شكل موضوع تشجيع الطفل على القراءة محور الورشة التدريبية للمعلمين و أمناء المكتبات، نظمها المجلس الاماراتي لكتاب اليافعين ، السبت، على هامش الطبعة السادسة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل المقام حاليا في قصر المعارض. الورشة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام و حملت عنوان "من النبع الصافي ترتوي الجذور"، وذلك ضمن مبادرة "اقرأ، احلم، ابتكر" ا، شهدت مشاركة 40 معلمة وأمينة مكتبة حاولت تدريب المعلمين وأمناء المكتبات على طريق تحويل النص الأدبي المتمثل في الكتاب الى نوع من القصة المروية باستخدام التقنيات المستعملة من قبل الحكواتي ، بغرض تشويق الطفل وتحفيزه على القراءة ومتابعة القصة باهتمام. وفي هذا السياق قالت مروة عبيد العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين أن هذه الورشة التدريبية شكلت فرصة للمعلمين وأمناء المكتبات لاكتساب مهارات جديدة في أساليب سرد القصص، وزيادة جاذبيتها للأطفال، حيث تعلّم خلالها المشاركون كيفية إضفاء الحيوية على القصص والحكايات التراثية والشعبية، وهو ما يساهم في زيادة تعلق الأطفال بالكتاب ويحفز خيالهم واهتماماتهم الابداعية . واستعرضت الورشة في جانبها النظري مصادر وجذور الحكاية التقليدية، وأهدافها وتجلياتها، وأدوات الحكواتي ودور المقاهي الشعبية في انتشار الحكايات التراثية، كما تناولت تطور أشكال السرد عبر الكلام، واللغة، والحركة، ولغة الجسد، والصور، واستخدام المؤثرات. كما تفاعل المشاركون في الورشة مع التمارين العملية التي تواصلت على مدار أيامها الثلاثة، وشملت تمارين في الصوت، والتنفس، والحركة، والأداء التمثيلي، إضافة إلى تمارين في تحفيز الجمهور ودفعه إلى التفاعل مع الحكاية وأسلوب الروائي في عرضها . وشملت الورشة مناقشة بعض النماذج العالمية في فن السرد باستخدام أشكال فنية معاصرة تضمنت المسرح الورقي، وخيال الظل، والدمى والعرائس، و"مسرحة الأشياء"، و"مسرحة الجسد"، وتمارين في فن سرد الحكايات عبر تقنيات محلية وعالمية، إضافة إلى تقديم حكاية من التراث الإماراتي وفق الأساليب والطرق التي تم التدريب عليها. يشار الى أن مبادرة "اقرأ، احلم، ابتكر" تهدف إلى تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب، من خلال تحفيز الأطفال واليافعين على القراءة، وتطوير مهاراتهم في فن كتابة القصص، وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة، لتساعد بذلك في فهم أكبر لاحتياجات الطفل العربي في مجال أدب الأطفال.