفراد والمؤسسات عن طريق تمويل المشاريع الاستثمارية وتمويل المؤسسات. ويتطلع رئيس الجمهورية من خلال المشروع الثاني المتمثل في تهيئة مساحة للبناء على مستوى ولاية سكيكدة إلى دفع وتيرة برنامج المليون سكن، حيث يرمي المشروع إلى التهيئة الحضرية لفضاء موجه لبناء مدينة جديدة بكل مرافقها الاجتماعية والخدماتية والسكنية، وسيدعم ذات المشروع المجال العقاري من خلال الإسهام في انجاز أكبر قدر من الوحدات السكنية. أما المشروع الثالث في المجال السياحي فستستفيد منه ولاية مستغانم، وهو عبارة عن مشروع سياحي ضخم، يتمثل في بناء فندق من خمسة نجوم بإقامات راقية مع مركز تجاري ومركز لإعادة اللياقة البدنية. المشروع الرابع هو الآخر له أهمية سياحية بالغة، ويتمثل في إعادة ترميم وتحديث الحمامات المعدنية المتواجدة على المستوى الوطني، بطريقة تجعلها حمامات معدنية وسياحية عصرية، وبخصوص هذا المشروع سيعاين الوفد الإماراتي خلال عودته يوم 04 نوفمبر حمام "ڤرڤور" بولاية سطيف، وهو أول حمام ستنطلق به عملية الترميم والتحديث. وأكد المصدر سالف الذكر، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يولي أهمية كبيرة للاستثمارات الإماراتية لما لها من خبرة تكنولوجية وقابلية في رصد التمويل المالي الكافي للإنجاز إلى جانب الدقة وسرعة التنفيذ، حيث قال أن اللقاء الرسمي مع الأمير الإماراتي الأربعاء الماضي، دام خمس ساعات بحكم الأهمية المرجوة مما ستجنيه الجزائر من الخبرة الإماراتية في مجال الاستثمارات، خاصة السياحية والعقارية منها، عقب التعاون الأخير الذي جرى مع مؤسسة موانئ دبي العالمية التي افتكت تسيير ميناء جيجل وكذا نهائي ميناء الجزائر العاصمة. من جهة ثانية، يرغب الرئيس بوتفليقة في الإسراع في انجاز المشروع الذي وعد به في الحملة الانتخابية، والخاص بمشروع المليون سكن، علما أن العهدة توشك على الانتهاء ولا يفصل عنها سوى سنة واحدة، وعليه فإن بوتفليقة مطالب بإحضار شركات لديها المال والكفاءة والدقة مع ضرورة احترام عامل تسريع وتيرة الانجاز. وفي سياق الاستثمارات الإماراتيةبالجزائر، أفادت مصادر جزائرية، سابقا أن تنفيذ قرار تسيير ميناء الجزائر بنسبة كاملة لصالح مؤسسة موانئ دبي العالمية سيتم قريبا، بموجب اتفاق سيوقع قبل نهاية العام الجاري، فيما ستحصل المؤسسة على نسبة 50 بالمائة من محطة الحاويات، وتبلغ قيمة الاستثمار التي عرضها الجانب الإماراتي لتحديث الميناء وتجهيزه بنحو 700 مليون دولار، وينتظر أيضا أن يتم الاتفاق التام بين موانئ دبي والهيئات المشرفة على ميناء جن جن بجيجل للتكفل بتسييره مقابل إنفاق نحو 150 مليون دولار على تحديثه وتجهيزه. للإشارة، فإن الزيارة الأخيرة لشيخ دولة الإمارات هزاع بن زايد آل نهيان والوفد المرافق له سبقتها ثلاث زيارات لترتيب لقاء التوقيع، وقد استقبل عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي بمقر رئاسة الجمهورية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الشؤون الأمنية لدى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس إدارة بنك الخليج الأول، وأقام على شرفه مأدبة غداء، كما قلده وسام الأثير عرفانا لجهوده في تثمين العلاقات الجزائريةالإماراتية. وجرى الاستقبال بحضور وزير الصناعة وترقية الاستثمارات السيد عبد الحميد تمار والمستشارين لدى رئيس الجمهورية محمد علي بوغازي وحبة العقبي. ومن جانبه، تطرق عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني مع الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الشؤون الأمنية الإماراتي بمقر المجلس إلى التعاون الثنائي الذي عرف "ديناميكية جديدة". بلقاسم عجاج