أدرج الوزير الأول عبد المالك سلال، الحريات المضمونة للمعارضة، في الانتقاد والتعبير عن الرأي في خانة نتائج إصلاحات الرئيس بوتفليقة، مؤكدا أن إصلاحات بوتفليقة السياسية هي التي مكنت المعارضين اليوم، من التعبير عن آرائهم بكل حرية دون رقابة أو حجر بما فيها الانتقاد عبر مختلف المنابر، مذكّرا بفضل الرئيس في إرساء أسس المصالحة الوطنية، وإصلاح ذات البين بين الجزائريين، في الوقت الذي حاولت فيه بعض الأطراف العمل على ضياع الدولة، مشيرا إلى أن وضع الجزائر اليوم مطابق لوضع الجزيرة الآمنة وسط بحر يموج بالاضطرابات. الوزير الأول الذي استعان هذه المرة بخطاب مكتوب، وتخلى عن الارتجال لدى إشرافه على افتتاح لقائه مع فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين بولاية بسكرة أمس، قال أن حكومته اختارت العمل الجواري والاتصال المباشر، دون أي وساطات أو قنوات بديلة مع المواطنين لتنفيذ المشاريع التنموية للبرنامج الذي سطرته، مؤكدا أن زيارته تندرج ضمن تفعيل العمل الجواري والعلاقة المباشرة مع المواطن، للوقوف على حاجياته والاستماع لمطالبه وتلبيتها، وذلك في رد واضح على القراءات التي أدرجت زيارات سلال، في خانة الحملة الرئاسية المسبقة لصالح بوتفليقة، أو مرشح النظام في حال امتنع عن الترشح. وفي سياق الحديث عن واقع الجزائر والظرف السياسي والإقليمي الذي تعيشه قال سلال "الحديث اليوم عن الجزائر والإنجازات أصبح أمرا مشوقا ومدعاة للفخر، ذلك لأن الجزائر تعيش في أكثر من راحة"، غير أنه شبه وضع الجزائر وراحتها بوضع الجزيرة الآمنة التي تقع وسط بحر يموج بالاضطرابات في إشارة واضحة منه الى الوضع الأمني لمنطقة الساحل والاضطرابات التي تعيشها الدول العربية، وفضل سلال عند هذه النقطة أن يعود الى الوراء، ويتحدث عما عاشه الجزائريون خلال العشرية السوداء، وقال "الجزائريون واعون جيدا أن ثمن فاتورة الأمن والاستقرار كانا باهظين، كما يعرفون جيدا من تدخلوا وتولوا مهمة الدفاع عن الجمهورية، حينما تدخل البعض وراهن على ضياع الجزائر، ومن تولى في المقابل السعي إلى دفن الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد من خلال سياسة الإصلاحات الوطنية، التي يعرف الجميع أن الفضل فيها يعود إلى الرئيس بوتفليقة". وانتقد سلال ظاهرة العنف ووصفها بالظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري، الذي يرفض الرجل الأصيل بداخله أن تتعرض ابنته وأمه وزوجته وأخته إلى أي نوع من أنواع العنف الجسدي واللفظي وحتى الاقتصادي. وردا على المشككين في نجاح الإصلاحات السياسية التي أعلنها الرئيس بوتفليقة، في 15 أفريل 2011، والتي يبقى مصير ورشة تعديل الدستور غامضا إلى اليوم، قال سلال "الإصلاحات السياسية هي التي مكّنت المعارضة اليوم من التعبير عن رأيها والانتقاد في جميع المنابر"، ودون أن يخوض لا من بعيد ولا من قريب في مسألة تعديل الدستور، فضّل سلال أن ينتقل إلى الجبهة الجديدة في معركة الحكومة، وقال إن ثورة تغيير العقليات والذهنيات ملزمون بها، واخترنا أن يكون إصلاح الخدمة العمومية ورشتها وأرضيتها، قناعة منا أن لا سبيل عن استعادة الثقة بين المواطن والسلطة، وبين الجزائريين فيما بينهم سوى تحسين الخدمة العمومية. ودعا سلال الذي يبدو أنه فضّل مجاملة وزيرة الثقافة خليدة تومي، التي كانت ضمن الوفد الوزاري في زيارة آخر ولاية من الولايات الجنوبية العشر، دعا الجزائريين إلى النهل من مختلف روافد ومنابع الثقافة، وجعل المنتوج الثقافي يزاحم قائمة السلع والمواد الغذائية.