نظم اجتماعا سريا بالعاصمة لإعلان "بداية حرب العصابات" في الجزائر العدالة الجزائرية تحكم غيابيا بالسجن المؤبد على المتهم وشركائه توصل التحقيق القضائي بمجلس قضاء الجزائر العاصمة في قضية الجزائري أحمد رسام الموجود رهن الحبس في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى معلومات خطيرة بخصوص انطلاق "حرب العصابات في الجزائر سنة 1990". حيث كشف شخص يدعى "ل.الطاهر" كان على صلة بالمتهم أحمد رسام وتم سماعه كمتهم في القضية غير أنه استفاد من انتفاء وجه الدعوى أن أحمد رسام نظم سنة 1990اجتماعا سريا في منزله الكائن ببلدية المرادية التي تعتبر من الأحياء الراقية في الجزائر العاصمة، الإجتماع حضره العديد من الإرهابيين من بينهم شخص يدعى "ع. أحمد" و آخر يدعى "ب. فيصل" وشخص ثالث يدعى "ب. مولود" من المرادية إلى جانب أحمد رسام بالطبع و آخرين لم يدلي صاحب هذه التصريحات بأسمائهم لأنه لا يعرفهم. وكشف "ل .الطاهر" في إفاداته لقاضي التحقيق خلال استجوابه حول علاقته بأحمد رسام المتهم بجناية إنشاء جماعة إرهابية والإنخراط في جمعية إرهابية مسلحة في الخارج، أن المجتمعون في منزل أحمد رسام أعلنوا عند نهاية الإجتماع عن "بداية حرب العصابات"، واتفقوا على قرار حمل السلاح والصعود إلى الجبال. وجاء في إفادات "ل. الطاهر" بأن شخصا يدعى "ع. أحمد" كان حاضرا في هذا الإجتماع، وهو من المقربين إلى أحمد رسام، وقد تم كليفه من طرف المجتمعين بمهام شراء السلاح من الخارج وإرساله للجزائر، وتبعا لذلك هاجر هذا الأخير لإسبانيا وقام بشراء أول دفعة من السلاح من إسبانيا وأرسله لأحمد رسام وجماعته في الجزائر العاصمة الذين كانوا في الإنتظار من أجل مباشرة العمل المسلح، وقد استعملت تلك الأسلحة في تنفيذ أولى عمليات العنف في الجزائر التي بدأت سنة 1990 أي قبل صدور قرار العدالة بحل المجالس المنتخبة التي فاز فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظور حاليا، وقد سبق للسلطات الإسبانية أن ألقت القبض على "ع . أحمد" الذي كان موّل أحمد رسام بالأسلحة المهربة وبحوزته 40 رشاشا، أما "ب . فيصل" فقد بقي خلال تلك الفترة في الجزائر حيث كلف بدعم الجماعة المسلحة بالجزائر، غير أنه هاجر فيما بعد إلى كندا، وما يزال إلى يومنا هذا في حالة فرار، حيث يقيم حاليا في كندا. وبناءا على هذه المعلومات الخطيرة أصدرت النيابة العامة بمجلس قضاء العاصمة في سبتمبر 2002 أوامر بالقبض ضد هؤلاء، ونظرا لعدم تقدم المتهمين أمام العدالة الجزائرية، حكمت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة عشية أول أمس غيابيا على أحمد رسام وشركائه ع. أحمد" ، "ب. فيصل"و"ب. مولود" بالسجن المؤبد بتهم جنائية تتمثل في إنشاء جماعة إرهابية والإنخراط في جمعية إرهابية مسلحة في الخارج. علما أن المتهمين "ب. فيصل" و "ع .أحمد" مازالا في كند إلى يومنا هذا، حيث يقيمان في كندا، أما أحمد رسام فهو يقضي عقوبة السجن في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد تم اعتقاله من قبل السلطات الأمريكية يوم 4 ديسمبر 1999، عندما كان يعبر الحدود بين كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية وهو يقود شاحنة تحوي على حوالي 59 كلغ من المتفجرات المصنوعة من مادة النيترو غليسيرين وأجهزة توقيت تستعمل في ضبط مواقيت انفجار القنابل وبرمجة المتفجرات المصنوعة يدوي، وكان عمره آنذاك 32 سنة، وقد تمت محاكمته وإدانته بتهم التخطيط لهجوم على مطار لو أنجلس الدولي خلال احتفالات رأس السنة الميلادية لعام 2000، ويبلغ سن عمر رسام حاليا 39 سنة. وحسب المعلومات المتوفرة في الملف القضائي للقضية فإن أحمد رسام، هو جزائري من مواليد الجزائر العاصمة، يبلغ من العمر 39 سنة، يلقب ب "ميلينوم بومبير"، كان يعمل في مقهى بالعاصمة، هرب من مصالح الأمن الجزائرية إلى كندا سنة 1994 بعد ان اكتشف بأنه تورط في أعمال العنف التي وقعت في الجزائر وبأنه واحد من الاوائل الذين حملوا السلاح ضمن الجماعات المسلحة في الجزائر، وأقام بمونريال كلاجيء سياسي، وهناك دخل عالم الجريمة من بابه الواسع، حيث أصبح يعيش من السرقات، ومن منح الضمان الإجتماعي، تأثر بالفتوى التي تحث على قتل الأمريكيين الصادرة عن الشيخ "عمر عبد الرحمن" المحكوم عليه بالمؤبد بتهمة التخطيط لتفجير مبنى الأممالمتحدة، سافر إلى أفغانستان سنة 1998 حيث تدرب هناك لمدة ستة أشهر في معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة، وعاد إلى كندا ومعه مبلغ 12 ألف دولار أمريكي، من أجل التخطيط لهجمات تفجيرية إرهابية داخل الولاياتالمتحدة عملا بفتوى الشيح عمر عبد الرحمن، وشرع في التخطيط لتفجير مطار لوس انجلس الدولي بالولاياتالمتحدةالامريكية، وفي نفس الوقت كان يعمل وسيطا للجزائريين الذين يسعون للإلتحاق بمعسكرات التدريب في أفغانستان مستغلا في ذلك علاقته بمساعدي أسامة بن لادن في كندا وباكستان ولندن، إلى أن ألقي عليه القبض في 4 ديسمبر 1999 وهو يعبر الحدود الكدنية الامريكية بشاحنة مملوءة بالمتفجرات كان يعتزم استعمالها في تفجير مطار لوس أنجلس. وقد زود رسام المحققين الأميركيين لدى استجوابهم له بمعلومات هامة حول معاقل التدريب في أفغانستان و تنظيم الشبكات الإرهابية وكيفية تدريب عناصرها، كما زودهم بأسماء وأوصاف مجموعة من القادة الذين كانوا يديرون معسكرات التدريب في أفغانستان. وقال مسؤولون أميركيون، وأدلى بإفادات خطيرة بشان أكثر من مئة إرهابي متهمين في قضايا إرهابية مختلفة. ومن بين الإعترافات الخطيرة التي قدمها احمد رسام للسلطات الأمريكية أن معسكرات التدريب في أفغانستان لا تعمل تحت سلطة أسامة بن لادن، بل يقف وراءها أيضاً عدد من القادة الآخرين والمجموعات. وكانت هذه معلومات مهمة في أيدي الاستخبارات الأمريكية التي ظلت تركز على مطاردة أسامة بن لادن اعتقادا منها بأنه وحده العقل المدبر لكل العمليات التي تستهدف الولاياتالمتحدة. و أدين أحمد رسام كذلك من طرف القضاء الفرنسي بتهم التعاون الجنائي المرتبط بمجموعة إرهابية وتزوير وثائق إدارية والمشاركة في التحضير لتفجيرات فرنسا عام 1995 و 1995 رفقة إمرأة كندية اسمها "لوسيا جاروفالو"، اعتقلت بعده بوقت قصير على خلفية أنهما ينتميان إلى خلية تابعة للجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" التي كانت تنشط في سنوات التسعينات بقيادة عبد الحق العيايدة. إلهام بوثلجي/ جميلة بلقاسم