سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ربط أزمة الراهن العربي بالهوس بالغرب، الناقد الكويتي الدكتور نادر القنة ل "النهار":نعيش أزمة تواصل و البحث عن الهوية.. والثقافة التي لا تدفع الأمة الى الأمام ثقافة عبثية
طرحنا مشروع " هيئة عربية للمسرحيين" في تظاهرة الجزائر ، لكن لم تجسد واقعيا. يرى الناقد المسرحي الكويتي، الدكتور نادر القنة، أن الأزمات التي يعيشها الفن العربي عموما والمسرح العربي سببها ثقافة التوتر وعدم التواصل مع الغير، إضافة إلى الهوس بالغرب الذي يتملكنا، كما كشف القنة في لقاء خص به "النهار" عن بعض المشاريع الثقافية، التي ظلت حبيسة لدى هيئات ومنظمات عربية مسؤولة ومعنية بالقطاع الثقافي، الدكتور القنة تحدث أيضا عن دولة الكويت وما تعرفه من تغيرات جيوسياسية جعلتنا نطرح العديد من الأسئلة لها علاقة مع ما تعرفه المنطقة العربية عموما من حراك على جميع المستويات. كشف ضيف الجزائر المشارك في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الناقد المسرحي الكويتي الدكتور نادر القنة عن مشروع إنشاء هيئة مسرحية عربية تضم مختلف النقاد والباحثين، إضافة إلى ممثلين وفنانين في ميدان المسرح العربي، تساهم في جمعهم وكذا فرصة للالتقاء فيما بينهم ، كما تكون منبرا يساهم في الدفاع عن أعمالهم المسرحية وإبداعاتهم المختلفة، هذا بالإضافة إلى محاولة هذه الهيئة البحث عن علاج أزمات المسرح العربي. وقال القنة" انه تم اختيار لهذه الهيئة اسم "هيئة المسرحيين العرب "، وقد طرحت الفكرة كمشروع جدي في تظاهر الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، وكنا نأمل أن تحتضنه الجزائر" ولكن وحسبما قاله القنة فان الفكرة لم تعرف التزكية الفعلية من طرف البعض،" وقد أعلمنا أن دولة الإمارات العربية من خلال قناة الشارقة أخذت على كاهلها المشروع وطرحته في فكرة مشابهة على مستواها ولا ندري حاليا أين هو الآن، ونأمل أن يتم تجسيده من قبل أية دولة عربية، وهذا خدمة للمسرح والمسرحين العرب جميعا". وأكد ضيف " النهار" انه ليس المهم في من يحتضن المشاريع الثقافية العربية المتعلقة بالمسرح أو غيره، لكن الأهم حسبه هو أن" تنفذ هذه الأفكار وتجسد واقعيا، لأنه وللأسف " معروف لدينا الحديث وطرح الأفكار، لكننا في الأخير نعجز عن تجسيدها واقعيا، سواء ما تعلق بالجانب الثقافي ،السياسي أو الاجتماعي أو فيما تعلق بالمسرح خصوصا. وتناول الدكتور في حديثه واقع المسرح العربي وما يعيشه من "حالة اختناق كبيرة نتيجة السياسات المنتهجة سواء من أبنائه الذين خانوه وحرفوا قضاياه ، أو من أطراف أخرى أثرت على مسيرته ووقفت كعقبة في وجهه"، ناهيك عن عوامل عديدة ذكرها المتحدث " من الصعب الغوص فيها بسهولة أو التطرق لها في عجالة كما أكد ذلك". ما يحدث في الكويت لن يصل إلى حالة التصادم أكد الكاتب المسرحي والناقد العربي، الدكتور نادر القنة، أن الحراك الثقافي في الكويت لا يختلف عن باقي الأقطار العربية الأخرى على الرغم من أن بلده يشهد تغيرات في الجانب السياسي كغيره من الدول الموجودة في المنطقة لكن بأقل حدة، نتيجة ما يميز هذا البلد عن غيره، خاصة وانه بعيد كل البعد عن الطائفية التي تعرفها أقطار عربية، زيادة على كون الكويت لا يحتوي على أحزاب سياسية معلنة أو طوائف حزبية ، وهو الأمر الذي يبعده مهما حدث من تغيرات سياسية، عن الصراعات الطائفية أو أزمات من هذا النوع، كما أن الساحة الديمقراطية في الكويت قد لا تتوفر في مناطق عربية أخرى. وأوضح ضيف الجزائر " أن ما تعرفه الكويت من حركة سياسية على مستوى مجلسها النيابي أو حراك تصنعه انتخابات تشريعية سرقت كل الأضواء في الوقت الراهن، هو أمر عادي ولا يمكن أن نتنبأ له بإحداث سلبيات معينة في الداخل أو الجوار العربي، على الرغم من التوجه الديمقراطي الجديد الذي يفرض في البلد". وقال القنة في ذات السياق أن الفعل الثقافي في بلده لن يتأثر كثيرا بفعل ما تفرضه السياسة، خصوصا وان الكويت معروف بمستواه الثقافي والكتابات تدل على ذلك، إضافة إلى ما تركز عليه وسائل الإعلام الكويتية التي تتزايد رعايتها للحقل الثقافي تدريجيا. "نعيش حالة إقصاء كل طرف للآخر، ونحتكم للخواجة وعظمة الغرب". ختم الناقد الكويتي الدكتور نادر القنة حديثه عن المشهد الثقافي العربي بقوله:" أننا نعيش حالات إقصاء بين الفعل السياسي، الثقافي ،الاقتصادي والاجتماعي ،وهو ما أدخلنا في حالة من التوتر والارتباك، ومن أجل التخلص منها دعا الدكتور الفئات المثقفة إلى أخد يد المبادرة في توجيه" مشروع التنمية " الذي يعتمد على كل القطاعات ولا يقصي أحدا على حساب الآخر. وأضاف المتحدث "أننا بحاجة إلى كاتب مفكر وممثل ملتزم وفنان تكنوقراطي ومسرحي متبصر من اجل الخروج من المعضلات الاجتماعية التي نعانيها في وطننا العربي، وعلينا أن نشتغل على تركاتنا الخاصة وان نعيد التفكير والدراسة من جديد، في فن طلائعي يتواصل مع الجمهور والمتلقي"، وبالنسبة للكاتب والناقد المذكور " فان الفن والثقافة التي لا تحمل الأمة إلى الأمام هي ثقافة عبثية".