شهدت قاعة الكوسموس براض الفتح سهرة أول أمس العرض الشرفي الأول لفيلم "ميمزران" الفيلم سيناريو وإخراج علي موزاوي لإنتاج لمقران ايت سعادة وبطولة مجموعة من الممثلين الشباب منهم حمزة أقار وردة ولد طالب.... الفيلم استغرق101دقيقة عاد عبرها المخرج لعمق التراث الامازيغي حيث اعادالحياة للحكايات الشعبية و الأساطير التي تصنع ثراء الثقافة الامازيغية ومنحت لهذا المجتمع الكثير من العمق و الاستثناءات. الفيلم يروي قصة شابة يتيمة "ميمزران" أو "ذات الضفائر" تلاحقها لعنة عدم الإنجاب ما لم ترتدي الأساور السحرية التي يتطوع الشاب الذي يقع في حبها "حنوش" وهو رفيق الطفولة و الصبا اعتاد أن يتوج رأسها بالورود التي يقطفها من الحقول وفي هذه الرحلة نحو الأساور السحرية يقع الشاب الجبال و لوديان و الصحاري نحو الأساور لتي تقول الأسطورة انه يصاب بالعمى كل من ينظر إليها قبل أن يلمسها في هذا الطريق الطويل يلتقي الشاب بالشيخ الحكيم الذي يزوده بالعاصي و الحكمة والوصايا في الصحراء يجد الشاب الأساور عند الشيخ لذي فقد البصر بسبب هذه الأساور فعلقها بعنق الغزالة يمنحه الأساور ليعود للقاء حبيبته التي يجدها قد تزوجت عنوة من باكير ساحب السطوة والمال بعد مقلب العجوز الساحرة التي أقنعتها بان تكون ابنتها ليوم واحد فباعتها لباكير لكن حنوش لم ييأس فتنكر في ثياب احد الرعاة ليلتقي "ميمزران" و يقنعها بالهرب رفقته لكن باكير يلحق به و يفجر البارود في عينيه ليعود اعمي أما الشابة فحكمت" الدشرة "عليها بالموت رجما و هكذا عاد حنوش كما كن الشيخ الذي منحه الأساور السحرية اعمي يزور قبر الحبيبة رفقة آمنة الطفلة التي رافقته من الصحراء لرؤية البحر و يعلق الأساور في عنق الغزالة فتعود الأسطورة لبدايتها. و خلال هذه الأحداث يصور لنا المخرج جزء من جمال الجزائر و يمرر العديد من الرسائل دون ابتذال مثل إقبال الطفل "حنوش" على حرق رجل الورق الذي توسط الحقول و يرعب الأطفال فتول له ميمزران أن الطيور الآن بإمكانها أن تزور المنطقة دون خوف و مثل إقدام المخرج على اجاد مكان السوار في الصحراء الذي لا تختلف كثيرا عن منطقة القبائل . عبر لفيلم أيضا نكتشف تقاليد المنطقة وطقوسها في الزواج و الحب نكتشف مدى ارتباط الإنسان هنا بالأرض وعمق الروابط الجماعية التي تربط الناس حيث لا مكان للفردية أمام الإرادة الجماعية نكتشف أيضا مكانة المرأة هنا و كيف أنها مرادف للشرف و كم هي التقاليد مجحفة في حقها في فيلم علي موزاوي نكتشف الوجه الآخر لمنطقة القبائل بعيدا عن السياسة وتجار الأزمات في عمل بسيط عاد من خلاله المخرج لعمق التراث التقاليد فمنحنا عملا جميلا يشكل إضافة نوعية للفن السابع في الجزائر لعبت فيه بساطة السرد وعفوية الاداء دورا كبيرا و خاصة الخلفية الموسيقية لتي أبدع فيها المطرب المبدع إبراهيم الطيب فأعطت للعمل أبعادا درامية طالما افتقدناها في الأعمال السينمائية الجزائرية . زهية منصر