أكد رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي لمراقبة الانتخابات في موريتانيا احمد اويحي الثلاثاء أن هذه العملية الانتخابية جرت في عمومها بطريقة "مرضية" واتسمت بالهدوء وذلك بمساهمة الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني. وقال أويحي في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بفندق (وصال) في نواكشوط أن "الاقتراع اتسم بالهدوء التام وذلك بمساهمة الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني". ونبهت البعثة إلى أنه "على الرغم من النقائص والملاحظات المسجلة من طرف فرق البعثة إلى أن الشروط التي وفرت لإجراء الانتخابات التشريعية والمحلية تمثل تطورات هامة حققتها السلطات الوطنية وجزء من الطبقة السياسية على طريق تدعيم شفافية النظام الانتخابي في موريتانيا ". وأشادت البعثة في بيان أولي أصدرته الثلاثاء، "بما أسمته ضبط النفس الذي تحلت به أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية التي اعتمدت مقاطعة الانتخابات". كما شجع البيان الحكومة والأحزاب السياسية في موريتانيا على "إعادة بعث التشاور السياسي بعد الانتخابات واتخاذ تدابير تشريعية جديدة لتحسين التمثيل النسوي في القوائم الانتخابية ومطابقتها مع المعايير القارية والدولية". وأوصى البيان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ب "اتخاذ التدابير الملائمة لتحسين العتاد الانتخابي وتكملة القائمة الانتخابية الجديدة وتنظيم ندوات تكوينية لصالح أعوان مكاتب التصويت وتنظيم حملات واسعة لتحسيس الناخبين حول طريقة الاقتراع". كما دعا البيان "المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات لزيادة عدد المراقبين التابعين للمجتمع المدني والقيام بحشدهم والسهر على تكوين المراقبين فيما يخص دعم الكفاءات". وحث البيان الأحزاب السياسية والمرشحين على "التحلي بالهدوء وضبط النفس" في انتظار الدور الثاني للانتخابات وإعطاء الأولوية للسبل القانونية فيما يخص الطعن في نتائج الانتخابات والمساهمة الفعالة في المجهودات الرامية إلى بعث التشاور السياسي من جديد. وأعرب الحزب الموريتاني الحاكم في موريتانيا /الاتحاد من أجل الجمهورية/ اليوم عن إرتياحه "الكبير" للنتائج التي حصل عليها حتى الآن في الانتخابات البرلمانية والبلدية التي جرت يوم السبت الماضي. يذكر أن موريتانيا عانت خلال الساعات الماضية من موجة غضب واحتجاجات ضد لجنة الانتخابات التي اتهمتها الأحزاب ب "العجز" و"التواطئ" و''التزوير" اذ حاصر أنصار بعض الأحزاب المعارضة والمولاة ادارات لجنة الانتخابات في عشرات المدن وأعلن المحتجون رفضهم لعمل اللجنة المستقلة للانتخابات في مناطقهم داعيين قيادة اللجنة إلى التدخل لإيقاف ما وصفوه ب "المهزلة" التي تقوم بها هذه الممثليات. وطالب المحتجون بإعلان النتائج بشكل رسمي مبدين تخوفهم من تعرض اللجنة المستقلة للانتخابات ل "التلاعب". وكانت لجنة الإنتخابات الموريتانية المستقلة قد أعلنت عن جولة ثانية من التصويت في دائرتين يوم 7 ديسمبر المقبل بين الحزب الحاكم وحزب (تواصل)المعارض. ووفق النتائج المعلنة فقد حصل الحزب الحاكم على نسبة ثمانية وأربعين مقابل اثنى عشر للحزب المعارض. ويتوقع المراقبون أن تواصل لجنة الإنتخابات الموريتانية المستقلة اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء إعلان النتائج وسط تأخرفي فرز بعض مكاتب التصويت البالغ عددها ألفين وسبعمائة وتسعة وستين مكتبا.