أوضحت نجمة قناة "الجزيرة" خديجة بن قنة أن الاستفتاء الذي قامت به "الجزيرة نت" يُعتبر "خطأ جسيما وفادحا" في حق الشعب الجزائري، وفي حق المهنية والاحترافية الإعلامية، معتبرة أن على مسؤولي القناة أن يعتذروا للشعب الجزائري رسميا على هذا الخطأ، وإن كان غير مقصود ولا مُدبّر. وأوضحت بن قنة في اتصال هاتفي مع "الشروق" أنه ليس من مصلحة الصحافي أن ينشر استفتاء يصب في صالح تنظيم "القاعدة" على حساب الشعب الجزائري الذي يدفع ثمن الإرهاب والعنف والدموية منذ العشرية الحمراء، مع بيان أن هذا الخطأ لم يكن متعمدا أو نابعا عن كره إدارة "الجزيرة" للجزائر، ولكنه جاء نتيجة لخطأ معزول من صحافي أخطأ التقدير، وقد صرح رئيس تحرير القناة أن التحقيق كشف أن الفعل "معزول ولم يكن مقصودا"، وهو ما ينفي تهمة التواطؤ أو المؤامرة التي حاول البعض الزج بها في الموضوع. وقالت إنه رغم ذلك على القناة أن تعتذر رسميا، لأن الصحافي عليه أن يتعلم "ثقافة الاعتذار" كما يتعلم ثقافة المهنة والاحترافية التي تكسبه المصداقية، خاصة إذا كان الخطأ نابعا من قناة كبيرة بحجم قناة "الجزيرة"، كما أن هذا الاعتذار إن حصل سيزيد من رصيد القناة التي تثبت أنها في مستوى حجمها الكبير ومصداقيتها التي تحظى بها في عموم الرأي العام العربي. وفي السياق ذاته، قالت بن قنة إن ردود الأفعال في الجزائر أخذت منحى غير سليم عندما تحولت من سياق إدانة الفعل واستنكاره إلى سياق التجريح في الإعلاميين الجزائريين الموظفين بالقناة، حيث تعالت بعض الأصوات المشككة في مهنيتهم واحترافيتهم، بل وفي وطنيتهم، ونُبزوا بأنهم "يُقيمون في فنادق الدوحة" وغيرها من العبارات الجارحة التي لا تعكس الحقيقة على الإطلاق، لأن هناك إجماعا حاصلا بين الإعلاميين الجزائريين في القناة على استنكار هذا الفعل وإدانته، بل وحتى غير الجزائريين من الفلسطينيين والسودانيين والمصريين وغيرهم استنكروا هذا الفعل ووقفوا موقف الاستياء منه، مشيرة أيضا إلى أنه لا يوجد هناك موقف رسمي جزائري من الحادثة، رغم أن الصحافيين تكلموا كثيرا في الموضوع وأبدوا موقفهم بشأنه. واعتبرت "نجمة قناة الجزيرة" أن هذا الخطأ فتح أعين المسؤولين الجزائريين على حقيقة واضحة في زمن العولمة، وهي أهمية الإعلام الجاد وقوته في التأثير وصنع الرأي العام، حيث كان المسؤولون الجزائريون "غير موفقين" في نظرتهم للإعلام الذي اعتبروه "ترفا" أكثر من كونه وسيلة قوية للدعاية والتأثير على الرأي العام، في حين أنه سلاح فعّال لمن يملكه ويستغله، ولو كانت الجزائر تملك قناة بحجم "الجزيرة" أو "العربية" أو غيرها من القنوات المؤثرة في المشهد العربي لكان الأمر مغايرا لما حدث هذه المرة، كما أن التلفزيون الجزائري لا يصل صداه إلى الدول العربية بالشكل المطلوب حتى يُبلغ رأي الجزائر وموقفها من الأحداث، وهذا أمر يبنغي اعتباره والتفكير فيه. حاتم غندير (رئيس القسم الاقتصادي): "الخطأ غير مبرر والتلفزيون الجزائري بعيد عن صناعة الحدث" ينبغي أولا التنبيه على أن الخطأ ارتكبه موقع "الجزيرة نت" وليس القناة الفضائية، فإدارة تحرير الموقع مستقلة عن إدارة تحرير القناة بشكل كبير، ومع ذلك تم الاعتراف من طرف إدارة القناة بأن الخطأ "كبير جدا"، وكما يقول المثل "خطأ الكبير كبير الخطأ"، ولهذا كان حجم الخطأ بحجم القناة، ومن حق الجزائريين أن يتألموا لهذه الهفوة لأن علاقة الجزائريين بالجزيرة علاقة ود واحترام، ولأن الخطأ كذلك لا مبرر له. ولكن ينبغي أن نعي أن التفزيون الجزائري الذي كان يُفترض أن يصنع الحدث على المستوى العربي يُغيب الرسالة الإعلامية ولا يُقدم تصورا حقيقيا لما يحدث في الجزائر، كما أنه لا يعكس الحراك السياسي المشاهد على أرض الواقع. ولهذا نحن نسجل زيادة إلى استنكارنا لخطأ الاستفتاء غير المبرر تقصيرا في تأدية الرسالة الإعلامية للمشاهد المشرقي، خاصة مع طغيان الطابع المناسباتي للتفلزيون الجزائري، وهو ما يجعله دون مستوى الإعلام العربي المحترف. محمد حميدش (منتج أخبار) "الجهل بواقع المغرب العربي كان سبب خطأ بعض المشارقة" أود التنبيه إلى أنني كنت أول من اعترض على هذا الاستفتاء المنشور ب"الجزيرة نت"، وأعتبر أن الامر يتعلق ب"غلطة مهنية كبيرة"، لأنه "لا يوجد تبرير لسؤال يُبرر قتل الأبرياء"، وكل الجزائريين في القناة استاءوا وأبدوا موقفا موحدا من الموضوع واستنكروا هذه الفعلة. صراحة، الأمر لا يتعلق بمؤامرة ضد الجزائر أو بتصفية حسابات معها، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض الإعلاميين المشارقة يجهلون واقع المغرب العربي، وعليهم أن يستشيرونا قبل تحرير أي مادة إعلامية عن هذه المنطقة لأننا "أدرى بشعابها". نور الدين بوزيان (صحفي مكتب باريس): "بعض الأطراف استغلت الخطأ لخلق عداوة بين الجزيرة والجزائر" أنا كبقية الزملاء الصحافيين، الجزائريين وغير الجزائريين، أعتبر أن الاستفتاء خطأ غير مقصود تسبب فيه شاب ليس له خبرة في تناول هذه القضايا، ولكن "الجزيرة" أظهرت حسن نيتها عندما اعتذرت عبر صفحات "الشروق" الغراء وعاقبت المتسبب في الخطأ، وهذا يؤكد أنه لا يوجد أجندة للجزيرة ضد الجزائر، في حين نرى أن بعض الأطراف استغلت الخطأ لإحداث القطيعة والعداوة بين "الجزيرة" والجزائر، رغم أن الجزيرة استدركت وأبدت حسن نيتها، وأنا أتكلم من الداخل وأعي أن القناة تعتبر مهمتها الإعلامية ناقصة بدون تغطية الجوانب المشرقة الكثيرة التي تحظى بها الجزائر. وأتمنى أن لا تتُخذ هذه الحادثة ذريعة لتصفية الحسابات مع صحافيين وإعلاميين نزهاء هم على أعلى قدر من الاحترافية. مصطفى فرحات