يكون مشاهدو حصة "برامجهم" على التلفزيون الجزائري قد تفاجأوا ليلة السبت إلى الأحد، لغياب منشطة الحصة الصحفية غنية عكازي عن بلاتو الحصة أمام الأمين العام للأرندي أحمد أويحي، وتعويضها بمدير صحيفة الجزائر نيوز،أحميدة لعياشي، الذي دخل في الحصة مباشرة من دون تقديم أسباب غياب زميلته عكازي. وفي التفاصيل، بدأ المشكل نهار يوم الجمعة عندما أخبر مدير الأخبار ابراهيم صديقي مقدمة الحصة بأنه يتعين عليها تسجيل حصة "برامجهم" المقررة مع الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، بحجة أن بلخادم لديه التزامات شديدة على الساعة التاسعة ليلا وهو توقيت بث الحصة مباشرة. لكن غنية عكازي رفضت الفكرة واقترحت على صديقي بأن يكلف الأمين العام للأفلان من ينوبه في الحزب أو وزيرا ينتمي للأفلان ليمر على المباشر في الحصة"، ويبدو أن اقتراح عكازي لم يلق قبولا لدى مديرية الأخبار، وما كان من عكازي إلا تقديم اقتراح آخر يتمثل في تأجيل بث الحصة مباشرة إلى يوم الاثنين بحيث يكون السيد بلخادم متفرغا. وفي هذا المستوى تحول الأمر من مجرد اقتراحات متبادلة لمواجهة المشكلة إلى أزمة، فتدخل مدير التلفزيون حمراوي حبيب شوقي شخصيا، لاحتواء الوضع فاقترح على غنية عكازي تسجيل الحصة مع السيد بلخادم على الساعة السابعة مساء على أن تحتفظ بالشريط لديها وتقوم بتسليمه للبث على الساعة التاسعة في التوقيت المعتاد، من باب "طمأنتها بأن الحصة لن تتعرض للقص"، ولكن يبدو أن "الخوف من المقص" جعل عكازي ترفض فكرة حمراوي. وأمام إصرار مقدمة الحصة على تقديم الحصة مباشرة، واستمرار "المفاوضات" إلى غاية الساعة الثانية و النصف زوالا من نهار أول أمس السبت، خيرها حمرواي بين شيئين لا ثالث لهما، فإما أن يتم بث الحصة مع الأمين العام للأفلان مسجلة، وإما ألا تمر على المباشر مع الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى ليلة السبت ) في ذلك اليوم). وهنا وصلت الأمور إلى طريق مسدود، حيث رفضت مقدمة الحصة مقترح حمراوي، وتولت مديرية الأخبار بالتحرك لإنقاذ الوضع، فاتصلت باحميدة عياشي لتنشيط الحصة، وقد عرض عليه القائمون على شؤون التلفزيون أن يشترط ما شاء من مال لتنشيط الحصة المباشرة، ولم يكن ضيف أمسية السبت سوى الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، ومن المهم الإشارة إلى أن عكازي فوضت مديرية الأخبار لتقول لمشاهدي الحصة أن "مقدمة الحصة غابت بسبب تعرضها لوعكة صحية تجنبا للحرج، لكن مقدم الحصة الذي ظهر مع أويحي لم يفعل وشرع مباشرة في محاورة أويحي"، وحسب مصادر من التلفزيون فإن "تجاهل مقدم الحصة لذكر سبب غياب عكازي هو عدم الوقوع في فخ الكذب على المشاهدين بادعاء شيئ لم يحصل". ومن جهته، قدم احميدة عياشي أمس في اتصال مع الشروق اليومي، روايته لما جرى يوم السبت الماضي، فقال أن "مسؤولي التلفزيون اتصلوا به وطلبوا منه تقديم حصة برامجهم في مكان عكازي"، مضيفا أنه "لم يستفسر عن سبب غيابها لأنه أمر لا يعنيه"، وبالنسبة لأحميدة عياشي" فقد اشترط على من اتصل به أن يكون حرا في إدارة الحوار مع أويحي وبلخادم في الحصتين المتبقيتين، وهو ما وافق عليه مسؤولو التلفزيون"، يقول حميدة. وقال احميدة أن "الاتفاق شمل بث الحصتين بشكل مباشر، وأن هدفه من تنشيط الحصة كان إثبات كفاءاته الفنية وكذا تبسيط الخطاب حتى يفهم مشاهدو الحصة ما يقال في الحصة"، بينما أشارت مصادر من التلفزيون أن" بث الحصة مع أويحيى ليلة السبت كان مباشرا لكن الحصة مع بلخادم التي تكون قد بثت البارحة على الساعة التاسعة ليلا، تم تسجيلها على الساعة السابعة، لأن السيد بلخادم لديه موعد عشاء على شرف وزراء الثقافة العرب بجنان الميثاق على الساعة التاسعة من مساء أمس وهو ما يعني أن الحصة بثت مسجلة". وبحسب المتتبعين، فإن حدة غنية عكازي وعدم مهادنتها مع ضيوف الحصة خصوصا رئيس حمس أبو جرة سلطاني، كانت وراء تخوف مسؤولي التلفزيون من حدوث "كارثة" على المباشر مع الأمين العام للأفلان بلخادم في ظل الأزمة التي يعشها الحزب تحسبا لمحليات نوفمبر المقبل. رمضان بلعمري