حسمت المؤسسات الدينية، موقفها من رئاسيات الربيع المقبل، وتتجه إلى "تزكية" ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، والتزام الحياد إن فضل الاكتفاء ب15 سنة بقصر المرادية، فيما صنعت جمعية العلماء المسلمين "الاستثناء"، بحيادها والوقوف على نفس المسافة من جميع المرشحين. ولم تنتظر المنظمة الوطنية للزوايا، انعقاد مؤتمرها التأسيسي لتلعن الولاء للرئيس بوتفليقة، حيث قال رئيسها عبد القادر باسين ل"الشروق": "إذا ترشح بوتفليقة سنقف إلى جانبه... هذا التزام أخلاقي وأدبي مع الرجل الذي ساندناه في ثلاث محطات رئاسية، زيادة على محطتي الوئام والمصالحة الوطنية"، وسجل محدثنا "سنكون مع الرئيس، وقرار ترشحه بيده، وليس هنالك وسيط بيننا وبينه"، وبصيغة التأكيد: "نحن مع الرئيس قلبا وقالبا"، لكنه أبقى على حبال الود مع المرشحين الآخرين. وإن كان موقفه استباقا لانعقاد المؤتمر التأسيسي للمنظمة، ومحاولة منه للتأثير على المؤتمرين. وتحدث باسين عن "متانة" العلاقات بين الزوايا ومركز السلطة في الجزائر، منذ الأمير عبد القادر، وأجمل العلاقة في "الأمير عبد القادر كان قادريا، واحمد بن بلة ابن زاوية، وهواري بومدين ابن الطريقة الكتانية، والشاذلي من الزاوية الشاذلية، ووالد الرئيس بوتفليقة مقدم الطريقة الهبرية". وعلى نفس المنحى، جاء موقف رئيس الاتحاد الوطني للزوايا محمد شعلال، ولو بصيغة ضمنية، حيث قال ل"الشروق": "موقفنا من الرئاسيات سيتخذ خلال ملتقى سيدي عبد القادر الجيلالي الذي سيعقد سواء في العاصمة أو معسكر"، وفي إشارة واضحة منه لدعم بوتفليقة قال "للاتحاد الوطني للزوايا مهمة واحدة هي ترسيخ ثقافة المصالحة الوطنية والصلح"، ليضيف "جرعة زائدة" للدلالة على وقوفهم إلى جانب الرئيس، مثلما حدث منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 1999 "دعمنا الرئيس وسنبقى على هذا الخيار". وبالنسبة لنقابة الأئمة -تحت مظلة المركزية النقابية- التي يرأسها جلول حجيمي، فقد أكد في وقت سابق، أن الأئمة مع عهدة رابعة، مع الإشارة أنهم ليسوا في "عداء مع المرشحين الآخرين". واستفسرت "الشروق" رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق ڤسوم، عن الموقف الذي ستتخذه الجمعية من الرئاسيات، فرد بالقول "موقفنا الحياد الإيجابي، ويعني أنهم يتفاعلون مع التطورات التي تمر بها الجزائر".