كشفت النتائج الأولية للانتخابات الإقليمية في فرنسا هزيمة تحالف يمين الوسط الحاكم بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي في أولى جولات الانتخابات الإقليمية في البلاد في مؤشر على أن يمين الوسط يقترب من هزيمة ثقيلة أمام الأشتراكيين، وجاء الحزب الإشتراكي في المقدمة بحصوله علي حوالي 30 في المئة يليه حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المؤيد للرئيس الفرنسي بحصوله على حوالي 27 في المئة، وجاء حزب الخضر في المرتبة الثالثة بحصوله علي حوالي 12 في المئة بينما حصل حزب الجبهة الوطنية المناهض للهجرة الذي يمثل أقصى اليمين على 11 في المئة وجبهة اليسار على حوالي 6 في المئة وحزب الوسط علي حوالي 4 في المئة. مني اليمين الفرنسي بهزيمة قاسية في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي جرت أول أمس الأحد أمام المعارضة اليسارية المؤلفة خصوصا من الحزب الاشتراكي وأنصار البيئة، والتي بات من المرجح أن تحقق انتصارا كبيرا في الدورة الثانية الأحد المقبل، وأفادت مؤسستا ''تي أن أس-سوفريس'' و''اوبينيون واي'' لاستطلاعات الرأي أن الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية يأتي في المرتبة الثانية على المستوى الوطني جامعا بحسب المؤسستين المذكورتين 26,7 بالمئة و27,3 بالمئة وراء الحزب الاشتراكي الذي نال ما بين 29,1 بالمئة و30 بالمئة. وفي الدورة الثانية الأسبوع المقبل، يستطيع الحزب الاشتراكي أن يعتمد على تحالف مع أنصار البيئة الذين نالوا ما بين 12,3 و13,1٪ ومع اليسار الراديكالي ''نحو 6 بالمئة ''، في حين أن اليمين لن يتمتع بأي حليف في الدورة الثانية، وإذا كان اليسار يسيطر حاليا على 24 من الأقاليم الفرنسية ال26، فإنه يأمل بان يصبح مسيطرا بعد هذه الانتخابات على الأقاليم ال26 كاملة، أي مع كورسيكا والالزاس أيضا وهما المنطقتان اللتان أفلتتا منه خلال الانتخابات السابقة. وقال الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند في تصريح صحافي ان ''الحزب الاشتراكي بات الحزب الأول في فرنسا''، وأفاد الاستطلاعان أيضا أن الجبهة الوطنية بزعامة جان ماري لو بن حققت نتيجة جيدة متجاوزة نسبة 10 بالمئة ''من 11,2 بالمئة إلى 12 بالمئة ''، وسجلت نسبة الامتناع عن التصويت رقما قياسيا بلغ 52٪ خلال الدورة الأولى من هذه الانتخابات التي تقضي بانتخاب أعضاء المجالس الإقليمية الفرنسية، وفي العام 2004 بلغت هذه النسبة 39,16٪ في الدورة الأولى. واعلن رئيس الحكومة فرنسوا فيون أن ''نسبة المشاركة الضعيفة لا تتيح استخلاص نتائج على المستوى الوطني لهذه الانتخابات، وخلافا للتكهنات فان الاحتمالات تبقى مفتوحة للدورة الثانية''، والانتخابات هذه هي الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية العام .2012 وكرر الرئيس الفرنسي إن هذه الانتخابات إقليمية ولا يمكن أن تكون لها نتائج على المستوى الوطني رغم مشاركة نحو 20 وزيرا فيها، إلا أن ساركوزي حرص على القول انه سيتلقى الرسالة التي سيوجهها الناخبون مع العلم إن نسبة المستائين من سياسته بلغت نحو 60 بالمئة، وكان على الرئيس الفرنسي ان يواجه خلال الأشهر القليلة الماضية تداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على نسب البطالة التي سجلت 10٪ وهي النسبة الأعلى منذ نحو عشر سنوات، كما تعرض ساركوزي للانتقادات خصوصا في طريقة تعاطيه مع ملف المهاجرين بعدما فتح نقاشا حول هذا الملف الشائك وعلاقته بالهوية الوطنية، وفي حال سجل اليسار انتصارا كبيرا الأحد المقبل في الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية، فان هذا الانتصار سيمثل مكسبا كبيرا لزعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري التي تسعى إلى تعزيز موقعها لتكون المرشحة المفضلة للحزب في الانتخابات الرئاسية العام 2012 في مواجهة منافستها سيغولين روايال ودومينيك ستروس كان المدير الحالي لصندوق النقد الدولي، وقالت اوبري معلقة على نتائج الانتخابات ''لقد قال الفرنسيون للأكثرية أنهم ما عادوا يريدون هذه السياسة الظالمة وغير الفاعلة، ولا هذه السياسة التي تضرب اعز ما عند فرنسا اي نموذجها الاجتماعي ومساواتها وإخوتها''.