بادر الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين أمس إلى تنظيم اجتماع استقطب ممثلي تجار وأعيان ولاية غرداية، كشفوا فيه عن خلفيات جديدة للأحداث السياسية والاجتماعية التي عصفت بالمنطقة، وكلفتهم خسائر تجاوزت 5 ملايير سنتيم. واستمر الاجتماع إلى ساعات متأخرة، وتمخض عنه كشف حقائق جديدة ومثيرة عن الأطراف التي حركت الأحداث في غرداية، والتي أكد التجار أنها أطراف انفصالية وليست دوافع طائفية. كشف الناطق باسم التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار ل "الشروق" أن اجتماع ممثلي تجار وأعيان ولاية غرداية كشف ملابسات عن بعض الأطراف التي كانت وراء إثارة الفتنة بالمنطقة، حيث أكد التجار "أن مجموعة من أتباع الحركة الانفصالية لفرحات مهني زارت المنطقة قبل وأثناء بداية الأحداث، من أجل تحريض الشباب على الاحتجاج بحكم أنهم أقلية مهمشة ومضطهدة، وهو ما أثار غضب السكان الذين تفطنوا للأمر، وطالبوا الشباب برفع الرايات الوطنية بدل الرايات الانفصالية، ومطالبة العقلاء والعلماء بضرورة التدخل العاجل لوأد الفتنة التي أراد أتباع مهني أن تكون فتنة طائفية تحت غطاء "أقلية مضطهدة تطالب بالحماية". وما يعزز هذه الفرضية- حسب بولنوار- هو النداء الذي وجهه فرحات مهني منذ أيام من فرنسا، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بحث مجلس الأمن الدولي من أجل التدخل في أحداث غرداية، التي تعيش في ما وصفه بالحالة "الدراماتيكية". وقال الحاج الطاهر بولنوار إن خسائر تجار مدينة غرداية تجاوزت 5 ملايير سنتيم، جراء عمليات التخريب والحرق والسرقة التي طالت أغلب المحلات، "ما دعاهم إلى المطالبة بتدخل السلطات لتعويضهم، خاصة وأن الكثير منهم فقدوا رأسمالهم ما يجعلهم في مواجهة الإفلاس". وقال المتحدث إن مكتب اتحاد التجار بغرداية دعا التجار أمس إلى مزاولة نشاطهم، حيث استجاب لهذا النداء 30 ٪ من التجار، على أن ترتفع النسبة خلال الأيام اللاحقة.