هيمنت أحداث مصر على حفلة شبكة "الجزيرة" لمناسبة احتفالها بعيدها ال 17. وتعهد رئيس مجلس ادارة الفضائية القطرية الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بأن تواصل قنوات الشبكة "وقوفها الى جانب الانسان والالتزام بالمهنية". وقال ليل امس: "سعينا لبلوغ الحقيقة مهما كلفنا الثمن هو أقوى ما لدينا من مبادئ، ما جعلنا نتميز"، واعتبر ان "الجزيرة ظاهرة جديدة في الفضاء العربي تنطق بما هو أصدق وأقرب الى الناس من السائد حول العالم". وأضاف: "لا يُخفى أننا مقابل ذلك دفعنا الكثير والغالي من الدماء، ومن حرية زملائنا العاملين في الميدان الذين يحرم بعضهم اليوم من حقه الانساني ومن حريته وراء القضبان، وعبدالله الشامي ومحمد بدر (يعملان في مكتب القاهرة) هما آخر الاسماء في قائمة التضحيات المستمرة من أجل الحقيقة، ومن أجل الدفاع عن الانسان وحقه في أن يعرف ويفهم ما يدور حوله، وفي أن يبدي رأيه ويعبر عن وجهة نظره بحرية، وبعيداً من أي خوف أو قيد". وتابع: "على رغم كل شيء، فإن المهنية والالتزام بها سيظلان سلاحنا الأهم ودرعنا الاقوى". وتحدث مدير شبكة "الجزيرة" بالوكالة الدكتور مصطفى سواق عما وصفه ب "المفارقة التي تثير الأسى في النفس"، وقال: "نواجه لجوء بعض السلطات (العربية) الى محاولة حجب شاشة الجزيرة، تارة بالتشويش على شاشاتها عبر الأقمار الاصطناعية، وتارة أخرى عبر اصدار قرارات توصف بأنها قضائية بحجب البث وإقفال المكاتب وغير ذلك بكثير. وليس اعتقال طواقم الجزيرة أو القنص أو الضرب آخرها". ورأى أن قنوات الشبكة واجهت "حملة شرسة استهدفت التشكيك في كل ما قدمته من تغطية مهنية متميزة لحراك "الربيع العربي"، دفعت ثمنها من خيرة أبنائها ودمائهم". وقال: "الحملة الأبرز انطلقت منذ الانقلاب العسكري في مصر قبل أكثر من ثلاثة أشهر، فخلال أكثر من مئة يوم أغلقت مكاتبنا، واعتقل أكثر من 47 من زملائنا العاملين في الشبكة أو المتعاونين معها، بعضهم لساعات، وآخرون لأشهر". وقال إن "السلطات المصرية لم تقف عند هذا الحد، بل استصدرت قرارات بحجب البث المباشر ل "قناة الجزيرة مباشر مصر"، ولم تسلم مكاتب الشبكة من الاعتداء والسطو، تارة بسرقة الأجهزة والمعدّات، وأخرى بالحرق، كما مورست بلطجة متعددة الأشكال". وأعلن مسؤولو "الجزيرة" مشاريع جديدة، منها اطلاق "الجزيرة تركيا" من اسطنبول العام المقبل، والاستعداد لإطلاق "الجزيرة بريطانيا" من لندن وقناة فرنسية، اضافة الى مشروع الأخبار باللغتين العربية والانكليزية على الهواتف النقالة وأجهزة التواصل الاجتماعي. يذكر ان "الجزيرة أميركا" أطلقت أخيراً، وهي تهدف للوصول الى 55 مليون مشترك عبر اتفاق وقّعته شبكتا "تايم ورنر" و"برايت هاوس".