عاد الهدوء الحذر مجددا إلى مدينة غرداية، بعد أحداث الشغب والمواجهات الدامية التي عاشتها المدينة خلال الأيام الأخيرة، بين شباب من مختلف أحياء غرداية، حيث تم الإعلان عن عشرات الجرحى في صفوف المواطنين و25 جريحا في صفوف قوات مكافحة الشغب، قبل أن يتم توقيف 18 شخصا أفرج عن ثلاثة قصر منهم. بدأ الهدوء التدريجي يعود إلى ربوع غرداية، تزامنا مع تمركز "وحدات خاصة" تابعة للدرك الوطني التحقت بالمدينة ليلا، حيث توزعت بالنقاط الخمس المصنفة ضمن المواقع الأكثر توترا بالمدينة، وهي، شعبة النيشان، ثنية المخزن، سيدي أعباز، مرماد، وبنورة. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إن عمليات استطلاع جوي لطائرات عمودية تابعة لجهاز الدرك بدأت، صباح الثلاثاء، في طلعات منظمة على مدار الساعة بسماء مدينة غرداية، مهمتهما رصد وتصوير كل التحركات المشبوهة بمحيط مناطق الأحداث، بكاميرات متطورة يتم فحص محتواها لاحقا من قبل محققين في جهاز البحث والتحري. هذه الإجراءات وأخرى لم يتم الكشف عنها، فرضتها، بحسب ذات المصادر، الظروف الخطيرة التي باتت تهدد السلم بمدينة غرداية والأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة بعد عجز مصالح الأمن العمومي عن كبح جماح الشباب الغاضبين وفرض النظام المطلوب اليوم من قبل كل سكان غرداية. وأعلنت بيانات صادرة عن مجلس أعيان المالكية بكل من حيي شعبة النيشان وثنية المخزن، دخول أبناء الحيين في إضراب مفتوح عن العمل ومقاطعة أبنائهم للدراسة إلى حين توفير الأمن بالقدر المطلوب، منددين بما تعرضت له عائلات بهذين الحيين من رعب أثناء المواجهات، مطالبين السلطات بتكثيف التواجد الأمني بكل الأحياء الشعبية بغرداية، دون استثناء. ولوحظ أن قوات الدرك باتت تتحكم في الوضع، في وقت دعا فيه مدير التربية جميع الأولياء إلى التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة، مؤكدا أن المنشآت التربوية أصبحت مؤمّنة بشكل فعال، وحتى النقل المدرسي سخرته مصالح الولاية. وشكلت مجموعة من أئمة المساجد من الجانبين خلايا للتوعية جالت بعض الأحياء وزارت العائلات المتضررة ودعت إلى التآخي ونبذ العنف من أجل إطفاء نار الفتنة. وتؤكد بعض المصادر أن وزارة الداخلية تدرس بالتنسيق مع اللجنة الولائية للأمن بغرداية التي يترأسها والي الولاية، فرض حظر جزئي للتجول عبر كامل إقليم مدينة غرداية لصد أعمال الشغب المتكررة في انتظار تحقيق أمني دقيق لتحديد مسؤولية الأطراف التي ما زالت تتبادل التهم.