نفى عضو القيادة بحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس الكتلة البرلمانية للأفالان، العياشي دعدوعة، الإشاعات المتداولة في المدة الأخيرة بشأن الشخص الذي سيدير حملة الرئيس الانتخابية، وأوردت اسم الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، موضحا بأن الأمر هو من الصلاحيات الشخصية للرئيس. وأضاف أنه "حتى الآن لا توجد رؤية واضحة داخل الحزب بشأن مدير الحملة". وأوضح المتحدث في تصريح ل "الفجر"، أن تنشيط الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية ستكون بالتعاون بين أحزاب التحالف الرئاسي والأحرار وهيئات المجتمع المدني، لكن الإشراف المركزي على الإدارة الوطنية لحملته يبقى من اختصاص الأشخاص الذين سيعينهم الرئيس. ومن المقرر أن تشرع الأحزاب الموالية لرئيس الجمهورية في عملية جمع التوقيعات بمجرد أن يعطي الضوء الأخضر لذلك. وأكدت مصادر مطلعة من أحزاب التحالف الرئاسي بأن عملية جمع التوقيعات الخاصة بترشح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة ستكون على انفراد، فيما سيتم إدارة الحملة الانتخابية للرئيس بالتنسيق والتشاور وفقا لتقسيم المهام بين الأحزاب الثلاثة لتفادي التكرار ومس أكبر شريحة من المواطنين. وقال الناطق الرسمي لحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، في تصريح ل "الفجر"، إن عملية جمع التوقيعات الخاصة بترشح رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة ستتم على مستوى كل حزب من أحزاب التحالف الرئاسي على حدة، بمجرد أن يعلن رئيس الجمهورية عن نية ترشحه رسميا. وأضاف أنه توجد لجان فنية وتقنية على مستوى كل أحزاب التحالف الرئاسي لتحقيق جمع 1.5 ملايين توقيع، محققين بذلك زيادة نسبية عن تلك التي كانت في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، أين تم جمع مليون و 200 توقيع. وعلى هذا الأساس، يضيف المتحدث، ستتجه أحزاب التحالف الرئاسي لمنتخبيها المحليين الذين يمثلون 90 بالمائة من المجموع العام للمنتخبين للاستفادة من توقيعاتهم لتقديمها لمرشحهم المشترك للمرة الثانية على التوالي. وواصل ذات المصدر أن التنسيق بين الأحزاب الثلاثة، سيكون في كيفية إدارة الحملة الانتخابية وإيصال برنامجها للناخب من خلال برمجة لقاءات وطنية مشتركة من جهة، ولقاءات جهوية توزع على ممثلي التحالف بالتساوي وتمس مختلف جهات الوطن من جهة أخرى. من جهته، أكد الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني، سعيد بوحجة ل "الفجر"، في شأن تنسيق الجهود والاستعدادات التي تقوم بها أحزاب التحالف الرئاسي لتحضير إعلان ترشح الرئيس، أن قادة التحالف الرئاسي سيجتمعون قريبا بتسعة تنظيمات شبانية ومندوبي 70 جمعية ذات طابع وطني، بمقر الحزب من أجل تجنيدها لإنجاح الحملة الانتخابية لعهدة ثالثة لرئيس الجمهورية. ويعد اللقاء الذي سيجمع قادة التحالف الرئاسي بهيئات المجتمع المدني، الثاني من نوعه بعد أن اللقاء الأول الذي تم يوم السبت الماضي بمقر الأفلان، وحضرته ثماني منظمات وطنية من الوزن الثقيل. ومن بين أهم هذه التنظيمات الشبانية التي ستحضر اللقاء، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية والاتحاد العام الطلابي الحر، وهي التنظيمات التي تحمل اللون السياسي لكل من حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم. والملاحظ أن نفس التنظيمات التي حرصت أحزاب التحالف على إشراكها في تنشيط الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية للرئاسيات القادمة، هي نفسها تلك التي نشطت الحملة الانتخابية لرئيس لسنة 2004، باستثناء الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، الذي كان يدير زمام أمورهما عبد العزيز بلعيد، الذي فضل مساندة مرشح حزب جبهة التحرير الوطني آنذاك، علي بن فليس، ليحدث بعد ذلك انشقاق داخل التنظيمين بسبب مساندة تيار منهما رئيس الجمهورية. وتعكس الاجتماعات الماراطونية التي يحرص على إدارتها الافالان باعتباره يمسك قيادة التحالف، الوعود التي قطعها بشأن قيادة القاطرة الانتخابية لرئيس الجمهورية لعهدة ثالثة، وأنه الحزب الذي يعول عليه الرئيس في مشاريعه الثقيلة والإستراتيجية، وقد وفق في تحقيق ذلك، خاصة وأن تسلمه القيادة من الأرندي تزامن مع تعديل الدستور والتحضير للانتخابات الرئاسية القادمة.