يؤكد رشيد بلحوت، المدرب الأسبق لوفاق سطيف وشبيبة القبائل، في هذا الحوار بأنه عرض خدماته على "الفاف"، للعمل كمساعد للمدرب وحيد خاليلوزيتش في المنتخب الوطني، متطرقا في الوقت ذاته إلى الحديث عن حظوظ "الخضر" في مونديال البرازيل والمنتخب البلجيكي الذي يعرفه جيدا بحكم إشرافه على تدريب العديد من الأندية البلجيكية سابقا. بلغنا أنك مرشح لمنصب مساعد المدرب وحيد خاليلوزيتش في المنتخب الوطني، فهل ذلك صحيح؟ كل ما في الأمر أنني راسلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وبعثت بسيرتي الذاتية عبر البريد الإلكتروني ل"الفاف"، على أمل أن يتصلوا بي لأكون مساعدا للمدرب وحيد خاليلوزيتش. لقد علمت أن الاتحادية وبعد المشاكل الكثيرة التي حدثت بين المدرب واللاعبين ارتأت التعاقد مع مدرب مساعد يكون همزة وصل بين المدرب ورفقاء القائد مجيد بوقرة، للحد من المشاكل الداخلية التي قد تضر ب"الخضر" أكثر مما تنفعهم. ورأيت أنه بمقدوري القيام بهذا الدور على أكمل وجه، كوني أعرف جيدا عقلية اللاعبين المغتربين وكذا المحليين في الوقت ذاته، لذا لم أتوان في مراسلة الاتحادية.
وما الذي جعلك تعرض خدماتك على الاتحادية؟ لشيء واحد فقط، هو حبي لوطني، ليكن في علمكم أنني من أسرة ثورية كبيرة، كما أنني شخصيا ساهمت في العمل الثوري، ففي سنة 1958 كنت أنشط مع أخوالي في جبهة التحرير، وكنت أسجل الناس وأجمع الأموال لمساعدة المجاهدين، رغم أن سني في ذلك الوقت لم تكن تتجاوز 14 سنة. أنا فخور بما كنت أقوم به وأبقى دوما تحت تصرف بلادي وأعمل المستحيل لخدمتها في شتى المجالات قدر المستطاع. رأيت نفسي قادرا على إفادة المنتخب فراسلت الاتحادية دون أدنى مركب نقص.
ما رأيك في مستوى المنتخب الوطني؟ لا يحق لي الحديث عن مستوى المنتخب الوطني، فهناك مدرب على رأس العارضة الفنية هو أدرى بشؤون التشكيلة ويعرف جيدا قدرات اللاعبين أحسن مني ومن جميع المتتبعين. شخصيا أقوم بتدوين ملاحظاتي حول المنتخب وأحتفظ بها لنفسي دون الحديث عنها في وسائل الإعلام.
وما هي قراءتك للمجموعة التي وقع فيها "الخضر" في المونديال؟ إنها مجموعة صعبة للغاية، منتخبا بلجيكا وروسيا مدججان بالنجوم ويملكان إمكانات كبيرة دون نسيان المنتخب الكوري الجنوبي الذي لا يقل شأنا عنهما، علينا أن نحضر جيدا ونركز لنكون في المستوى خلال النهائيات.
وهل ترى بأننا نملك حظوظا للتأهل إلى الدور الثاني؟ بكل تأكيد، لدينا حظوظ في التأهل، مثلنا مثل بقية المنتخبات الأخرى.. في كأس العالم لا يوجد منتخب ضعيف وآخر قوي، فكل المنتخبات المتأهلة قوية. من كان يظن أن المنتخب الجزائري الهاوي في مونديال إسبانيا 82 والمشكّل كله من اللاعبين المحليين سيقهر المنتخب الألماني في المباراة الأولى؟ هذه هي مباريات كأس العالم لا يوجد فيها فريق كبير وآخر صغير، من يقول إنه لا حظوظ لنا في التأهل إلى الدور الثاني فعليه بالبقاء في المنزل وتوفير عناء التعب والسفر إلى البرازيل. كما أن هناك شيئا مهمّا يجب التنويه إليه هو أن المنتخب الجزائري وحين يواجه منتخبا مغمورا ينهزم لكن مع المنتخبات العالمية كثيرا ما يتألق ويخلق المفاجآت، أظن أننا قادرون على خلق مشاكل كثيرة لبلجيكا وروسيا ولا شيء سيخيفنا.
المنتخب البلجيكي سيكون أول منافس للخضر في المونديال، وأنت شخصيا تعرف جيدا الكرة البلجيكية كونك عملت كثيرا في بطولتها. فما رأيك في هذا المنتخب؟ المنتخب البلجيكي معروف من زمان، كونه كان دوما يتألق في نهائيات كأس العالم قبل أن تتراجع نتائجه ويغيب عن آخر دورتين، الأمر الذي جعل مسؤولي الاتحادية البلجيكية يراجعون حساباتهم ويعيدون هيكلة المنتخب كلية، ليستعيد بريقه في آخر 4 أو 5 سنوات تقريبا، بفضل جيل جديد من اللاعبين يتقدمهم إيدين هازارد والبقية.. إلى حد الآن لا أزال أتابع أخبار البلجيكيين سواء الأندية أم المنتخب عن طريق الأنترنت وأعرف كل صغيرة وكبيرة عن الكرة البلجيكية.
وهل لك أن تشرح لنا طريقة لعب المنتخب البلجيكي ومصدر خطره بالدرجة الأولى؟ المدرب الحالي للمنتخب البلجيكي مارك ويلموتس، لم يكن يملك فنيات كبيرة حين كان لاعبا لكن بالمقابل كان يتمتع بقوة بدنية هائلة والتي يوليها اهتماما كبيرا ويعتمد عليها في طريقة لعبه، ثقافته هذه عكسها على المنتخب البلجيكي حاليا.. ويلموتس يقيس مستوى اللاعبين ويضمهم إلى المنتخب على أساس قوتهم البدنية. أما الجانب الفني فيأتي في الدرجة الثانية. هذا الأمر جعل طريقة لعب "الشياطين الحمر" تتغير، إنهم حاليا يعتمدون على الخشونة والاندفاع البدني مع بعض الفنيات فقط.
ما هي النصائح التي يمكن تقديمها لعناصر "الخضر" في لقائهم الأول أمام بلجيكا؟ لا يمكنني أن أنصح اللاعبين وأقدم لهم التوجيهات في الجرائد وهناك مدرب في المنتخب.. صراحة لن أتوانى في تقديم كامل التفاصيل عن الكرة البلجيكية للمدرب وحيد خاليلوزيتش إن طلب مني ذلك.
هل من شيء ترغب في إضافته لنختم به الحوار؟ كل ما أريد قوله هو أننا قادرون على صنع المفاجأة في البرازيل، علينا فقط أن نثق في قدراتنا وفي لاعبينا، علينا أن نحضر جيدا لهذا الموعد العالمي.. يجب أن نرفع قليلا من المستوى لأننا سنشارك في كأس العالم وليس في كأس إفريقيا أو مباراة فاصلة، أمام خاليلوزيتش متسع من الوقت لاختيار أحسن العناصر وتحديد معالم التشكيلة التي ستمثل الجزائر في المونديال، كما يتوجب على اللاعبين التنقل إلى البرازيل بعزيمة قوية والتحلي بروح قتالية حتى يكونوا في مستوى التطلعات.