اقترحت ورشات العمل التي أفرزها لقاء الحكومة مع الولاة على الجهاز التنفيذي تبني إستراتيجية خاصة لمحاربة مختلف شبكات الإجرام في توظيف الشباب،و التضليل العقائدي والتحريض على اللاتسامح والعنف والإرهاب ،وذلك بفرض شروط خاصة للتسجيل بالمعاهد الإسلامية وتفويض قطاع الشؤون الدينية دون غيره مهمة إعداد الخطب الدينية على أساس نموذج محدد مع شن حملة تطهير واسعة لمستخدمي المساجد وسحب كل المطبوعات المغرضة من المكتبات. واقترح تقرير الورشة الخاصة بالانحرافات ومحاربة الآفات الاجتماعية على الحكومة ، اتخاذ إجراءات تأديبية بجميع أشكالها ضد الأئمة الذين يخلون بإلتزماتهم المهنية ، موازاة مع شن حملة تطهير واسعة تشمل مستخدمي المساجد من أجل إبعاد الانتهازيين ،و حملة تطهير أخرى تشمل المكتبات من خلال سحب المطبوعات المغرضة ذات المصادر المشبوهة التي تحتوي على أفكار خطيرة . كما جاء في التقرير ضرورة تنفيذ وتعزيز الترتيبات المرافقة بغرض التكفل الأنجع بالشباب ضحايا المأساة الوطنية في إطار قانون المصالحة الوطنية ، كما تتضمن هذه التدابير العمل على بروز نخبة دينية كفأه من شأنها تشكيل نموذج ذي مصداقية بالنسبة للشباب قادرة على حمل رسالة الإسلام على أساس مرجعيات دينية أصيلة والتصدي لعمليات التضليل العقائدي والتحريض على اللاتسامح ،وتدعيم الوظيفة الاجتماعية للمسجد ، تغطية جميع مساجد الوطن من خلال ضمان التأطير الديني الضروري لتأدية المهام المنوطة بها ، والعمل على توجيه نشاط المسجد نحو التربية المدنية عبر الدروس الملقنة من طرف الأئمة في إطار برنامج محدد بإشراك القطاعات الأخرى المعنية بالشباب . كما طالبت المشاركون من الحكومة تعزيز مهمة ودور الزوايا التي تحظى بتقدير وسط المجتمع ،وذلك بتسهيل التحاق الأوائل من طلبة الزوايا بالمعاهد الإسلامية لتكوين الإطارات الدينية والحصول على مناصب الشغل ،موازاة مع إعادة تنشيط دور المجلس الإسلامي العلمي على مستوى الولايات من أجل تحسين نوعية الخطب الدينية ،وتنظيم دورات لرسكلة الأئمة عبر تنظيم محاضرات وندوات . أما على المستوى الإعلامي فقد تضمنت الإستراتيجية المقترحة تنظيم محاضرات وملتقيات تحسيسية عبر أجهزة الإعلام الثقيلة ،من تنشيط علماء من داخل وخارج الوطن بهدف محاربة الآفات الاجتماعية والإرهاب والأصولية ،وإعداد مطويات ومنشورات في شكل أشرطة وأقراص مضغوطة من طرف العلماء بهدف تلخيص وترقية المذهب المالكي ،وإنشاء هيئة دينية عليا على غرار الأزهر في مصر لتوجيه الخطاب الديني في إطار التعاليم الأصلية للإسلام . كما أقترح هؤلاء إعداد مخطط عمل إعلامي يهدف الى تحسيس الرأي العام الوطني ،يتم اعتماده من طرف كافة أجهزة الإعلام ، وتفادي تسييس ما يسمى بقضية " الحراقة " التي يجب معالجتها بنفس الأهمية للآفات الاجتماعية الأخرى ، ومحاربة الإدمان على المخدرات وإجرام الشباب على المستوى المحلي لجعل العمل الجواري أكثر نجاعة ، من خلال الشروع في عمليات نموذجية على مستوى الأحياء والمناطق المحرومة قصد اختبار التجربة متعددة القطاعات ،خاصة بعد أن أكد الواقع أن الأحياء الشعبية والمناطق المحرومة هي أكثر المناطق قابلية للتطرف والتجنيد ولنا في الانتماء المكاني للانتحاريين خير دليل ،ومن أجل التصدي لعمليات التجنيد أثار المشاركون في اجتماع الحكومة مع الولاة الذي دام ثلاثة أيام العمل على جعل المساجد مكانا مقدسا للإعلام والاتصال ويلتزم بالتنديد بانحرافات الشباب وتحسيسهم بالسلوك المدني . سميرة بلعمري