كشف جزائري يحمل الجنسية السويدية لمصالح الأمن الجزائرية التي اعتقلته أواخر أيام العام الماضي أن المخابرات البريطانية جندته ما بين سنوات 1999 و 2001 وأرسلته إلى أفغانستان لاختراق حكومة طالبان عندما كانت في السلطة، وإرسال تقارير عن أهدافها السياسية والعسكرية .. و نقل عنه التحقيق الأمني كثيرا من تفاصيل المهمة التي أشرف عليه رائد سابق في قوات الاستطلاع البريطانية.. ألقت مصالح الأمن الجزائرية القبض على (ش،م) المكنى أبو بكر، 41 سنة، نهاية شهر جانفي الماضي، عندما كان يهم بركوب باخرة طارق بن زياد في طريقه إلى فرنسا، انطلاقا من ميناء الجزائر العاصمة، على خلفية اشتباه في "علاقته بخلايا إسلامية مسلحة في أوروبا" خاصة انه احتك عن قرب منذ دخوله السويد مطلع التسعينيات بنشطاء إسلاميين من جنسيات مختلفة . وحسب ما تسرب من محاضر التحقيق الأمني والقضائي الذي خضع له المعني "تعود بدايات تجنيده من طرف المخابرات البريطانية الى سنة 1998" عندما تعرف في مسجد بروت فيلد بمدينة كرولي البريطانية الى بريطاني من أصل باكستاني يدعى عابد حسين خان، وبعد ان توطدت العلاقة بينهما بفترة كافية، يضيف المدعو أبو بكر حسب ما نسب إليه في التحقيق، كشف له عابد حسين خان أنه رائد متقاعد من قوات الاستطلاع في الجيش البريطاني، وأنه يعمل حاليا لحساب الاستخبارات، وطلب منه أن يتعاون معه مسندا اليه مهمة السفر الى أفغانستان لاختراق حركة طالبان وإرسال تقارير مفصلة عن أهدافها ومخططاتها السياسية والعسكرية وكل الأحداث التي يعيشها و الأشخاص الذين يتعرف اليهم هناك بشكل عام، وبشكل خاص كلفه أن يقترح على قيادة طالبان اسمين اثنين لتعيينهما مستشارين عسكري وأمني للملا عمر قائد الحركة والحكومة، وهما الرائد البريطاني عابد حسين خان نفسه وضابط كبير سابق في مخابرات نظام أفغانستان الشيوعي بعد سقوط النظام يدعى اللواء خديداد، ويقيم منذ ذلك الوقت لاجئا سياسيا في بريطانيا. ولأجل تسهيل هذه المهمة المزدوجة زود الرائد البريطاني "عميله" الجزائري بعدد من الأوراق المهمة تضاف إلى "كفاءاته الثقافية والأدائية الشخصية" وأعطاه تزكية خاصة من شخص ذي أصل باكستاني مقيم ببريطانيا تربطه علاقات وثيقة بقادة طالبان في معسكر "سرحد" الشهير على الحدود الباكستانية، وأرسل هذا الأخير مع الشاب الجزائري أبوبكر "مبلغا بقيمة 3000 جنيه إسترليني يمنحه يدا ليد الى أمير المعسكر" لتمويل نشاطاته، ويطلب منه أن يتوسط له لدخول أفغانستان والتقرب من قادة طالبان، وهو ما حدث فعلا في سبتمبر 1999 عندما تنقل الجزائري في رحلته الأولى حسب الطريق المرسوم له، وقضى أربعة أشهر في معسكر سرحد حيث تدرب على كثير من أنواع السلاح و فنون القتال، رفقة 400 عنصر آخر من جنسيات مختلفة، لكن الانقلاب الذي قاده قائد الجيش برويز مشرف ضد نواز شريف جعله يقطع مهمته ويعود الى بريطانيا لتقديم تقريره، بعد أن وطد علاقته اولا مع سفير طالبان في اسلام آباد الملا عبد السلام ضعيف "وكان قبل ذلك يتصل دوريا عبر الهاتف بالرائد البريطاني لاطلاعه بكل التطورات" . و لاتمام المهمة المقطوعة، يذكر التحقيق الأمني عاد الجزائري ابو بكر صيف 2001 مرة اخرى الى أفغانستان وأصبح يتنقل ما بين مدن كابول وبيشاور وقندهار واسلام آباد، والتقى هناك بعض قادة القاعدة البارزين، مواصلا مد البريطاني بالتقارير المفصلة المستجدة، الى غاية هجمات نيويورك التي جعلته يعجل بمغادرة البلاد بعد ايام بعد ان وصله أن امريكا ستقصف معسكرات طالبان. عبد النور بوخمخم