لم تكن المنافسات الساخنة في كافة الألعاب المشاركة بدورة الألعاب العربية الحادية عشرة، والتي تستضيفها مصر حالياً وتستمر حتى 26 نوفمبر الجاري، هي فقط ما استطاع أن يجتذب جميع متابعيها من البلدان العربية ال 22، وذلك بعدما لفتت بعض المظاهر الطريفة والغريبة الانتباه، إثر تمكنها من كسر حدة التنافس بين الرياضيين، وإثارة دهشة المتابعين. هذا وقد شهدت منافسات رفع الأثقال أول المواقف الساخنة، بعدما تسبب إخفاق الرباعة السورية سهام سعود، في رفع إحدى محاولاتها بوزن 53 كج، في غضب مدربها محمد رشا الذي ثارت ثائرته وهم ليعتدي على اللاعبة بالضرب قبل أن يهرع الجميع لإيقافه، وتدخل اللاعبة في نوبة بكاء هستيرية، غير مصدقة لما فعله مدربها أمام منافسيها والجماهير. واتخذ رئيس بعثة سوريا المشاركة في الدورة، قرراً سريعاً بإيقاف مدرب رفع الأثقال لمدة عام، مع خضوعه للتحقيق أمام الإتحاد السوري للعبة فور العودة إلى دمشق. وأعادت الواقعة إلى الأذهان، حادثة اعتداء مدرب السباحة الأوكراني ميخائيل زوبكوف على ابنته التي كان يعمل مدرباً لها، خلال بطولة العالم التي أقيمت هذا العام في ملبورن الأسترالية، حيث التقطت إحدى كاميرات التليفزيون الأسترالي صورة لهما وهما يتبادلان الضرب، قبل أن يسقط الأب ابنته (18 عاماً) على الأرض، راغباً في مواصلة ضربها. هذا وقد سحبت بطاقة الاعتماد من زوبكوف من قبل الإتحاد الدولي ل "تصرفه غير المقبول"، وذلك بعدما احتجزته الشرطة، واستصدرت قرار يمنع تواجده على مسافة 200 متر من ابنته أو التعامل معها، لكن أحد القضاة ألغى هذا القرار، بعدما تم الصلح بين المدرب وابنته وتأكيد زوبكوف على أن هذا الحادث لن يتكرر. وفي واقعة أخرى طريفة، سطرت ابنة تونس الخضراء مروة بنت الهادي المثلوثي، اسمها في سجلات الدورة بحروف من ذهب، وذلك بعدما أحرزت من الميداليات الذهبية ما يفوق رصيد خمسة دول هي فلسطين واليمن والسودان والبحرين والإمارات، كما تفوقت بذهبياتها التسع على المغرب صاحبة المركز الرابع في الدورة، والتي حققت حتى الآن سبع ميداليات فقط. ويعد ما حققته المثلوثي رقماً قياسياً لم يحققه أي بطل أو بطلة في كلّ الدورات الرياضية في العالم، علماً بأن الرقم القياسي السابق في عدد مرات الفوز بالذهبيات خلال دورة عربية أو أفريقية، كان ملك مواطنها بطل العالم السابق، أسامة الملولي الذي حصل سبع ميداليات في الألعاب الأفريقية بالجزائر. وفازت المثلوثي بذهبية سباق 400 م حرة مسجلة رقماً قياسياً عربياً جديداً، كما فازت في سباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعة، واحرزت سباقات 200 م حرة و200 م متنوعة و400 متنوعة و800 حرة والتتابع 4 مرات 200 م حرة والتتابع 4 مرات 100 م حرة و1500 م حرة. وبهذا الإنجاز، تفوقت التونسية حتى الآن، وقبل نهاية البطولة بأسبوع، على جميع الدول باستثناء مصر، المتصدرة، وبلدها تونس، الوصيفة، والجزائر، صاحبة المركز الثالث، في عدد الذهبيات التي يتمّ إحرازها بما في ذلك المغرب وقطر والسعودية وغيرها. وفي موقف ثالث غريب، قامت جماهير السعودية برشق لاعبي منتخبهم بزجاجات المياه الفارغة، بعد سقوطه في منافسات كرة القدم أمام نظيره الليبي 1 - 2 في مفاجأة من العيار الثقيل. والقت جماهير "الأخضر" بما في جعبتها من زجاجات مياه غازية على مقاعد البدلاء وأرض ملعب استاد الإسماعيلية، تعبيراً عن سخطها وغضبها الشديد من لاعبيها الذين ابتعدوا بشكل كبير عن ذهبية الدورة، وذلك في موقف مشابه لما حدث من جماهير الأهلي المصري مؤخراً تجاه مدرب فريقها البرتغالي مانويل جوزيه عقب خسارته للقب دوري أبطال أفريقيا لمصلحة النجم الساحلي التونسي. وكما كانت البداية من منافسات الأثقال، كانت النهاية من هناك أيضاً، إذ شهدت منافسات أمس الإثنين، موقفاً غريباً من الرباع القطري جابر سعيد سالم الذي استطاع ان يحقق ذهبية الخطف لوزن فوق 105 كلج بعد تفوقه على المصري محمد إحسان، وفي الوقت الذي ظن الجميع إن القطري في طريقه للذهب أيضاً في النتر، تخلى الرباع عن آخر محاولاته ورفض الخروج لأدائها، الأمر الذي فسره بعض المتابعين على إنه نوع من المجاملة للجماهير المصرية التي كانت ترغب في فوز لاعبها بالذهب !! وكانت الدورة قد انطلقت رسمياً في 11 نوفمبر الجاري، وهي تشهد حالياً سيطرة مطلقة من أصحاب الأرض على المنافسات، حيث وصل عدد ميداليات مصر بعد نهاية اليوم الثامن إلى 252 ميدالية متنوعة، منها 104 ميداليات ذهبية و83 فضية و65 برونزية، لتصبح بذلك على أعتاب تحطيم الرقم القياسي للدورات العربية في عدد الميداليات الذهبية وكذلك في العدد الإجمالي للميداليات المتنوعة. الشروق أون لاين. الوكالات