كشف أمس مدير الفلاحة بوهران عن رفض دخول باخرة كندية محمّلة بأطنان من مادّة البطاطا الرديئة في شهر أكتوبر الماضي إلى الميناء بعد رفضها من طرف مصالح ميناء دولة تونس. وأضاف السيد "ميدون محمّد" أنّ الباخرة المعنيّة مكثت فترة زمنية بالحدود الإقليمية بعرض البحر ولم يسمح لها بالدخول إلى ميناء وهران من قبل مصالح حرس الحدود، حيث تبيّن أنّها رفضت من قبل السلطات التونسية في نفس الشهر بعد معاينتها لكميّة البطاطا المستوردة، وقد حاولت الجهات المسؤولة عن كميّة البطاطا الفاسدة أن توجّهها إلى أقرب دولة قصد التخلّص منها. حيث قدمت نحو ميناء وهران إلاّ أنّه لم يسمح بدخولها حسب مدير الفلاحة ورفض شراء كميّات البطاطا التي تحملها بعد أن أرسل بلجنة معاينة للسلعة، إذ أفاد تقرير اللجنة أنّها غير صالحة للاستهلاك بعدما لحق بها التعفّن وفسدت كميّات معتبرة منها، فيما يجهل وجهة الباخرة التي غادرت المياه الإقليمية الجزائرية ومن المحتمل أنّها لجأت إلى دول أخرى قريبة بغرض ترويجها بأثمان مغرية، بينما لم يتّم الكشف عن الدولة المصدّرة لهذه الكميّات المعتبرة لكنّ أقرب الاحتمالات تشير إلى أنّها من دولة كندا التي زاد التعامل معها فيما يتعلّق باستيراد البطاطا خلال الأزمة التي عرفتها الجزائر هذا العام. ومن المؤكّد أنّ جهات ذات مصالح وبارونات استيراد كانت تنوي أن تدخل هذه "الفضلات" إلى وهران استغلالا لارتفاع أسعار البطاطا التي عانقت السقف بشكل غير مسبوق ورغبة في الاصطياد بالمياه العكرة خصوصا بعد الفضائح التي صاحبت عمليات الاستيراد المشبوهة للبطاطا الكندية والتي حجزت الأطنان منها باعتبارها غير صالحة للاستهلاك البشري، ووفقا لتصريحات مدير الفلاحة فإنّ أكبر العمليات التي أسفرت عنها حملات المراقبة والتفتيش لغرف التبريد والتي باشرتها هيئات مختلطة بما فيها مصالح مديرية الفلاحة، هي حجز ما يربو عن 20 طنّ من البطاطا في النصف الثاني من شهر سبتمبر الماضي والتي أشّر عليها بعبارة "رديئة وغير صالحة للاستهلاك" بعدما تبيّن أنّ طرق حفظها في المخازن غير محترمة ولا تؤّهلها لمقاومة التعفّن، في حين أوعز بنفس الأسباب إلى أزمة ارتفاع الأسعار التي عرفتها وهران على غرار باقي ولايات الوطن من حيث "عدم مراعاة شروط الحفظ وعدم استعمال عدّة غرف تبريد ملك لفلاّحين لا تزال مغلقة" في إشارة إلى استعمال 5 غرف فقط بوهران فيما يتعلّق بتخزين المنتوجات الفلاحية، بينما تحوم عدّة تساؤلات حول انخفاض أسعار البطاطا في شهر نوفمبر الجاري بعد دخول الإنتاج المحلّي إلى السوق باعتبار أنّ وهران ستجني محصول نحو 70 هكتارا من الأراضي المخصّصة لذلك، إذ لا يجزم بأن تسحب المضاربة المتحكّمة في السوق أيديها من العجين. صالح فلاق شبرة