غادر أكثر من 1200 مسلم عاصمة أفريقيا الوسطى، بانغي، ترافقهم قوات حفظ السلام لحمايتهم من مليشيات مسيحية تستهدفهم في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. ودخلت أفريقيا الوسطى في صراع أهلي منذ إطاحة متمردي حركة سيليكا بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس 2013. وتم توجيه اتهامات لمتمردي سيليكا- وغالبيتهم من المسلمين- باستهداف المسيحيين، وهو ما أدى إلى تفاقم العنف الطائفي في البلاد. ويوم الجمعة الماضي، أفادت تقارير بمقتل 22 شخصا على الأقل – بينهم 15 من الزعماء المحليين وثلاثة عمال في منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية – في هجوم على بلدة نانغا بوغويلا. وقال جيلز اكزافير نغومباسا، النائب السابق عن البلدة، لوكالة رويترز للأنباء إن عمليات القتل وقعت السبت الماضي، وأن معظم الضحايا قتلوا في هجوم على عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود. وأضاف نغومباسا أن متمردي سيليكا هم المسؤولون عن الهجوم. أفريقيا الوسطى: المسلمون يغادرون بانغي في حماية قوات حفظ السلام اتجه لصوص إلى منطقة (بي كي-12) لسرقة محتويات المنازل والأعمال، وحتى المسجد واتجهت القافلة التي تحمل المسلمين من منطقة (بي كي-12) في العاصمة بانغي إلى بلدتين تتمتعان بالأمان النسبي في شمال البلاد. وبعد فترة وجيزة من تحرك القافلة، اتجه لصوص إلى المنطقة لنهب المنازل والأعمال، وحتى المسجد الموجود هناك. ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن أحد اللصوص، ويدعى غاي ريتشارد، قوله "لا نريد المسلمين هنا، ولا نريد مسجدهم هنا بعد الآن." ولا يزال هناك بعض المسلمين في بانغي، ولكن الآلاف فروا من المناطق ذات الأغلبية المسيحية خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يزيد المخاوف من حدوث تقسيم فعلي في البلاد. ومن جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات حفظ السلام بالفشل في منع التطهير العرقي. وقال تونغا دجوبو، أحد سكان منطقة بي كي-12، لاسوشيتد برس "أترك المكان وأنا محطم الفؤاد، ولكننا أجبرنا على الرحيل من هنا." وحذرت وكالات إغاثة من أن عمليات الترحيل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء، نظرا لأن العديد من المتاجر ومراكز تجارة الجملة مملوكة لمسلمين. وفر نحو 25 في المئة من سكان البلاد، البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، من ديارهم بسبب النزاع. وجاء اتهام حركة سيليكا باستهداف المسيحيين بعد إطاحتها بالرئيس فرانسوا بوزيزي وتنصيب زعيمهم ميشيل جوتوديا رئيسا للبلاد. وفي جانفي الماضي، أجبر جوتوديا على التنحي وسط انتقادات بأنه لم يفعل ما يكفي لوقف العنف الطائفي. ومنذ ذلك الحين، يتعرض المسلمون للهجوم، وفر الآلاف من منازلهم، ورحل كثير منهم إلى بلدان مجاورة مثل الكاميرون وتشاد. وتم إرسال نحو 6000 جندي من الاتحاد الأفريقي و2000 جندي فرنسي إلى أفريقيا الوسطى في محاولة لوقف إراقة الدماء، غير أن المسؤولين يطلبون من مجلس الأمن الدولي نشر قوة تتألف من نحو 12 ألف جندي.