خلفت حادثة هلاك الطفل محمد، البالغ من العمر 3 سنوات وبضعة شهور، وإصابة خالته بكسور خطيرة الأسبوع الماضي، بسبب انهيار جدار مدرسة زمولي عبد القادر الابتدائية، في سوق أهراس أثرا بليغا في نفوس سكان المدينة. الشروق اليومي زارت عائلة الضحية محمد، الذي فارق الحياة وبيده حبات حلوى، كان قد اشتراها لحظات قليلة قبل وقوع الكارثة، حيث كشف والده عز الدين 40 سنة، أنه رفع دعوى قضائية ضد البلدية بتهمة الإهمال الذي دفع ثمنه محمد وخالته وردة قرايرية 23 سنة بعد إصابتها ب 7 كسور متفاوتة الخطورة، وهي ترقد في مستشفى عنابة، وكشف أن مصالح البلدية تلقت عدة شكاو من طرف السكان المجاورين وأولياء التلاميذ، لاتخاذ الإجراءات الوقائية إلا أنها لم تستجب لنداءات الاستغاثة التي أطلقها هؤلاء.
عم محمد: أطراف كانت تريد استغلال القضية سياسيا عم الضحية يوسف ثلايجية، لم يستطع إخفاء حسرته وتأسفه بعد هلاك ابن شقيقه، وكشف متحدثا للشروق اليومي بأن هناك أطرافا أخرى أرادت استغلال قضية مقتل محمد سياسيا، حيث أجمع عدد كبير من المواطنين على ضرورة إثارة الشغب والإقدام على حركات احتجاجية وتحقيق مآربهم، وأخذ وفاة محمد تحت الركام حجّة، وحمّل بدوره المسؤولية إلى مصالح البلدية التي تهاونت في اتخاذ أي إجراء خاصة وأنها كانت تعي جيدا حجم الكارثة التي من المتوقع حدوثها، وأكد عضو بلدي بأن المصالح حضرت قبل أيام قليلة من وقوع الحادثة، وعاينت الجدار الذي كان آيلا للسقوط في أي لحظة، خاصة وأن المنطقة شهدت اضطرابات جوية في الآونة الأخيرة، وتمت برمجة العملية ولكن..؟.
عائلة محمد كانت تحضّر لحفل ختانه جاء انهيار هذا الجدار ليقضي على أحلام الطفل محمد، الذي كانت العائلة تحضر لمراسيم ختانه الأيام القادمة، حيث دعي كل الذين عرفوه إلى مأدبة العشاء في حفل ختانه. الوالد عز الدين، حاول إخفاء دموعه لكن عينيه فضحتاه لفراق فلذة كبده وفرحته الأولى، ليواصل حديثه عن الموت الذي كان يتحدث عنه ابنه منذ قرابة شهر، وكشف لوالدته أنه سيموت وأن الفراش والغطاء أصبحا ثقيلين بالنسبة له، وأصر في ذلك اليوم أن يرافق خالته التي حضرت للمبيت عندهم إلى الشارع، من أجل أن تشحن هاتفها النقال وقبل خروجه من المنزل، قال لوالدته أنه سيموت، وبعد أن أصر على الاحتماء تحت الجدار بسبب تهاطل كميات من البرد بالرغم من رفض خالته لهذا التصرف إلا أنه أصر وتركها هاربا تحت الجدار الذي لم يدر أن حياته سوف تنتهي تحت ركامه وتقضي على أحلامه. وواصل الوالد بحرقة الحديث عن ابنه الذي كان يحلم بأن يلتحق بصفوف جيش التحرير، ويحمل السلاح للدفاع عن الجزائر مثل أبيه. للإشارة فإن والده كان في الجيش وواجه الجماعات الإرهابية في عديد المرات بجبال البليدة لسنوات، كما أضاف ذات المتحدث أن ابنه كان يتمتع بذكاء وصفوه بالخارق لأنه كان يفقه كل الأمور التي تعني الكبار، كان يحب الالتحاق بمقاعد الدراسة بالرغم من صغر سنّه، وكان كل يوم يرجع باكيا لأن الحارس منعه من الدخول إلى المدرسة، يهوى كرة القدم وكانت كرته التي يحتفظ بها عمه لا تفارقه، ليختم والده حديثه إلى الشروق اليومي، بأنه لن يتوقف عن المطالبة بحق ابنه وتحمل الجهات المعنية المسؤولية كاملة.