تعرّض اليسار الحاكم في فرنسا، لنكسة قاسية في الجولة الثانية للانتخابات البلدية، لصالح اليمين، في العديد من المدن الهامة، فيما حقّق اليمين المُتطرّف الفوز في مدينتي بيزييه وفريغو، بحسب النتائج الأولية والتقديرات. وأقر رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت بأن الهزيمة النكراء التي مني بها الحزب الاشتراكي الحاكم في الدورة الثانية تمثل فشلا للحكومة، مؤكداً ان هذه "الرسالة الواضحة" وصلت وسيتم "الاستماع اليها بالكامل". وقال ايرولت الذي بات بقاؤه في منصبه أمراً مشكوكاً فيه في التعديل الحكومي المرتقب، ان الانتخابات البلدية "تميزت بعدم رضا كبير من جانب الذين، واللواتي، منحونا ثقتهم في مايو وجوان 2010"، مضيفاً ان هذه الانتخابات كانت "فرصة للمواطنين لارسال رسالة وهذه الرسالة واضحة ويجب ان يتم الاستماع اليها بالكامل". وكما حدث الأحد الماضي، كانت نسبة الامتناع كبيرة، مع نحو 38% بحسب التقديرات الأولية. وخسر الحزب الاشتراكي خصوصاً مدن روبيه (شمال،) وريمز (شرق،) وسانت اتيان، وليموج، وانجيه (وسط)، وكيمبير (غرب). وفازت الجبهة الوطنية، التي أعلنت تحقيق "أفضل نتيجة في تاريخها"، في ست مدن على الاقل، بينها بيزييه (جنوب غرب)، وفريجو (جنوب)، لكنها أخفقت في بربينيان (جنوب)، وآفينيون (جنوب شرق). وأقرّت المتحدثة باسم الحكومة الاشتراكية، نجاة فالو بلقاسم، ب"نتائج سيئة بالنسبة إلى اليسار"، وقالت "لقد أخذنا علماً (بالنتائج). إنها مخيبة للآمال بالنسبة إلينا"، مُعتبرةً أن على السلطة التنفيذية أن "تعاود الحوار مع الفرنسيين". من جهته، وصف رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (يمين)، جان فرنسوا كوبيه، النتائج بأنها "انتصار كبير". وسيفوز اليمين بما معدله 45 في المائة من الأصوات في الدورة الثانية، من الانتخابات البلدية، في بلديات يبلغ عدد سكانها ألف شخص على الأقل، في حين سيحصل اليسار على 43 في المائة، بحسب استطلاع أُجري لحساب صحيفة "لوفيغارو". وستحصل الجبهة الوطنية على 7 في المائة، وبقية الأحزاب على 5 في المائة، وفق هذا الاستطلاع، الذي شمل الأحد عينة تمثيلية للفرنسيين، تضمّ 4480 ناخباً، مُسجّلين على القوائم الانتخابية.