من أجل ترقية المطالعة وتحفيز التفاعل الثقافي، درج فنانون ومثقفون لبنانيون على اتباع خطّة لإحياء فن الحكواتي، حيث بلغو شوطا كبيرا في ذلك، مستخدمين عناصره المختلفة، وهنا تتعاون جهات لبنانية وأجنبية على بلورة صيغ مختلفة تعمّم الحكواتية وتنوّع أهدافها المسلية والمفيدة. نشط فنّ الحكواتية في احتفالية "بيروت عاصمة عالمية للكتاب"، وقالت «ليلى بركات»، منسقة الاحتفالية إن عودة فن الحكواتي جاءت لتشجيع صيغة أدبية للحكاية، وهذه الصيغة تشجع على القراءة مستقبلا، فمن يحب الحكاية وسماعها يحب قراءتها، وتضيف "نحن نشتغل مع الناشئة بهدف خلق جيل جديد من القراء"، وتعقّب "الهدف من فن الحكواتية تحديدا الوصول إلى القراءة، غير أنه فن هام وعناصره قليلة ونحن نعمل حتى لا يندثر"، ويشرح «بول مطر»، أحد أبرز الناشطين في الترويج للحكواتية تطوّرات هذا الفن "أطلق مسرحنا منذ 10 سنوات مهرجانا دوليا عن الحكاية، وقد انطلق المشروع من حضور بعض رواد هذا الفن الدوليين الذين أتوا إلى لبنان"، وأضاف "مدرسة الحكايات أطلقت منذ 2005 وهي برنامج دعّمته وزارة الثقافة ضمن احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب"، وقال إن مدرسة الحكايات مرتبطة بفن الحكاية الشعبية وخاصة الشفهية التي يقع تنظيم مهرجان دولي خاص بها مع هواة عالميين، وتحدث «مطر» عن دورات تدريبية حول فن الحكاية مع فن أداء الراوي وجمع الحكايات والظواهر الشفهية الموجودة التي لم تنقرض وقيام مجموعات من الشباب المتوزعين على مناطق لبنانية بكاميرات بتسجيل حكايات وظواهر شفهية كقصائد شعر غير معروفة وأساطير وحكايات وسير ذاتية وقصائد وأغاني زجل، شرط أن تكون متداولة وليست مسجلة، وأضاف أنه ضمن المشروع برمج مؤتمر لدراسة المواد المجمعة علميا، وسيخرج المؤتمر بتوصيات صالحة لكي تتحول هذه المجموعات إلى مواد أدبية قابلة للاستعمال والنشر والتعريف بها عن طريق الهواة، وحول النشاطات القادمة، ذكر نشاطين متكاملين؛ الأول سوق الحكايات، وهو نهار كامل سيقدم فيه الطلاب المدرّبون أداء الحكايات، وسيقوم نحو 60 راوٍ، تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة بالأداء، وقال إنه سيترافق ذلك مع معرض حول فن الحكاية لكي يتمكّن الجمهور من مشاهدة هذا الفن، كما ستقدم محاضرتان من اختصاصيين عالميين، أما النشاط الثاني فهو المهرجان الدولي للحكاية الشفهية الذي سيبلغ دورته ال11 في شهر مارس 2010، ويشارك معهد «غوته» الألماني في ترويج هذا الفن، وتحدثت «سينثيا برشم» عن عمل المعهد انطلاقا من "الراب" كفن شعري يعكس تجارب الحياة اليومية للناشئة ويلقي الضوء على مشاكل اجتماعية ومواضيع وجودية وشعورية، وبوصفه موضوعا ثقافيا للتعبير الفني، يربط "الراب" تجارب الحياة اليومية بمجالات مختلفة كالأدب والموسيقى والرقص والسينما والأنترنيت، والغاية منه جذب اهتمام الناشئة إلى هذا الفن، عبورا للحدود الاجتماعية والثقافية والفنية، وقالت «برشم» إن فنانين حكواتيين من مختلف الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا وإيطاليا سيعملون مع شباب لبنانيين ذوي مهارات لإقامة سلسلة من وُرش العمل، تنتهي بعروض عامة وتوثيق بأسطوانات DVD، وستقام وُرش العمل المكونة من أسبوع واحد في 5 مواقع مختلفة من لبنان، وأضافت أن المشاركين سيكتبون نصوصا ويناقشونها بالعربية واللغات الأوروبية، وسيطوّرون عروضا جديدة، فيها القصص والموسيقى والإنتاج بالفيديو، تحت رقابة المتخصصين.