أحصت الجزائر خلال السنوات العشر الأخيرة إصابة 400 ألف طفل بسرطان الكلى، حسب ما أدلى به البروفسور سالم، مختص في قسم جراحة الأطفال بباريس، مشيرا إلى فعالية العلاج المعمول به حاليا والذي بفضله يعيش 80 بالمائة من الأطفال المصابين به بصفة عادية وهي نتيجة جد إيجابية – يقول - مقارنة بالسنوات الماضية. حيث كانت نسبة عيش الطفل المصاب بهذا المرض تقدر ب 30 بالمائة فقط. أما في حالة فشل العلاج يتم استئصال الكلية كلية مع بقاء الطفل تحت المراقبة الطبية. سرطان الكلية عند الأطفال يعتبر الأكثر شيوعاً بين جميع الأورام الصلبة التي تصيبهم ويحدث عادة بين السنة الأولى والخامسة من العمر في حوالي 75 ٪ من تلك الحالات. و يشكل خطراً على المريض إذا لم يشخص ويعالج فوراً عند الاشتباه بوجوده خصوصاً أن نسبة الشفاء منه بعون الله مرتفعة جداً مع تطبيق المعالجة الجراحية والكيميائية وأحيانا المداواة بالأشعة. ومن الأعراض المعروفة لهذا الداء حصول كتلة في الجهة العليا من البطن يميناً أو يساراً يمكن جسها بسهولة أو حتى رؤيتها في حوالي 75٪ من تلك الحالات مع حدوث ألم مع ارتفاع الضغط الدموي في حوالي 65٪ من هؤلاء المرضى. وقد يترافق هذا الورم مع تشوهات في أعضاء أخرى كغياب قزحية العين والتخلف العقلي. ومن المظاهر التي قد ترتبط به تضخم الأعضاء الداخلية والضخامة النصفية والفتق السري الولادي وصغر الرأس وزيادة حجم اللسان وبعض الأورام الأخرى التي تصيب الكبد والكلية مما يدعي في حالة وجودها إجراء أشعة فوق الصوتية على الكلى دورياً لاستثناء إصابتها بالسرطان الذي يتم تشخيصه أولاً بالأشعة فوق الصوتية تتبعها الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لإثبات التشخيص وتحديد مدى امتداد الورم خارج الكلية أو إصابة الكلية المقابلة بنفس الورم مع العلم أنه حتى لو كانت الأشعة سلبية فقد يوجد ورم داخلها أو في الكلية الثانية بنسبة حوالي 7٪ مما يستدعي فحصها وجسها وربما اخذ عينات منها أثناء العملية الجراحية. وقد يمتد هذا السرطان إلى الوريد الكلوي أو الوريد الأجوف في حوالي 20٪ من تلك الحالات مما يستدعي تطبيق معالجة جراحية خاصة لاستئصاله كاملاً. وفي بعض الحالات قد يتم استئصال بعض الغدد اللمفوية المتضخمة حول أوردة الكلية لتحديد طور الورم وإضافة المعالجة الإشعاعية والكيميائية إذا ما امتد إليها. ويعتمد العلاج المعترف به على استئصال الكلية كاملاً مع السرطان داخلها وتحديد امتداده ودرجته. نسيمة بلعباس