أعلنت منظمة غير حكومية في إفريقيا الوسطى أن 23 مدنيا مسلما بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وأصيب عشرون آخرون في هجوم على قافلتهم بالقرب من بوار القريبة من الحدود مع الكاميرون. يأتي ذلك وسط تواصل أعمال العنف وفي غمرة الاستعدادات لانتخاب رئيس انتقالي جديد للبلاد. وكانت منظمة (أنقذوا الأطفال) أشارت في وقت سابق إلى سقوط عشرة قتلى ونحو خمسين جريحا، إلا أنها حصلت على معلومات إضافية من فريقها في المكان. وأوضحت المنظمة في بيان أن الهجوم استهدف قافلة لمسلمين بالقرب من بلدة فاكاب التي تبعد 30 كلم عن بوار، مشيرة إلى أن القافلة كانت تقل عائلات هاربة من أعمال العنف في المنطقة. وقال مسؤول في هذه المنظمة المعنية بحماية الأطفال إن القافلة تعرضت لهجوم بالقنابل اليدوية، وإنها كانت متجهة على الأرجح إلى الكاميرون. وأضاف المسؤول أن (هذا الهجوم يثبت من جديد مدى الخطر المحدق بالأطفال والنساء. هذا أمر غير مقبول). وتقع أعمال عنف منهجية في الأقاليم، حيث توجد الكثير من المناطق النائية خارج سيطرة القوات الدولية الإفريقية (4400 رجل) والفرنسية (1600 رجل) المنتشرة أساسا في العاصمة بانغي. وكان الاتحاد الأوروبي لوح باحتمال إرسال قوات حفظ سلام أممية لإنقاذ هذا البلد من الانهيار. وقالت مسؤولة المساعدات بالاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا إن عملية الإنقاذ تلك ربما تتطلب إطلاق الأممالمتحدة عملية حفظ سلام كبيرة في إفريقيا الوسطى. سياسيا، تتواصل الاستعدادات لانتخاب رئيس انتقالي للبلاد اليوم الاثنين من قبل المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الانتقالي)، في خطوة يعلق عليها الجميع آمالهم للخروج من دوامة العنف التي تعصف بها. وحدد المجلس الانتقالي معايير صارمة لانتخاب الرئيس الجديد تقصي كل الذين مارسوا مسؤوليات سياسية خلال رئاسة الرئيس الانتقالي المستقيل ميشال جوتوديا المنتمي إلى تحالف سيليكا، الذي أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس الماضي، وستشمل هذه المعايير أيضا رؤساء الأحزاب السياسية والعسكريين. وقد اضطر جوتوديا إلى الاستقالة في 11 يناير نزولا عند ضغط قادة دول وسط إفريقيا بدعم فرنسا، الذين نفد صبرهم على عجزه عن وضع حد للمذابح في بلاده. وسيحل الرئيس المؤقت محل الرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس المستقيل قبل أيام. وانزلقت إفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا -ومعظمهم من المسلمين- على السلطة منذ نحو عشرة أشهر بعد الإطاحة بنظام الرئيس بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات من القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة. وفي أوائل ديسمبر الماضي، تصاعد العنف بعد أن شنت المليشيات المسيحية هجمات انتقامية على قوات سيليكا، مما أثار المخاوف من انتشار الصراع في جميع أنحاء البلاد.