أفادت مصادر مسؤولة أن تعديل الدستور سيتم البث فيه قبل نهاية الثلاثي الأول لسنة 2008 وذلك لتمهيد الطريق لعهدة ثالثة لرئيس الجمهورية التي تعرف هذه الأيام نقاشا في الساحة السياسية الوطنية. وأوضحت نفس المصادر أن تكرار النداءات المطالبة بترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة جعلت من مسألة تعديل الدستور من الموضوعات الملحة في رزنامة الجهاز التنفيذي. و لم تؤكد نفس المصادر فيما اّذا كانت مسألة إعادة النظر في الدستور ستتم على مستوى البرلمان أو عن طريق الاستفتاء لكنها اشارت الى مسألة تعديل القانون الأساسي للدولة، قد طرحت بإلحاح بعد تسرب معلومات عن تحسن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية لاسيما فيما يخص مواصلة نشاطه الرسمي بصورة طبيعية. وكان رئيس الجمهورية قد شدد في عدة مناسبات بأن "الدستور الحالي غير صالح للبلاد ولمستقبلها ولا بد من إعادة النظر فيه". ومن جهته أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ان تشكيلته السياسية أرادت من وراء إطلاق دعوة رئيس الجمهورية للترشح لعهدة ثالثة استعجال تقديم مشروع تعديل الدستور سواء بعرضه للاستفتاء الشعبي أو المصادقة علية في البرلمان. وقال الأمين العام للأفلان لدى نزوله أول أمس ضيفا على منتدى التلفزيون أن التحرك الذي سجلته الساحة السياسية نهاية الأسبوع الماضي، والدعوات التي أطلقتها أربعة تنظيمات جماهيرية بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة لم تكن وليدة الصدفة، وإنما أريد لها أن تتزامن مع زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية للجزائر نيكولا ساركوزي، مشيرا أن في السياسة لا يوجد شيئ وليد الصدفة، وإنما الأفلان له أهدافه في ذلك يتقدمها هدف إشهاد الرأي العام العالمي بمدى تمسك الجزائريين برئيس الجمهورية من دون أن يخوض الضيف في تفاصيل أكبر، مفندا أن تشكل هذه الدعوة تهديدا للديمقراطية على خلفية أن قرار تمكين الرئيس من عهدة ثالثة يعود للشعب الجزائري وحده . وذكر بلخادم أن الترشح لعهدة ثالثة سيمر عبر تعديل الدستور، مشيرا الى أن العمل الذي قام به فوج خاص على مستوى الأفلان اقترح تعديل أكثر من 25 مادة من الدستور تتعلق خصوصا بمنظومة الحكم وتوزيع الصلاحيات ووظيفة المراقبة. وإن قال إن حزبه لم يقترح منصب نائب رئيس الجمهورية فمطلبه الأساسي منصب وزير أول أو ما يعرف بمنصب رئيس الوزراء بقصد تفادي ازدواجية رأس السلطة التنفيذية على اعتبار أنها وضعية "غير سليمة"، مؤكدا أن المنظومة الرئاسية هي الأحسن. ولأول مرة منذ نشأة التحالف الرئاسي حذر بلخادم أنه في حال لم يدعمه شريكاه أي كل من حركة مجتمع السلم والتجمع الوطني الديمقراطي في دعم الرئيس للحصول على عهدة ثالثة فإن التحالف سينهار ويتلاشى. سميرة بلعمري