كشف "جيم بانيال" النائب المعارض في الحكومة الإقليمية ل " جزيرة الأمير إدوارد " التابعة للحكومة الكندية، أن شحنة من البطاطا تم تصديرها للجزائر مؤخرا، مصابة بمرض بكتيري خطير، بسبب احتمالات العدوى، التي قد يتسبب فيها هذا المرض. وأوضح النائب الكندي أن هذه الشحنة، مصابة بمرض يعرف باسم " باكتيريال رينغ روت "، وهو عبارة عن تعفن بكتيري، يصيب البطاطا، ويتطلب وقاية كبيرة، منها عزل الكميات الموبوءة، وكذا الباخرة التي تنقلها، بحسب مختصين بيولوجيين. وقال النائب بانيال " توصلت إلى معلومات، مفادها أن شحنة من البطاطا متوجهة نحو الجزائر، مصابة بتعفن بكتيري، بعد أن تم نقلها من ميناء "سمر ساند" الكندي ". وأضاف النائب المعارض أن الباخرة، التي شحنت البطاطا المريضة، والتي تحمل تسمية " رين كونكورديا " توجد على مستوى ميناء الجزائر، غير أنه لم يتسن له، كما قال، التأكد مما إذا كانت قد أفرغت حمولتها، أم أنها لا زالت تنتظر. لكن قناة " سي بي سي " التلفزيونية الكندية، أكدت أن الشحنة لم تفرغ بعد ( أول أمس الخميس )، وذلك بناء على معلومات أدلى بها أحد مصدري الشحنة، اتصلت به القناة التلفزيونية المذكورة. وأطلق النائب الكندي، هذا الاتهام من مقر مجلس نواب الإقليم، وقد وجهه ل "نيل لوكلير" وزير الفلاحة في حكومة إقليم " جزيرة الأمير إدوارد "، غير أن الوزير لم يكذب هذه الاتهامات، ووعد بتصريح جديد في حالة تمكنه من معلومات جديدة بخصوص هذه القضية. وفي الوقت الذي اكتفى فيه نيل لوكلير، وزير الفلاحة بحكومة إقليم جزيرة الأمير إدوارد، بالتأكيد على أنه يجهل حيثيات هذه القضية، اتضح أن البطاطا المريضة المصدرة نحو الجزائر، تحولت إلى قضية حقيقية في كندا، بحيث لم ينف مسؤولين بهذه الدولة صحة تعفن شحنة البطاطا ، مؤكدين بأنهم يعتقدون أن 10 بالمائة فقط من أصل أربعة آلاف طن من البطاطا المصدرة نحو الجزائر، مصابة بهذا المرض البكتيري، المعروف بخطورته المتأتية من إمكانية انتقاله إلى البطاطا السليمة بنفس الشحنة. وقد خلفت هذه الحادثة استنفارا في أوساط المصدرين وحكومة الإقليم، وكذا الحكومة الأم في العاصمة الكندية، أوتاوة، جسده سؤال النائب مفجر القضية، الذي وجهه لممثل الحكومة، حول حجم الخسائر، التي قد يتكبدها المصدرون في حالة ثبوت تعفن البطاطا المصدرة. وفي محاولة لتبرئة ذمته، قال " دايف ماكسوين "، مدير الوكالة الكندية للرقابة على المواد الغذائية، إن الباخرة التي نقلت الشحنة، تم تنظيفها وتعقيمها، قبل شحن كميات البطاطا، المتوجهة نحو الجزائر. أما أحد المنتجين العشرين الذين سوقوا هذه الكميات من البطاطا، فقد أكد سلامة البطاطا المصدرة، خلال فترة تسليمها لمستودعات ميناء "سمر سايد"، محملا في الوقت ذاته، مسؤولية الخسائر، التي قد يتكبدها في حالة تعفن الكميات المصدرة، لمصالح الميناء المذكور . ويتناقض تصريح النائب " جيم بانيال "، مع آخر تصريح أدلى به ممثل البعثة الدبلوماسية الكندية في الجزائر، في العاشر من أكتوبر المنقضي، والذي أكد من خلاله أن نوعية البطاطا الكندية، المسوقة في الجزائر، جيدة، محملا تدهور وضعيتها، لما قال إنه " سوء ظروف التخزين. وقد حاولت " الشروق اليومي " الاتصال بمصالح ميناء الجزائر، بهدف التأكد من صحة تعفن شحنة البطاطا، باعتبار أن الباخرة الكندية لا زالت راسية هناك، غير أن تزامن هذه الأنباء مع العطلة الأسبوعية، حال دون ذلك. وكانت الباخرة " ڤرين كونكورديا " قد أقلعت من ميناء " سامر سايد " الكندي يوم الثلاثاء 16 أكتوبر الماضي، محملة بشحنة من أربعة آلاف طن من البطاطا بناء على طلب عاجل من مستوردين جزائريين، في إطار عملية الاستيراد التي كلفوا بها من قبل الحكومة في مهلة شهرين. وقد شحنت الكمية المذكورة من مخازن شركة "ادوارد إسلند "، مصدرها 20 منتجا. محمد مسلم