صنفت منظمة الصحة العالمية، مطلع الأسبوع الجاري، الجزائر ضمن الدول المهددة بانتشار حمى "إيبولا" بعد ارتفاع نسبة الإصابة بها في عدد من الدول الإفريقية على غرار غينيا والزائير ونيجيريا ومالي والسودان، ما دفع وزارة الصحة إلى برمجة اجتماع عاجل هذا الأربعاء، بحضور عدد كبير من الخبراء والمختصين لدراسة سبل وضع مخطط استعجالي لمواجهة هذا الوباء الذي تسبب لحد الساعة في أزيد من 100 وفاة بإفريقيا خلال شهر فقط. وانتقدت منظمة الصحة العالمية، في بيان جديد لها إجراءات الوقاية الضعيفة لمواجهة هذه الحمى في إفريقيا، خاصة وأنها تتميز بانتشار سريع ما يجعلها من أكثر الفيروسات خطورة على الإطلاق، وفي هذا الإطار أكد البروفسور والخبير في الأمراض الفيروسية لدى وزارة الصحة، الدكتور فوزي درار، أن خطورة هذا الفيروس تكمن في سرعة انتشاره عن طريق العرق والدم والإفرازات، ما يجعله من أكثر الفيروسات خطورة في سرعة الانتشار على الإطلاق، وأضاف أن الجزائر تعتبر بوابة لهجرة الكثير من الشعوب الإفريقية، ما يجعلها مهددة بانتشار هذا الفيروس، خاصة وأن البلدان التي عرفت انتشارا لهذه الحمى تعتبر من البلدان المجاورة للجزائر، وأضاف المتحدث أن أي مهاجر إفريقي يدخل الجزائر يكون حاملا للفيروس يمكنه أن يتسبب في العدوى عن طريق العرق "المصافحة" والدم واللعاب "وهنا تكمن خطورة هذا الفيروس الذي يعتبر فيروسا قاتلا ويصعب التحكم به، ما يستدعي وضع خطة استعجالية لمواجهة حمى "ايبولا" التي تعرف انتشارا متزايدا ومخيفا في العديد من البلدان الإفريقية. ومن جهته أكد رئيس مديرية الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الأستاذ إسماعيل مصباح، أن الجزائر وضعت إجراءات مشددة للوقاية من حمى "ايبولا"، وأعلن عن اجتماع لجنة خبراء بالوزارة يومي الأربعاء والخميس القادمين، لتقييم نسبة خطر التعرض إلى حمى "ايبولا" بالجزائر وحمايتها منه، مشيرا إلى وضع إجراءات وقائية مشددة لمواجهة هذا الوباء القاتل. وحسب نفس المسؤول فإن وزارة الصحة، بصدد الانتهاء من وضع الإجراءات اللازمة للتصدي لحمى "إيبولا"، مؤكدا بأن نسبة تعرض الجزائر لهذا الخطر تبقى "ضيئلة"، مشيرا إلى أن الجزائر تتابع يوميا توجيهات المنظمة العالمية للصحة، بشأن هذا الوباء. وتتسبب في نقل حمى "الإيبولا" إلى الإنسان القردة لاسيما الشامبانزي والخفافيش وتتوفى نسبة 90 بالمئة من الأشخاص المصابين بهذا الوباء نتيجة انخفاض في الضغط الدموي.