طالب عديد من حراس المدارس الابتدائية بتوفير الحماية لهم عقب سلسلة الاعتداءات المتكررة التي طالت سبعة منهم أصيب خلالها أربعة وقتل ثلاثة بنفس الطريقة، وفي ظروف مشابهة للتي وقعت عشية عيد الأضحى المبارك بمدرسة الجيلالي قرجيج بحي قدور بلعيد وسط مدينة خميس مليانة. واستنادا إلى أحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي (ب.أ) فقد تقدم إلى دار البلدية أمس السبت عدد من الحراس للمطالبة بتوفير الوسائل الدفاعية كالأسلحة ووسائل العمل الأخرى ومنها على وجه التحديد الإنارة العمومية الكافية ووسائل الإتصال بهدف التصدي للمعتدين. وذكر ذات المصدر أن ممثلي الحراس عبر أكثر من 20 مدرسة ابتدائية تضمها المدينة وضواحيها، عبروا عن تخوفاتهم الحقيقية في ظل تنامي تلك الاعتداءات خصوصا أن الغرض من الأفعال التي لا تزال منسوبة إلى مجهول استهدفت الحراس البسطاء الذين يسترزقون عن طريق تشغيل الشباب أو الشبكة الاجتماعية وأيضا في غياب أي مؤشرات لإيقاف المجرمين المفترضين، وهو ما جعل مواطني المدينة يتساءلون من خلال أحاديثهم للشروق أمس عبر كافة الشوارع عن المنفذين الحقيقيين، وهل تعد هذه الظاهرة جريمة منظمة أم هي أفعال منعزلة فردية. وكانت مدينة خميس مليانة قد عرفت خلال سنة ونصف سنة عدة جرائم منها ما وقع لحارس مدرسة سكيكن القريبة من مقر الأمن الحضري بقلب المدينة، حيث أصيب الحارس على مستوى الرأس يضاف إلى ذلك ما وقع لزميله الذي كان يشتغل بمدرسة حي السلام بالضاحية الجنوبية والذي لم يسلم من اعتداءات على مستوى الرأس أيضا، في حين كان الحارس الليلي بقاعة العلاج بحي بوطان الجنوبي أيضا قد تعرض لطعنات بالسلاح الأبيض على مستوى أسفل الظهر. فيما امتدت أيادي الإجرام إلى حارس آخر بمدرسة ابتدائية بحي بومارشي المجاور لمحطة نقل المسافرين مايزال يعالج ويصارع الموت بأحد مستشفيات البليدة، وإلى ذلك قتل حارس مدرسة وداني بحي حلايمي لعابدي بحي النجمة بنفس الطريقة، وعاشت مدينة الخميس مأساة حقيقية عشية العيد المبارك، حيث تعرض الحارس عبد القادر منزول لاعتداء إجرامي تمكن بعده المنفذون من تفحيم جثته دون أن يطال عتاد المدرسة أي تخريب أو نهب وهو الأمر كذلك بالنسبة لبقية المدارس المذكورة. وذكر لنا بعض جيران الضحية منزول أنه يقطن بحي الصوامع الشعبي شمال المدينة وهو أب لأربعة أفراد ويعيش حياة بسيطة، وكان يعزز مدخوله البسيط بالعمل لدى صاحب مطعم من حين لآخر. وأفاد بعض المواطنين أن مصالح الأمن بخميس مليانة التي دخلت في مرحلة استنفار وتشكيل أمني جديد تكون قد شنت حملة واسعة خلال الأيام الأخيرة أوقفت من خلاله عدة أشخاص لحملهم للسلاح الأبيض، بشوارع المدينة كانت الحركة عادية أمس إلا أننا حاولنا الاطلاع عن قرب على المدرسة موقع الحدث وكانت الحركة قليلة، حيث برر مرافقنا ذلك بوجود التلاميذ ومؤطريهم في فترة العطلة الشتوية. وتبعا للأحداث المتكررة بخميس مليانة والاعتداءات المتنامية بعدة أحياء يتساءل المواطنون هناك عن الفاعلين الذين لا يزالون يتهددون استقرار وأمن السكان والزوار على حد سواء وعبر بعض من التقيناهم عن تخوفاتهم من تكرار تلك الاعتداءات، كالذي طال طالبا جامعيا من جنسية يرجح أن تكون إفريقية بواسطة السلاح الأبيض يوم العيد، وتم نقله إلى مستشفى المدينة على جناح السرعة. م. المهداوي