شبه الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، الجزائر بجزيرة أمن محاطة ببحر يموج بالاضطرابات، مثمنا المكاسب الكبرى التي حققتها الجزائر بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وفي مقدمتها الاستقرار والأمن ونشر ثقافة التسامح بين أبناء الجزائر والتي جاءت بها سياسة الرئيس للمصالحة الوطنية، ثم تمكين كل الأطراف من التعبير عن آرائها بكل حرية بفضل برنامجه للإصلاحات السياسية، وشدد من جانب آخر على أن تحسين الخدمة العمومية المقدمة للجزائريين لا يقتصر على المؤسسات العمومية، وإنما لابد أن يمتد "بصفة إجبارية" إلى الشركات الخاصة التي يتعين عليها أيضا رفع معايير خدماتها إلى مستوى المقاييس العالمية. وأشار السيد سلال في كلمته أمام ممثلي المجتمع المدني لولاية بسكرة، مساء أمس، إلى أن الجزائر تعيش اليوم وضعا أكثر أريحية على مختلف الأصعدة، واصفا إياها في المقابل ب«جزيرة للأمن والاستقرار في بحر يموج بالاضطرابات"، في إشارة إلى أهمية الاستقرار الذي تعيشه في ظل الاضطرابات والوضعية الأمنية الهشة التي تعيشها العديد من دول الجوار، وأبرز بالمناسبة دور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تحقيق هذا الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بعد أن تمكن في بداية مرحلة توليه قيادة البلاد من إعادة الأمن إلى ربوع الوطن وإخماد نار الفتنة ودفن الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد من خلال سياسة المصالحة الوطنية، وقال في هذا الصدد بأن "الجزائريين والجزائريات يعرفون جيدا كم كان الثمن باهظا وملائما لتحقيقهما كما يعرفون جيدا من كان له الفضل في الدفاع عن الجمهورية حين تدخل البعض وراهن على ضياع الجزائر.."، مبرزا في نفس السياق أهمية برنامج الإصلاحات السياسية التي باشرها الرئيس بوتفليقة منذ خطابه للأمة في 15 أفريل 2011، "والتي تسمح اليوم للطبقة السياسية والمعارضة بالتعبير عن آرائها بكل حرية في المنابر السياسية والإعلامية". وإذ جدد الوزير الأول التزام الحكومة بتطبيق تعهداتها أمام البرلمان وأمام المنتخبين وكل المواطنين للعمل بكل مثابرة على التقرب إلى المواطن من خلال إنجاز المشاريع التنموية والجوارية، مشيرا إلى أن ذلك يشكل مغزى زياراته المتتالية لكافة ولايات الوطن لمعرفة تطلعات المجتمع والمطالب الحقيقية لأفراده، اعتبر مرة أخرى الحديث عن الإنجازات التي حققتها الجزائر في السنوات القليلة الأخيرة حديثا مشوقا، بفعل المشاريع الضخمة التي تجسدت والتي ستتجسد قريبا في مختلف ربوع الوطن. وبالمناسبة، عرج على عدد من المشاريع الهامة التي استفادت منها ولاية بسكرة، وشكلت محطات زيارته التفقدية، أمس، مبرزا أهمية المشاريع الضخمة التي تم إطلاقها مؤخرا بالولاية لإنجاز مركب لتكرير البترول، بطاقة إنتاجية تصل إلى5 ملايين طن والذي يرتقب أن يشرع في الإنتاج مع نهاية 2015 أو بداية 2016، وكذا مصنعي الإسمنت بطاقات إنتاجية هائلة فضلا عن مشروعي توليد الكهرباء. وأوضح السيد سلال أنه بفضل هذه المشاريع التي ستجعل من بسكرة قاعدة اقتصادية رائدة، يمكن القول بأن هذه الولاية انطلقت اليوم بصفة حقيقية في الطريق الصحيح المؤدي إلى تطور الاقتصاد الوطني. وفي حين أكد بأنه ينبغي على أهل بسكرة الافتخار بتاريخ ولايتهم واقتصادها المحلي، لاسيما لكونها تحتل المراتب الأولى في الإنتاج الفلاحي وأنها ستعرف انطلاقة أخرى في الإنتاج الاقتصادي، ذكر السيد سلال بأن الولاية شهدت مؤخرا انطلاقة قوية أيضا في الإنتاج السياحي الثقافي، الذي سيجعلها في ريادة الولايات السياحية في البلاد. مذكرا بكون الولاية ملتقى للتمازج الحضاري بين العروبة والأمازيغية وبين الحضارات القديمة والإسلام، حيث تتجسد لديها الثقافة الجزائرية المتنوعة، "التي ينبغي أن تكون مرجعا لكل الجزائريين". وبالمناسبة، أكد الوزير الأول بأن الحكومة عازمة على العمل بالموازاة مع دعم الإنتاج الوطني الاقتصادي، على ترقية الإنتاج الثقافي المحلي للجزائر وتنويعه، داعيا كافة الجزائريين إلى الإسهام في إنجاح تطوير الفعل الثقافي المحلي، من خلال ما وصفه ب«الظاهرة القبيحة الدخيلة علينا المتمثلة في العنف وخاصة في العنف ضد المرأة الجزائرية.." وتساءل في هذا السياق "كيف يمكن للجزائري الأصيل أن يقبل ما يرتكب من عنف ضد أخته أو زوجته أو أمه أو ابنته؟".. كما تساءل في نفس السياق عن أسباب تغييب ميزة حسن الضيافة، عندما يتعلق الأمر بدعم السياحة، ودعا في هذا الإطار إلى إحداث ثورة في الذهنيات حتى تتم حماية وتثمين الموارد الثقافية والسياحية للبلاد بشكل حقيقي. من جانب آخر، شدد الوزير الأول على أن تحسين الخدمة العمومية المقدمة للجزائريين لا ينبغي أن يقتصر فقط على البلديات والمؤسسات العمومية، وإنما لابد أن يمتد أيضا "وبصفة إجباريةّ إلى الشركات الخاصة التي تتعامل مع الزبون، والتي يتعين عليها رفع معايير خدماتها إلى مستوى المقاييس العالمية". وأنهى السيد سلال خطابه أمام ممثلي سكان ولاية بسكرة، بالتأكيد على أن "طموحات الجزائر كثيرة وكبيرة ومتنوعة، ولا يستطيع أحد تحقيقها وحده"، مغتنما الفرصة ليجدد دعوته لسكان بسكرة إلى الإسهام في مسعى تحقيق نهضة الجزائر. كما لم يفوت الوزير الأول المناسبة ليوجه تحيات الحكومة وتضامنها الكامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي أحيت أمس يومها العالمي، فيما اغتنم رئيس المجلس الشعبي الولائي، من جهته، فرصة مداخلته ليعلن دعم سكان الولاية لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ودعوتهم له بالترشخ لعهدة رئاسية رابعة لاستكمال مسيرته في تعزيز الاستقرار وتنمية البلاد.