تبدأ الجمعة المرحلة الأولى من اتفاق المعارضة والنظام السوري على إدخال مساعدات إلى حمص. وقال مراسل الجزيرة إن كافة الجهات الموجودة على الأرض في المنطقة المحاصرة بحمص اتفقت على هدنة تشمل وقف إطلاق نار لمدة أربعة أيام يتم فيها إجلاء النساء والأطفال وكبار السن. وقد رحبت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة بالاتفاق. وتتم عملية الإجلاء على دفعات لسكان أحياء جورة الشياح، والقصور، وباب هود، وباب الدريب عبر حي الوعر، ثم بعدها إلى منطقة القرابيص عبر أحد حواجز النظام السوري. كما تضمن الاتفاق إدخال مواد الإغاثة إلى المنطقة المحاصرة بأحياء حمص. من جانبه أكد الناطق باسم ائتلاف شباب الثورة في محافظة حمص حسن أبو الزين التوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن جميع الفصائل المقاتلة في حمص وممثلي المجتمع المدني قبلوا به. إلا أن أبو الزين شكك في صدقية النظام في تطبيق الاتفاق، مشيرا إلى عدم احترامه اتفاقات أبرمت سابقا معه سواء في حمص أو غيرها من المحافظات السورية، مشددا على أنه تم اختراقها. وأشار إلى أن الوضع الصعب ألجأ الثوار والمدنيين لقبول الاتفاق، وإزاء ذلك ناشد المجتمع الدولي بالإشراف على تنفيذ الاتفاق ومراقبة الوضع وإلزام النظام بتطبيقه. من جهتها أعلنت دمشق أمس التوصل لاتفاق في حمص يسمح للمدنيين بمغادرة المدينة القديمة المحاصرة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقد رحبت الأممالمتحدة بالاتفاق، وأشاد متحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق بالتوصل للاتفاق، مشيرا إلى أن من شأنه أن يتيح إجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات. وأوضحت الأممالمتحدة أنها ليست طرفا في الاتفاق، إلا أنها جاهزة لتوصيل المساعدات الإنسانية، بعد الحصول على ضمانات من طرفي النزاع بتوفير ممرات آمنة لها لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحاصرين. وفي بيان صدر الخميس ذكر المتحدث إن الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة المشاركة أعدت أغذية وأدوية ومواد أساسية أخرى على مشارف حمص استعدادا لتوصيلها فورا عقب إعطاء طرفي الصراع الضوء الأخضر لتوفير ممر آمن. كما رحبت الولاياتالمتحدة بحذر بالاتفاق على الهدنة الإنسانية في حمص، ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي النظام السوري إلى الوفاء بالتزاماته والسماح بدخول مواكب الإغاثة الإنسانية. وشددت بساكي على وجوب ألا يستخدم نظام الرئيس بشار الأسد هذا الاتفاق "كأداة مساومة"، مؤكدة أن إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية ليسا "بديلا عن توفير المساعدة الإنسانية لمحتاجيها بشكل آمن كليا ومنتظم". وإذا تم بالفعل تطبيق هذا الاتفاق فستكون تلك أول خطوة من نوعها من جانب النظام السوري منذ انتهت جولة المفاوضات الأولى في جنيف في أواخر الشهر الماضي والتي جرت برعاية الأممالمتحدة. تجدر الإشارة إلى أن الحصار المفروض على الحي القديم في مدينة حمص مستمر منذ نحو 600 يوم ويقول نشطاء إن الآلاف المحاصرين داخل المنطقة يعانون من الجوع وسوء التغذية. ورفض مقاتلو المعارضة عروضا سابقة لإجلاء النساء والأطفال خوفا على مصير الرجال الذين سيبقون، واختفى عشرات الرجال بعد التوصل إلى اتفاق مماثل في المعضمية غربي العاصمة دمشق.