تواصل "الشروق" التعريف بتاريخ وإنجازات المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل. فبعد الحديث عن منتخبات القارة السمراء وأمريكاالجنوبية في الجزءين الأول والثاني، ستستعرض خلال الجزء الثالث هذا المنتخبات الأربعة المتأهلة عن منطقة آسيا وهي: إيران، كوريا الجنوبية، أستراليا واليابان، والتي سيكون لها شرف تمثيل الآسياويين في هذا الحدث العالمي. منتخب اليابان كانت اليابان من أوائل الدول الآسيوية التي عرفت رياضة كرة القدم. فمع بدايات القرن العشرين كان هناك اهتمام كبير في هذه الدولة الشرق-آسيوية بجعل الرياضة جزءا لا يتجزأ من حياة شعبها، وذلك لهدف رئيسي وهو رفع اسم اليابان عالياً في المنافسات العالمية. وشهد عام 1917 تأسيس أول نادي كرة قدم ياباني، وهو نادي "طوكيو شويكون-دان"، ثم تزايد عدد الفرق وتم تكوين منتخب وطني يمثل البلاد، فكانت ولادة الاتحاد الياباني لكرة القدم في عام 1921 ومعه انطلقت بطولة "كأس الإمبراطور" أحد أعرق بطولات القارة الآسيوية. وأرسلت الحكومة اليابانية العديد من لاعبيها لتعلم رياضة كرة القدم في أوروبا. كما استقدمت العديد من الخبراء الأوروبيين لتطوير هذه الرياضة في بلادها. وتطورت الكرة اليابانية على مدار العقود التالية لتشهد منتصف الستينيات انطلاق أول بطولة دوري بمشاركة 12 فريقاً كانت كلها أندية تحمل أسماء الشركات الوطنية الداعمة لها.
الطريق إلى البرازيل 2014 تطور أداء المنتخب الياباني من مباراة إلى أخرى في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014 بقيادة المدرب ألبرتو زاكيروني، الذي استلم تدريب الفريق بعد مشوار مميز في كأس العالم جنوب إفريقيا 2010، ولكن بداية المنتخب الياباني لم تكن مميزة حيث تلقى خسارتين مفاجئتين على يد أوزبكستان وكوريا الشمالية، لكن سرعان ما طور أداءه وعاد إلى الواجهة بفضل كيسوكي هوندا والثنائي شينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي حيث حقق انتصارين على عمانوالأردن قبل أن يتعادل مع أستراليا ويحقق انتصارين على كل من عمان والعراق. وعلى الرغم من الخسارة المفاجئة بنتيجة 2-1 على يد الأردن، إلا أن تعادله بنتيجة 1-1 مع أستراليا، جعله يحصل على نقطة الأمان التي كانت كافية ليضمن بها تأهله للمرة الخامسة على التوالي إلى كأس العالم.
مشاركاته السابقة في كأس العالم لم يحقق اليابانيون ما كان متوقعا منهم في أول ظهور لهم بكأس العالم، حيث خسروا مباريات دور المجموعات الثلاث ليودعوا البطولة مبكرا، لكن الأمر تغير عندما استضافوا منتخبات العالم في بطولة كوريا واليابان 2002، إذ حققوا إنجازا باعتلائهم صدارة مجموعتهم التي كانت تضم روسيا وبلجيكا وتونس، لكنهم أفاقوا من نشوتهم على وقع الهزيمة بهدف وحيد دون رد أمام تركيا في دور الستة عشر. وعادت خيبة الدور الأول لتلقي بظلالها الثقيلة في ألمانيا 2006. وخرجت اليابان من المنافسات وفي جعبتها نقطة واحدة، ثم جاءت جنوب إفريقيا 2010 ليتأهل نجوم آسيا إلى دور الستة عشر لأول مرة بعيدا عن ديارهم. وما زاد من قيمة هذا التأهل أنه جاء على حساب القوتين الكبيرتين المتمثلتين بالمنتخبين الدانمركي والكاميروني. واقتربت اليابان كثيرا هذه المرة من تجاوز هذه المرحلة، لكن باراغواي خطفت منها بطاقة المرور إلى دور الثمانية بعدما انتصر أبناء أميركا الجنوبية بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف.
نجوم المنتخب كان التألق في كأس العالم وكأس آسيا برهانا كافيا على أن كيسوكي هوندا لاعب خط وسط سيسكا موسكو جدير بحمل شارة القيادة في المنتخب الياباني خلفا للعملاقين هيديتوشي ناكاتا وشونسوكي ناكامورا. إضافة إلى هذا اللاعب فهناك نجوم آخرون على غرار شينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي، الذي كان هداف فريقه في النهائيات القارية بمجموع ثلاثة أهداف. المدرب الحالي: ألبرتو زاكيروني
إنجازات منتخب اليابان بطل كأس آسيا أعوام: 1992، 2000، 2004، 2011 المشاركة في كأس العالم 5 مرات وصيف بطل كأس القارات عام 2001
منتخب إيران انطلقت كرة القدم في إيران بشكل رسمي في عام 1920، عندما تم تأسيس أول اتحاد لكرة القدم في البلاد، ولم ينظم الاتحاد الإيراني إلى كرة القدم للاتحاد الآسيوي إلا في عام 1958. ويعود ذلك إلى سبب تأخر الاتحاد الآسيوي في تأسيسه، حيث تأسس في عام 1954. أما انضمام الاتحاد الإيراني إلى "الفيفا" فكان في عام 1945 أي بعد تأسيسه بحوالي 41 سنة، وكانت أول مباراة دولية للمنتخب الإيراني أمام منتخب أفغانستان وذلك في عام 1941م، عندما أجريت في كابول، وتعادل المنتخبان بهدف لكلٍ منهما. أما أول مدرب للمنتخب الإيراني فكان حسين صادقياني الذي تولى تدريب الفريق منذ عام 1941 وإلى غاية 1958. هذا، وكان أول رئيس لاتحاد كرة القدم في إيران الدكتور علي كاني. كما تملك إيران رصيدا حافلا بالإنجازات على المستوى الدولي والآسيوي. فقد تأهلت إلى كأس العالم 5 مرات. وكانت أفضل مشاركة لها في مونديال فرنسا 98، عندما حققت الفوز التاريخي على منتخب أمريكا، وكذلك المستوى المشرف الذي قدمته في البطولة بشكل عام.
الطريق إلى البرازيل 2014 استهل المنتخب الإيراني مشواره الطويل في التصفيات تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش، حيث تصدر مجموعته ب12 نقطة أمام قطر، البحرين وإندونيسيا فحقق 3 انتصارات ومثلها من التعادلات. وفي الدور الحاسم لم يكن الطريق مفروشا بالورود، حيث جاءت البداية صعبة، فبعد فوز مبشر على أوزبكستان، حيث سجل تعادلا فوق ميدانه أمام قطر وخسارة خارج قواعده أمام لبنان، مما فرض عليه ضغطا رهيبا، قبل أن يختم التصفيات بأفضل ما يكون بتحقيق ثلاثة انتصارات على لبنانوقطر ومن ثم على كوريا الجنوبية في سيوول، ليتصدر ترتيب المجموعة الأولى ب16 نقطة، ويكسب ورقة الترشح الأولى عن جدارة واستحقاق.
مشاركته السابقة في كأس العالم على الرغم من حضورها المميز على مستوى القارة الآسيوية، فإن إيران لم تنجح حتى الآن في تخطي دور المجموعات في كأس العالم، إذ أنهت مشاركتها الأولى برصيد نقطة واحدة بفضل تعادلها مع أسكتلندا 1-1، قبل أن يأتي فوزها الأول في مشاركتها الثانية عندما حقق جيلها الذهبي الذي كان يضم علي دائي وكريم باقري ومهدي مهدافيكيا انتصارا تاريخيا على الولاياتالمتحدة 2-1. أما في مشاركتها الأخيرة في ألمانيا 2006، فقد حصدت نقطة واحدة جراء تعادلها 1-1 مع أنغولا التي كانت تخوض باكورة مشاركاتها.
نجوم المنتخب بعد اعتزال مهدي مهدافيكا، قام القائد الجديد جواد نيكونام بسد الثغرة التي تركها، بالإضافة إلى خصاله القيادية، فإن نيكونام هو المسؤول عن صناعة اللعب وخلق الفرص إلى جانب زميله السابق في أوساسونا، مسعود شجاعي. إضافة إلى لاعبي الخبرة أمثال سيد جلال وخسرو هيداري. المدرب الحالي: كارلوس كيروش
إنجازات منتخب إيران: المشاركة في كأس العالم أربع مرات أعوام 1978، 1998، 2006، 2014 توج بكأس آسيا ثلاث مرات أعوام: 1968، 1972، 1976. أربع ميداليات ذهبية في الألعاب الآسيوية أعوام 1974، 1990، 1998، 2002. أربعة ألقاب لبطولة غرب آسيا أعوام 2000، 2004، 2007 و2008.
منتخب أستراليا يعد منتخب "الكانغورو" الأسترالي واحدا من أفضل المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2014، فجميع نجومها محترفون في أكبر الأندية الأوروبية ويمثلون الأعمدة الرئيسية في تلك الأندية. وهذا غير موجود في أي منتخب آسيوي آخر، فقد وصل نجوم المنتخب الأسترالي إلى مرحلة كبيرة جدا من النضج الكروي، وكثيرون منهم اقترب من إنهاء مسيرته الدولية والكروية بالأخص "مارك شوارزر ولوكاس نيل"، لذا من المرجح أن يكون المنتخب الأسترالي هو المنافس الأقوى والممثل الأحسن للقارة الآسياوية في مونديال البرازيل.
الطريق إلى البرازيل 2014 دخل المنتخب الأسترالي التصفيات من خلال قارة آسيا للمرة الثانية بهدف التأهل للمرة الثانية على التوالي بطريقة سهلة، ولكن الطريق إلى البرازيل 2014 كان صعبا ل"السوكيروس" الذين تخطوا الكثير من العقبات ليتأهلوا إلى العرس العالمي. وكان الفوز الصعب على تايلاند والخسارة أمام عمان في بداية التصفيات بمثابة الإنذار قبل أن يتأهل المنتخب الأسترالي إلى الدور الحاسم الذي بدأه بشكل مخيب إثر تعادله مع عمان واليابان قبل الخسارة بنتيجة 2-1 أمام الأردن. وعلى الرغم من الخسارة، إلا أن المنتخب الأسترالي عاد بفوز على العراق وتعادلين قبل الفوز على الأردن برباعية نظيفة. وفي المباراة الأخيرة أمام العراق، سجل البديل جوش كينيدي هدفا حاسما ليضمن تأهل فريقه.
مشاركاته السابقة في كأس العالم على الرغم من انتزاعها التعادل من دون أهداف ضد شيلي بتشكيلة مؤلفة من الهواة بالكامل، غادرت أستراليا كأس العالم 1974 من دون أن تسجل أي هدف في مشاركتها الأولى، قبل أن تبلغ دور 16 في ألمانيا 2006 وتخسر بصعوبة أمام إيطاليا التي توجت بطلة لاحقا، واستمرت ألمانيا في ملاحقة أستراليا حيث أوقعتهما القرعة ضمن المجموعة ذاتها في جنوب إفريقيا 2010، فانتهت المباراة بفوز ساحق للمانشافت 4-0 وهي النتيجة التي حالت دون تخطي أستراليا دور المجموعات. وانتزعت أستراليا التعادل بعشرة لاعبين من غانا 1-1، ثم فازت على صربيا 2-1 لكنها خرجت من الدور الأول بفارق ثلاثة أهداف عن المنتخب الإفريقي.
نجوم المنتخب: يبقى تيم كاهيل نجم المنتخب بلا منازع وهو يملك معدلاً تسجيليا خارقا وقدرة هائلة على تسجيل الأهداف بالرأس على الرغم من تواضع قامته، إضافة إلى لوكاس نيل قائد المنتخب وقلب دفاعه والمتواجد في صفوف المنتخب منذ فترة طويلة. المدرب الحالي: أنجي بوستيكوغلو
إنجازات منتخب أستراليا وصيف بطل كأس آسيا 2011 المشاركة في كأس العالم 4 مرات أعوام: 1974، 2006، 2010، 2014.
منتخب كوريا الجنوبية تأسس اتحاد كوريا الجنوبية لكرة القدم في عام 1945، وانضم إلى الفيفا في العام 1948. وكانت أول مباراة دولية لكوريا الجنوبية عام 1948 وفازت فيها على المكسيك 5 - 3، بينما أكبر فوز لها كان في عام 2003 أمام النيبال بنتيجة 16 - 0 وأقسى خسارة لها كانت في عام 1948 أمام السويد بنتيجة 0 - 12.
الطريق إلى البرازيل 2014 قبل حجز مقعده للمرة الثامنة على التوالي في كأس العالم، مر المنتخب الكوري الجنوبي بالعديد من الصعوبات. فعلى عكس المنتخب الياباني الذي اعتمد على تشكيلة ثابتة ومنتخب أستراليا الذي ضم العديد من وجوه الخبرة، لم تكن تشكيلة كوريا الجنوبية خلال التصفيات ثابتة. ومع تغير التشكيلة دائماً، تلقى محاربو "التايجوك" خسارة مفاجئة بنتيجة 2-1 على يد لبنان في الدور الثالث من التصفيات. وهي الخسارة التي أطاحت بالمدرب تشو كوانغ راي قبل أن يكمل الفريق مشواره إلى الدور الرابع بقيادة تشوي كانغ هي الذي فاز على الكويت بنتيجة 2-0. وفي الدور الحاسم، تعثر فريق المدرب تشوي بالتعادل مع أوزبكستان ولبنان والخسارة أمام إيران. ولكن الفوز بهدف نظيف على أوزبكستان في الجولة ما قبل الأخيرة، أعاد الحظوظ إلى الفريق الذي خسر مباراته الأخيرة بنفس النتيجة أمام إيران ولكن تفوقه بفارق الأهداف أمام أوزبكستان سمح له بالتأهل إلى العرس العالمي.
المشاركة السابقة في كأس العالم رغم أن كوريا الجنوبية هي الدولة الأكثر تمثيلا للقارة الآسيوية في كأس العالم، إلا أنها لم تفز بأي مباراة في النهائيات إلى أن تقاسمت استضافتها مع اليابان عام 2002، حيث استهل محاربو "التايجوك" مشوارهم بالتغلب على بولندا قبل الفوز على البرتغال والوصول إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخهم. ثم مضوا قدما إلى الدور نصف النهائي بعد إقصاء إيطاليا وإسبانيا، قبل أن يخسروا في المربع الذهبي على يد ألمانيا. وفي نسخة عام 2010، حقق رفاق بارك جي سون إنجازا مشرفا أيضا بالوصول إلى دور ال16 للمرة الأولى خارج أرضهم، لكنهم حزموا حقائبهم في الدور ثمن النهائي بعد الهزيمة على يد أوروغواي.
النجوم أصبح عدد من النجوم الصاعدين مثل سون هيونغ مين وكوو جاي تشيول من أعمدة الفريق فيما حمل لي تشونغ يونغ شارة القيادة وأثبت الثنائي كيم شين ووك ولي كيون هو أنهما من مفاتيح اللعب في الفريق بتسجيل الكثير من الأهداف. المدرب الحالي: هونغ ميونغ بو
إنجازات منتخب كوريا الجنوبية: التتويج بكأس آسيا مرتين عامي: 1956، 1960. المشاركة 8 مرات في كأس العالم أعوام: 1954، 1986، 1990، 1994، 1998، 2002، 2006، 2014.