تفاجأ العديد من المواطنين بداية من هذا الأسبوع، بندرة حادة في العديد من المواد الغذائية المستعملة، خاصة في تحضير الحلويات والأطباق الرمضانية، مع اختفاء بعضها من السوق تماما، وهذا يعود أساسا الى لجوء بعض التجار الى عملية تخزين البضائع المتوفرة على مستوى محلاتهم، قصد إخراجها خلال شهر رمضان المعظم وبيعها بأسعار مرتفعة، ستؤثر حتما على الميزانية الخاصة بالمواطنين تزامنا مع الدخول المدرسي وشهر الرحمة والغفران، "المساء" قامت بجولة في عدة أسواق ومحلات بيع المواد الاستهلاكية، خاصة سوق التوافة، سوق دبي، الأروقة وحي الحسناوي أين رصدنا زيادات جنونية في أسعار المواد الغذائية التي يزداد عليها الطلب في شهر رمضان، خاصة في الأسواق الشعبية التي يقصدها المواطنون البسطاء بكثرة، ورغم أن الأسعار مرتفعة، إلا أن المواطنين لا يتوقفون عن الشراء، إذ ارتفع سعر البطاطا إلى 35 دج بدل 20 دج، وسعر الفلفل قفز الى 80 دينارا، أما "القرعة" التي كان سعرها 45 دج فقد ارتفع الى 90 دج، بينما ارتفع سعر الجزر الى 35 دج والليمون الى 80 دج، وعرف الزيتون المخلل الذي يزداد عليه الطلب بكثرة في شهر رمضان هو الآخر، ارتفاعا صاروخيا، خاصة بالنسبة للزيتون منزوع النواة الذي أصبح نادرا، واختفى كلية من بعض المحلات، وإن وجد فسعره لا يقل عن 400 دج للكلغ الواحد، وهذا راجع الى أن معظم السماسرة قد خزنوا أطنانا من هذه المادة التي كان لا يتجاوز سعرها 250 دج في سوق الجملة... ومست الزيادات بشكل واسع المواد التالية: الطماطم المصبرة التي ارتفع سعرها من 100 إلى 120 دج، الحمص الى 110دج، الزيت 800 دج للصفيحة.. كما ارتفع سعر الفريك الذي يستعمل طيلة شهر كامل في تحضير الشربة ليصل سعره الى 300 دج للكيلوغرام، خاصة وأن هذا الموسم عرف حالة جفاف وندرة في مادة القمح، أما سعر السكر فقد ارتفع الى 65 دج، خاصة أن هذه المادة مطلوبة بكثرة من طرف صانعي الحلويات الشرقية، خاصة "الزلابية".. وبخصوص المواد التي تدخل في تحضير "قلب اللوز" فقد ارتفع سعر اللوز الى 600 دج، المارغرين الى 140دج، الدقيق الى 1170 دج لكيس 25 كلغ... إضافة الى ارتفاع أسعار الدجاج والديك الرومي، وأرجع تجار التجزئة الذين حاورتهم "المساء" الارتفاع الجنوني للأسعار، الى الزيادة الكبيرة التي تعرفها أسواق الجملة، وكذلك الى توقف الفلاحين عن جني الخضر من حقولهم الى غاية شهر رمضان. حملة لمحاربة الغش والتحايل من جهة أخرى، سخرت مديرية التجارة لولاية خنشلة في إطار التحضير لشهر رمضان المعظم، جميع أعوانها لمراقبة الجودة والنوعية ومتابعة الممارسات التجارية، تطبيقا للبرنامج المسطر لمراقبة الأسواق المحلية عبر مجموع نقاط الولاية، بهدف الحد من ظاهرة الغش والتحايل على المستهلك، وأيضا محاولات النشاط التجاري غير الشرعي التي تؤدي بدورها الى المساس بصحة وسلامة المواطن، ومن ذلك مراقبة اللحوم والخضر وغيرها من المواد الاستهلاكية مثل الحليب ومشتقاته، بما في ذلك الحلويات الشرقية التقليدية، وفي هذا الإطار سطرت ذات المصالح رزنامة خاصة للمراقبة الاقتصادية الخاصة بالأسعار وتفادي المضاربة بها في هذا الشهر الكريم، الى جانب الفوترة والاطلاع على مزاولة الأنشطة التجارية، كما وضعت المديرية شروطا تنظيمية لصنع الحلويات الشرقية والتقليدية، مع التشديد على ضبط السجلات التجارية، وهذا قصد تجنب تسجيل المخالفات التجارية. للعلم، فإن مصالح التجارة قد ضربت الأسبوع المنصرم بيد من حديد، حيث ضبطت كميات هائلة من الدجاج واللحوم الفاسدة لدى بعض التجار الشرعيين وغير الشرعيين، واتخذت بشأنهم إجراءات قانونية للحفاظ على صحة المستهلك وردع هؤلاء المخالفين.