في حوار لجمعية الترجمة العربية و حوار الثقافات مع الإعلامية الجزائرية المتألّقة خديجة بن قنة اعتبرت هذه الأخيرة أنّ "الفجوة بين الثقافتين الغربية والعربية اتّسعت بشكل كبير بعد أحداث 11سبتمبر بسبب حالة التوجس الشديدة الموجودة بيننا وبينهم وانعدام أجواء الثّقة وغياب الحوار .." كونها وفّرت كلّ الأسباب المناسبة لمحاربة المسلمين و العرب. حيث بدأت الحرب على الإرهاب باستهداف كل ما له علاقة بالإسلام من مراجعة مناهج التعليم من الصفوف الابتدائية إلى مراقبة ما يبثّ في وسائل الإعلام و ما ينشر من كتب و إنتاج فكري و ثقافي... مضيفة أنّ الغرب يرى كلّ ما هو إسلام أو مسلم أو إسلامي إرهابا في الوقت الّذي يرى فيه العربي و المسلم أنّ كلّ ما هو حوار ديني مع الغرب ليس إلاّ تبشيرا و تنصيرا و أنّ كلّ ما هو حوار سياسي فانّه تطبيع و هرولة نحو العدو الصهيوني-حسبها- وأنّ كلمة "حوار" و "صراع"أصبحتا مفردتين متلازمتين لأيّ حديث عن العلاقة بين العرب و الغرب ... نافية أن يكون إطلاق مشاريع إعلامية أجنبية للعالم العربي تخاطب المشاهد العربي بلغته العربية مثل البي بي سي العربي و فرانس 24 العربي و روسيا اليوم بالعربي ودويتشي فيلي بالعربي والحرة و غيرها و بعض المشاريع القليلة جدا الموجهة إلى المشاهد الغربي باللغة الانجليزية مثل الجزيرة الانجليزية..كافية لسدّ الفراغ و الفجوة الهائلة بين الثقافتين. و في ردها عن سؤال حول وجود أو عدم وجود حواجز ثقافية بين المغرب والمشرق العربي و من يقف ورائها و كيفية إيجاد حلول للمّ الشمل أرجعت خديجة بن قنة عدم تحقيق حلم الوحدة العربية إلى غياب إرادة سياسية لم تكتفي بتقسيم العالم العربي إلى مشرق ومغرب بل قسمته اليوم إلى دول اعتدال ودول تطرف وسنة و شيعة موفّرة بذلك كل أسباب التفرقة التي تجعل مجرد التفكير في الوحدة ضربا من ضروب الخيال على حدّ تعبيرها،رغم العلاقات التاريخية العريقة الموجودة بين المشرق و المغرب العربي التي كان أحدّ أبرز وجوهها الدعم المادي والسياسي الذي قدمته دول المشرق العربي وعلى رأسها مصر للثورة الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي دام مائة واثنتين وثلاثين سنة. كما تطرقت الإعلامية الجزائرية إلى موضوع واقع اللّغة العربية المؤسف ، معترفة أنّ اللّغة العربية هي واحدة من اللغات المهددة بالانقراض في العالم لعدّة أسباب منها׃ دراسة الأطفال و الشباب في مدارس أجنبية و ذهابهم بعد يوم متعب وطويل إلى البيت لتخاطبهم المربية أو الخادمة باللغة الانجليزية أو الهندية أو الفيليبينية و توظيف مشاهير الرقص والغناء والجمال والفن في الدفاع عن الميوعة والخلاعة في تلفزيوناتنا العربية ، بدل توظيفها لمشاهير الإعلام والثقافة في قضايا الدفاع عن ثوابت الأمة وعن قضايا الإنسان. الجدير بالذّكر أنّ جمعية الترجمة العربية و حوار الثقافات هي جمعية دولية مقرها جنيف بسويسرا، تتلخص رسالتها في تعزيز حوار الثقافات بواسطة الترجمة من العربية وإليها، وتتمثل رؤيتها في تحقيق التعارف بين الشعوب. أمال عزيرية