تعرف ولاية سطيف انتشارا ملحوظا لما يعرف بالأدوية الجنسية والمقويات الغريبة المستوردة من شرق آسيا، والتي أصبحت تروّج بقوة وسط المراهقين وحتى الشيوخ والعجائز، في الوقت الذي تمكنت أول أمس مصالح الدرك من حجز كمية معتبرة منها قدرت بحوالي 20 ألف علبة تضم مقويات ومسمنات مثيرة للجدل ولأشياء أخرى. المقويات التي تم حجزها من طرف فرقة البحث والتحري التابعة لمجموعة الدرك بسطيف، كانت بحوزة شخص يبلغ من العمر 55 سنة، ضبط بحاجز أمني، وهو يحمل عينة من هذه البضاعة، وبعد التحريات اتضح انه يملك مخزنا ببلدية عين ولمان جنوب ولاية سطيف، أين يتم ترويج هذه المواد من طرف باعة الأعشاب. وحسب مصادرنا فإن هناك حوالي 150 محل بالجهة الجنوبية لولاية سطيف يبيع هذه المنتجات التي تدخل الجزائر لأول مرة، ويتعلق الأمر بأدوية مقوية للرجل والمرأة، وأشهرها حبة لبان تعرف باسم "سوبر أبيتي"، مثيرة للنساء وموجهة خاصة للواتي يعانين من البرود الجنسي. وحسب العارفين فإن هذه العلكة لها فعالية كبيرة، ونتائجها تظهر بعد أقل من ساعة. أما الرجال فقد استوردوا لهم أقراصا مثيرة تعرف باسم "قوة الذئب"، فيكفي للرجل أن يتناول حبة واحدة ليستعيد قواه التي فقدها قبل أن يصاب بالضعف الجنسي. وحسب الأطباء والصيادلة الذين تحدثنا معهم فإن هذه الأدوية المصنوعة في الصين والتي دخلت الجزائر بطرق غير قانونية، تصنف ضمن الأدوية المحظورة، لأنها غير معتمدة وغير مسجلة في بطاقية وزارة الصحة. كما أن هذه الأدوية على فعاليتها لها آثار سلبية على صحة الإنسان، وقد تكون سببا في الإصابة بداء السرطان. ونفس الشيء بالنسبة للأدوية المسمنة التي تم حجز عينات منها، والتي تستعملها، خاصة البنات النحيفات، وقد عرفت رواجا في الآونة الأخيرة، لكن في نفس الوقت كانت لها آثار سلبية على الصحة، وقد تسببت في وفاة شابة ببلدية صالح باي جنوبسطيف، وأدخلت شابة أخرى الى المستشفى بعين ولمان، والتي تم إنقاذ حياتها بعد تلقيها العلاج في الوقت المناسب، وكل ذلك بسبب هذه الأدوية المسمنة والتي حسب المختصين تعطل عمل الكلى، وتحجز الماء في الجسم مما يؤدي الى انتفاخ غير طبيعي تحسبه البنت سمنة وزيادة للوزن. وتشير مصادرنا الى أن الكمية المحجوزة ملك لبارونات يعملون على ترويجها عبر ولايات الشرق، وشرعوا مؤخرا في توزيعها عبر كل ولايات الوطن. وقد تمكنت مصالح الشرطة هي الأخرى من حجز كمية منها ببلدية صالح باي، أين ضبط شخص بحوزته 5 كارطونات من الأدوية المقوية. أما الساهرون على ترويجها فيقولون بأنها أفضل من المخدرات من حيث المداخيل، لأن تكلفة العلبة الواحدة تتراوح بين 200 دج و300 دج، بينما تباع في الأسواق ب3000 دج للعلبة الواحدة، أي أن الربح فيها يبلغ 10 أضعاف، لكن بمضاعفات لا يدفع ثمنها إلا المستهلك.