قال هارون فورد، أحد أعضاء الوفد البريطاني الذين زاروا الجزائر، أمس، أن أبناء الجالية الجزائرية في بريطانيا مهددين من قبل السلفيين المتشددين الناشطين بالأراضي البريطانية بالتطرف . رتيبة بوعدمة وأكد فورد في لقاء مطول مع ''البلاد'' بفندق الجزائر حيث يقيم الوفد، أن أولياء الجزائريين الذين ولدوا ببريطانيا يتحملون مسؤولية الأفكار المتطرفة التي يتلقاها أولادهم على يد السلفيين لعدم تلقينهم الدين الإسلامي السمح وأوضح أن الجالية الجزائرية الفقيرة في المملكة هم الأكثر عرضة للتطرف.هارون فورد بريطاني مسلم اعتنق الإسلام منذ فترة بعدما كان مسيحيا وتعلم على يد الشيخ بابكر أحمد وهو داعية إسلامي يعيش ببريطانيا. ويقوم هارون فورد بزيارة إلى الجزائر منذ بداية الأسبوع الجاري ضمن وفد يتكون من ستة أعضاء وهم أساتذة باحثين في الإسلام في بريطانيا. وأوضح فورد أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو لقاء علماء الدين المسلمين في الجزائر وتبادل الأفكار قصد تعلم الدين الإسلامي السمح لمحاربة أفكار المد السلفي المتطرف. وتحدث هارون عن وضعية الجالية الجزائرية ببريطانيا وأفاد أن مشاكل المسلمين الجزائريين في المملكة المتحدة يتعلق بعدم غرس التعاليم الدينية في أذهان أبنائهم، حيث يجدون أنفسهم تائهين في عالم علماني مثل بريطانيا مما يجعلهم عرضة للإسلاميين المتطرفين أو المتشددين وأكثريتهم لهم جذور باكستانية وأفغانية ، وأشار فورد إلى أبناء الجالية الجزائريين الذين يعيشون في الأحياء البريطانية الفقيرة وبحكم احتكاكه بهم إلى جانب الجاليات العربية الأخرى لاحظ فورد أن أبناء الجزائريين الذين ولدوا في بريطانيا يغادرون المدارس البريطانية في سن مبكر ويحاول أوليائهم توجهيهم إلى عالم الشغل لمساعدة العائلة التي تعاني قلة المداخيل، مما يجعل أكثريتهم يعانون الجهل التربوي وحتى الديني رغم ما توفره بريطانيا من مدارس خاصة للجالية المسلمة. وتحدث فورد عن انحراف بعض أبناء الجالية الجزائرية ببريطانيا، حيث يتعاطون المخدرات وكثيرا ما يحاكمون بتهمة السرقة والمتاجرة بالمخدرات. ويقول المتحدث إن الكثير من هؤلاء عندما يحاول العودة لجادة الصواب فإنه أول ما يبحث عنه كيفية ملأ الفراغ الديني، بحكم أنهم مسلمين بالفطرة وهنا يضيف -هارون فورد- . لسوء الحظ تترصدهم الجماعات الإسلامية المتطرفة وبعد فترة تشاهدهم وهم يرتدون الملابس الأفغانية ويتعاملون مع آبائهم بتشدد''، حيث يفهمون الدين الإسلامي بشكل خاطئ ويترددون على المساجد المنتشرة في بريطانيا ويسمعون لخطب كثيرا ما تكون تحريضية فتنمي في قلوبهم الحقد على العالم العلماني.وعن المفهوم الخاطئ الذي يتلقاه أبناء الجالية الجزائرية المولودون في بريطانيا للدين الإسلامي، أوضح هارون فورد أن الأئمة السلفيين في بريطانيا أو المعروفين بالمتشددين الإسلامويين يحثون أبناء الجالية المسلمة بشكل عامة والجزائرية بشكل خاص على اتباع السلف من سيرة الرسول صلي عليه وسلم لكن من دون ربطها بفارق السنوات والقرون التي تفصلهم عن العهد الإسلامي البعيد كتحريم خروج المرأة من البيت وتلقيها للتعليم وركوبها مثلا للسيارة. لهذا يرى هارون الذي تميز في بريطانيا بوضع حلول فريدة والعمل تحت أجندة مكافحة التطرف وتدريب شرطة الحدود، ضرورة تبني المسلمين الجدد أو المعتنقين للإسلام وتلقينهم تعاليم الدين الإسلامي السمح وهذا هو الدور الذي يجب لعبه -حسب فورد- بالتقرب من رجال الدين والمسلمين في مختلف البلدان العربية، ومحاولة التعريف بمعنى الإسلام البريطاني.