أصدر قاضي التحقيق لدى محكمة ڤالمة في ساعة جدّ متأخرة من مساء أول أمس أوامر بالإيداع رهن الحبس المؤقت ضد أربعة متهمين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و28 سنة، من بينهم فتاة وتلميذ بثانوية محمود بن محمود بڤالمة، بتهمة تكوين جمعية أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد لتورطهم في جريمة القتل البشعة التي ذهب ضحيتها نهاية الأسبوع الماضي الشاب عيساوي أحمد، البالغ من العمر 20 سنة، من أجل محاولة سرقة سيارته من نوع ڤولف من الجيل الخامس. وحسب مصادرنا، فإن وقائع هذه الجريمة التي ظلت تشغل الرأي العام بولاية ڤالمة، ترجع وقائعها إلى تاريخ الأربعاء 21 نوفمبر الجاري، عندما قام المعتدون بنصب كمين للضحية الذي هو صديقهم ويعرفونه جيدا والذي كان يرغب في ربط علاقة غرامية مع إحدى التلميذات اللواتي يعرفهن التلميذ (ع.ع) والذي أوهمه بأن المعنية في انتظاره بمنزل المتهم الثاني (ب.س) الكائن بحي بومرشي بقلب مدينة ڤالمة. وباستعمال المتهمة الثالثة (ص.ف) المقيمة بإحدى قرى ولاية الطارف التي كانت تتصل من حين لآخر بالضحية وتستعجله للحضور إلى المنزل على أساس أنها التلميذة، خاصة وأنه كان بصدد توصيل شقيقته المتزوجة إلى بلدية الفجوج. وعند حضوره، وجد صديقه التلميذ عماد في انتظاره أمام المسكن وطلب منه الدخول معه إلى المنزل، أين تتواجد تلميذتان كان قد أتى بهما من الثانوية لقضاء أوقات ممتعة، وهو ما أثار شكوكا في نفسية الضحية الذي تردّد في الدخول قبل أن يقنعه مرافقه بذلك، لكنه وبمجرّد دخولهما وفي سلالم المسكن، تفاجأ الضحية بوجود المسماة (ص.ف) وكذا كل من (ب.س) الذي إدعى أنه شقيق التلميذ عماد وكذا المتهم الرابع (ق.ع) والذي لم يسبق للضحية أن عرفه من قبل، ليسارعوا إلى إحكام قبضتهم عليه وتجريده من مفاتيح سيارته وجهاز هاتفه النقال واقتياده خارج المسكن ناحية سيارته، حيث قام المتهم (ق.ع) الذي استعان به باقي المتهمين لقيادة سيارة الضحية، لأنه الوحيد الذي يحوز على رخصة سياقة، بينما قام المتهمان الآخران رفقة الفتاة بإجبار الضحية على الركوب في المقاعد الخلفية، وتوجهوا به ناحية بلدية الفجوج وقبل الوصول إلى مركز البلدية، انحرفوا يسارا ناحية منطقة بوقار وفي الطريق، أبدى الضحية مقاومة عنيفة جعلت المتهمان يوجهان له عدّة ضربات على مستوى الرأس بواسطة حجر وأخرى بواسطة رافع السيارة قبل تقييد يديه ورجليه، ولأن هذه المنطقة لا تبعد كثيرا عن مقر إقامة الضحية الذي شاهده أحد الرعاة من معارفه يقاوم العصابة، ليتصل مباشرة بأهله من عائلته وأبناء عمه الذين أخبروا فرقة الدرك الوطني ببلدية الفجوج والتي نشرت أبحاثها عن السيارة لدى الفرق الإقليمية المجاورة والتي باشرت عملية مطاردة بوليسية لسيارة الڤولف، استمرت لوقت طويل شاركت فيها فرق الدرك الوطني بإقليم كتيبة ڤالمة، حيث تمكن الجناة من الفرار بعد ما تركوا السيارة التي انحرفت بهم بالقرب من المفرغة العمومية ببوقرقار بمدخل بلدية هيليو بوليس ليكتشف بعدها رجال الدرك بعد استعمالهم للكلاب البوليسية السيارة وبداخلها جثة الضحية أحمد مكبلة اليدين والرجلين، في غياب الفاعلين الذين لاذوا بالفرار، ليتم توقيفهم جميعا من طرف عناصر الدرك الوطني في ظرف قياسي لم يتجاوز 14 ساعة.. بناء على شكوى والد التلميذ عماد الذي صرّح أن إبنه يوجد في حالة غير طبيعية وقضى الليل يردّد عبارات غريبة من هول صدمة يكون قد تعرّض لها، وهي التصريحات التي كانت بمثابة الخيوط الأولى للتحقيقات التي أسفرت عن توقيف المتهمين الأربعة وتقديمهم أمام العدالة التي أمرت بإيداعهم جميعا رهن الحبس المؤقت في انتظار استكمال إجراءات التحقيق القضائي قبل مثولهم أمام محكمة الجنايات. عصام بن منية