أدانت الخميس المنصرم محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة المدعو"فيصل.حمزة" البالغ من العمر 23 سنة والذي ارتبط إسمه بالبلاغات الكاذبة التي تم اطلاقها بعد تفجيرات التي تعرض لها قصر الحكومة ومقر الأمن باب الزوار في 11 أفريل المنصرم بعقوبة 18 سجنا نافذا و غرامة بقيمة 10ألاف دج. و قد التمس النائب العام عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا و 500ألف دج غرامة نافذة. و تعود وقائع القضية إلى 14 أفريل المنصرم حيث تلقت قاعة الإرسال المركزية لأمن ولاية الجزائر مكالمة هاتفية من الشركة الوطنية لإتصالات الجزائر مفادها أن شخصا اتصل بهم لينذرهم بوجود قنبلة مااستدعى تنقل مصالح الأمن إلى مجمع نجمة حيث سلم لهم قرص مضغوط خاص بتسجيل المكالمة الهاتفية الذي تضمن تهديدات بخصوص التحضير لتفجيرات أخرى تستهدف كل المصالح الأمنية في مقدمتها المدير العام للأمن الوطني و الحكومية منها مؤسسة سوناطراك و كذا مجمعات جيزي و موبيليس. و قد ظهر الشاب خلال جلسة محاكمته صغيرا و لم تعكس ملامحه سنه الحقيقي و بدا تائها معترفا بكل الوقائع موضحا في الوقت ذاته على أنه لم يتوقع أن تتطور الأمور أو تتأزم إلى هذا الحد. و في سياق مواز كشف البحث الاجتماعي الذي أنجزته مصالح الأمن بأمر من قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس حول سيرة وسلوك الشاب إلى أنه ينحدر من عائلة ميسورة الحال يعمل كخياط في ورشة ملك لعائلته يقضي معظم وقته في العمل، غير مسبوق قضائيا و لا يتناول المشروبات الكحولية و لا السجائر الملفوفة كما أنه يتمتع بسيرة حسنة و يتحلى بأخلاق حميدة كما أنه شديد التعلق بعمله و ملهم بكرة القدم بالإضافة إلى أنه شاب خفيف الروح خجول نوعا ما جبان بعض الشيء و لا يستطيع إيذاء حشرة. لكنه في الوقت ذاته معروف بتصرفاته الصبيانية و تهوراته من حين لآخر.و هي الملاحظات ذاتها التي أشار لها تقرير المقارنة الصوتية المنجز من قبل مخبر الشرطة العلمية الخاص بمقارنة ما بين صوت الشاب و محتوى المكالمات الهاتفية المسجلة بالقرص المضغوط حيث توصل إلى أن تصرفات الشاب غير واضحة أحيانا يحذر من اقتراب الخطر و أحيانا يكتفي بالتهديد فقط لغته الرسمية الممزوجة بالدارجة تدل على أنه يحظى بمكانة اجتماعية راقية كما أنه مهذب تلقى تربية جيدة بالإضافة إلى أنه ساذج بعض الشيء و خلال قيامه بالتهديد المؤسسات كان يستعمل أحيانا ضمير المتكلم "أنا"و "نحن" ضف إلى هذا أن شخصيته سلبية ما لم يمكنه من فرضها أثناء اتصالاته بدليل أن متلقي الاتصال بشركة نجمة هم من سيطروا على الحديث من خلال توجيه الأسئلة له. من جهتها دفاع المتهم المحامية رتيبة بهلال التي بدت واقعية في مرافعتها فهي لم تستبعد خطورة هذا التصرف مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه إذا كان الحب يقتل فإنه في يدخل أيضا السجن في إشارة إلى العلاقة الحميمية التي ربطته بفتاة تقطن بالقليعة دامت أكثر من 22 شهرا و أن حلمه بالزواج منها تبخر بعد أن رفضه والدها.وتزامن الإحباط الذي تملكه مع تفجيرات الأربعاء الأسود ما دفع به لاستعارة اسم والد الفتاة المدعو" س.ب" أستاذ في التربية البدنية ببن عكنون و الإتصال بهذه المؤسسات انتقاما منه. و في محاولة منها إبعاد شبهة إشادته بالإرهاب عن موكلها ركزت المحامية بهلال إلى أن الإرهاب ليس وليد أحداث 11 أفريل و إنما يعود لأكثر من عشرية ،وهو ما جعلها تتساءل عن السبب الذي جعل موكلها ينتظر هذا اليوم ليتغنى بالإرهاب و أضافت أن فيصل قدم بلاغات كاذبة و هو ليس إرهابي و لاينحدر من عائلاته بل هي مجرد حمى الإتصالات الوهمية التي عرفتها الجزائر سابقا. كما ركزت على تقرير البحث الاجتماعي و الخبرة العلمية بخصوص أن الشاب المتكلم ليس هو الشخص الذي يقدم نفسه على أساس انتماءه للقاعدة و إنما ما فعله كان بدافع الإنتقام و أمام سذاجة الشاب ناشدت المحامية ضمائر و عقول محكمة الجنايات للتخفيف من العقوبة على أساس أن موكلها اليوم في وضعية خطر. خيرة طيب عتو