استاء أول أمس العديد من الكتاب الجزائريين ممن شاركوا في الحلقات الفكرية و الأدبية التي تقام كل يوم على هامش الصالون الثاني عشر للكتاب لغياب المثقفين اللبنانيين الذين كان من المنتظر أن يشاركوا في المحاضرة التي نظمت خصيصا لبيروت باعتبارها الضيف الشرفي للصالون رغم تواجدهم بالمعرض ما اعتبرته الكاتبة فضيلة الفاروق احتقارا لقيمة هذه التظاهرة الأدبية . غير أن هذا لم ينقص من قيمة اللقاء في مداخلة فضيلة الفاروق التي تعيش كقلم نسوي في بلد لم يعرف منذ سبعة عشر سنة الاستقرار السياسي و الأمني و التي تحدثت من خلالها عن تجربتها الإعلامية في الجزائر و في لبنان. كما صرحت في حديث خصت به الشروق بأنها تعلمت الكثير في بلد جبران خليل جبران و اندهشت من المستوى الفكري العالي الذي و جدته بلبنان أين أعادت تكوينها من جديد خاصة في مجال الإعلام قائلة: "..كيف لبلد بالرغم من أهوال العنف التي عاشها لا يزال يبدع ولم تتوقف فيه لا المطابع و لا الكتب.." و أيضا بقولها : " إن الجزائري يتخرج لكي يعمل في المؤسسة لكن اللبناني يجتهد ليؤسس فكل شيء يبدأ بفكرة و حلم ". و قدمت بالمناسبة الكاتبة الجزائرية المغتربة كريمة فارجي كتابها المتابعة الخطيرة و التي تحدثت فيه عن قضية الثقافة المزدوجة العربية و الفرنسية للمتغربين الجزائريين حيث أثارت النقاش حول إمكانية التعايش بين ثقافتين مختلفتين مع الاحتفاظ بالهوية الأم. هذا و في محطة أخرى استضاف المقهى الأدبي كل من الأديبة ليلى بارتت من البيرو و الكاتب لويس سيبيلفيدا من جمهورية الشيل و محمد بلحي في مداخلتهم بخصوص الرهانات الثقافية و العولمة في النظر إلى الطريفة التي ينبغي إتباعها في التعامل مع العولمة باعتبارها موجة استعمارية جديدة وقع ضحيتها العديد من الكتاب في حين تحاشاها البعض الأخر و قد ضرب المثل بالكاتب و المؤلف الكبير ياسمينة خضرا الذي و بالرغم من احتكاكه الكبير بالأدب الفرنسي و كتاباته باللغة الفرنسية إلا أن تفكيره لا يزال عربي محافظا بذلك على جذور ثقافته العربية الأصيلة. نوال بليلي