قال الجزائري رضا حساين، أن أجهزة الأمن البريطانية التي جندته لاختراق الحركات الإسلامية المتشددة في بريطانيا ومدها بتقارير طوال سنوات عن نشطائها "خذلته وخانته ولم تف بوعودها له لمنحه الجنسية البريطانية وحمايته وعائلته من الإسلاميين الذين وشى بهم"، مؤشر آخر على حالات الاستغلال التي تعرض لها كثير من العرب والجزائريين المهاجرين في اوروبا، تحت ضغط وضعية الإقامة غير القانونية والحاجة إلى دخل مالي قار. وقالت "التايمز" البريطانية في تقرير اعلامي نشرته نهاية الأسبوع الماضي ان حساين، 46 سنة، لم يمض أي اتفاق مكتوب مع أجهزة الأمن التي اشتغل لحسابها، لكنها تكون وعدته بأن يمنح الجنسية البريطانية والإقامة فوق أراضيها، وكذا الأمن والحراسة المطلوبة له ولأسرته، خوفا من انتقام الاسلاميين الذين وشى بهم ضمن محيط منظري "الجهاديين" الاسلاميين أبو حمزة المصري وأبو قتادة الفلسطيني. وقال حساين "أرى اليوم أشخاصا معروفين بعلاقاتهم بالقاعدة والجريمة يتمشون في شوارع لندن بجوازات بريطانية، وأنا اليوم محروم من جواز السفر، من التنقل بحرية ومن العيش بشكل عادي"، محملا أجهزة الأمن التي اشتغل لحسابها المسؤولية، وذاكرا بالخصوص شرطة الأوسكتلنديار وجهاز الاستخبارات البريطانية "أم أي 5"، ويعتقد انها عاقبته، لأنه نبه إلى فشل أجهزة الأمن البريطانية في التنبؤ بالتهديدات الأمنية التي كانت تواجهها بريطانيا بعد هجومات11 سبتمبر2001 في نيويورك، وعدم أخذها بعين الاعتبار ما جاء في بعض تقاريره المرفوعة اليها. ويعيش حساين منذ العام 1994 في لندن، وبدأ الاشتغال لصالح أجهزة الأمن البريطانية عام 1998، أولا لصالح الفرع الخاص بمكافحة الارهاب في شرطة الأسكوتلنديار، ثم فيما بعد مع جهاز الاستخبارات أم أي 5، وكان يتقاضى مقابل ذلك 300 جنيه استرليني شهريا و80 جنيها اضافية لتغطية نفقات المهمة، وكان يحرر تقريرا أسبوعيا عن أبو حمزة والأشخاص الذين يأتون للقائه، الى غاية عام 2003 الذي أكتشف فيه فاعترف علانية للصحافة بتفاصيل مهمته. وزعم انه ساهم بدور كبير في تفادي تفجير المونديال الكروي، الذي استضافته باريس عام 1998، وقدم معلومات الى الاستخبارات البريطانية والفرنسية عن خفايا تجنيد اسلاميين ل"القاعدة" في لندن وتدريبهم على القتال بمعسكرات خارج بريطانيا. وقال ان فتاوى "التكفير" و"استحلال الأموال" كانت العامل المشترك الأعظم بين مسجدي الفلسطيني ابو قتادة والمصري ابو حمزة. واوضح حساين لاحقا ان الموت يترصد خطواته بعد ان كتب المصري ابو حمزة شهادة وفاته بفتوى "أحل فيها دمه"، الا ان ابو حمزة نفى ذلك، ورد ان "الجاسوس" الجزائري لن يكون أولهم او آخرهم، وجميع خطبه تسجل بعلمه وبدون علمه لصالح الأجهزة الأمنية البريطانية. وعملت أجهزة الأمن الغربية على تجنيد الكثير من أفراد الجاليات العربية والإسلامية منهم جزائريين لاختراق الحركات الإسلامية ومدها بتقارير عنها، مستغلة الأوضاع الصعبة التي كان هؤلاء يعيشونها دون وثائق إقامة ولا دخل مالي قار لسد نفقاتهم اليومية من الإيواء والطعام، وكان بعض هؤلاء يجند مباشرة في مراكز الحجز المؤقت للمهاجرين غير الشرعيين الموجهين للترحيل إلى بلدانهم بتهم خرق قوانين الإقامة والعمل، كما ان بعضهم تمت مقايضة تعاونه الأمني بالموافقة على طلبه اللجوء السياسي هناك. عبد النور بوخمخم