حكاية الأم شهلة بن مصباح، المنحدرة من مدينة بابار جنوبخنشلة، ليست مشهدا من مسرحية أو قصة مستمدة من مسلسل تركي أو مكسيكي، بل هي حقيقة روتها لنا بطلتها عن فقدانها لرضيعتها بعد اختفائها من مستشفى بارني بحسين داي منذ أزيد عن31 سنة، وتحجّجت ساعتها الإدارة بوفاتها دون أن تتسلم العائلة جثة صغيرتها المسماة رفيقة بوزكري ذات ال 4 أشهر من العمر، ولم تستقبل بعدها مصلحة الحالة المدنية بحسين داي أي وثيقة أو تصريح بالوفاة، ما يؤكد اتهام العائلة بعض الأطراف في المستشفى بتسليم رضيعتها لعائلة أخرى. الحادثة الغريبة روتها لنا الأم شهلة البالغة من العمر 48 سنة التي كانت أما شابة دون الثامنة عشر عام 1983، عندما حرموها من ابنتها رفيقة بمصلحة طب الأطفال بعد أن أدخلت إليها اثر إصابتها بحمى شديدة، استدعت نقلها من بيتها العائلي ببرج الكيفان من قبل والدها، وبعد الفحوص الأولية للرضيعة رفيقة، أمر الطبيب المناوب في مستشفى بارني بتحويلها رفقة والدتها إلى قسم طب الأطفال، الذي مكثت فيه 25 يوما كاملة، لتتحسن حينها حالتها الصحية. وبسبب تعب الوالدة، التمس منها زوجها العودة إلى البيت بغرض ترتيب أمورها والعودة في اليوم الوالي بعد تحسن صحة الرضيعة رفيقة، ولم تغادر الأم المستشفى حتى تدخل رئيس المصلحة الذي طمأنها على رضيعتها، وظلت الأم تتنقل بين المستشفى والبيت لاسيما بعد أن أوهموها أن المستشفى يتكفل بابنتها في بيت الحضانة، وهو ما وقفت عنده في الكثير من المرات الأم، قبل أن تُفاجأ بزوجها الذي دخل منزلها ببرج الكيفان، وأخبرها بأن الرضيعة رفيقة توفيت. لم تصدِّق الأم الخبر، وطالبت بجثة فلذة كبدها، لتنتقل إلى المستشفى تصرخ وتبكي، وظلت تبحث عن ابنتها إلى يومنا هذا تلتمس من زوجها إخطارها بالحقيقة ومكان رضيعتها التي هي الآن امرأة في الواحدة والثلاثين من العمر وما زاد من ضياع الأم شهلة هو وفاة زوجها في حادث مرور بعد أن طلقها، لتدفن حقيقة ابنتها معه. من جهة أخرى، أكد فضيل، شقيق الرضيعة المختفية، في حديثه ل"الشروق اليومي" أن معاناة والدته تزداد، عند كل اتصال بمصلحة الحالة المدنية ببلدية برج الكيفان واستخراج شهادة ميلاد لرفيقة والتي تصدر بشكل عادي ومن دون الإشارة إلى كلمة متوفاة على الشهادة، كما أن استخراج شهادة وفاتها غير متاح، وهو ما يعتبر دليلا قاطعا على أن رفيقة بوزكري لا تزال على قيد الحياة عكس الشائع، كما أن تحجُّج إدارة المستشفى بوفاة الرضيعة وتحرير شهادة تصريح بالوفاة تحت رقم 1129، أكدت بخصوصها مصلحة الحالة المدنية ببلدية حسين داي أنها وهمية، بحيث أن عدد الوفيات لم يصل إلى ذلك الرقم بمستشفى بارني سنة 1983.