أكّد الباحث في العلوم الإنسانية المتعلّقة بالرقية وأمراض النّفس، أبو مسلم بلّحمر، بأنّه وتحت مظلّة جمعية بشائر الشّفاء التي ينشط معها، افتتح أمس الأربعاء ما يمكن أن يسمّى عيادة متخصصّة في العلاج بالرقية الشرعية في ولاية وهران، وذلك قصد التكفّل بقدر الإمكان بالطلبات المتزايدة من المواطنين للعلاج بالرقية من مختلف ربوع الوطن وأيضا من خارجه. وشدّد ضيف "الشروق" بأنّه بهذه الخطوة سيحاول الإحاطة بالكم الهائل من الطلبات التي تنهال عليه وعلى جمعية بشائر الشفاء يوميا في سبيل البحث عن علاج قرآني لمختلف الأمراض والأدواء، خاصّة ما تعلّق منها بما يسمّيه الإمبراطوريات الثلاث السحر والمس والحسد التي أكّد بأنّه لولا أنّ المجتمع يعيش حالة من عدم التقبّل للكثير من المفاهيم لصرّح بما يمكن أن يكون إحصاءات كبيرة لانتشارها بين النّاس. ووضّح في نفس السياق بأنّ الأسعار ستكون معقولة بما يخدم مصلحة المتلقّي للعلاج ووضعيته الاجتماعية إذ المقصود من العيادة حسبه ليس الاسترزاق أو محاولة جمع الأموال عن طريق هذه العيادات وإنّما القصد منها خدمة النّاس والعمل لوجه الله كما يقول من علاج أمراض تطالهم وقد لا يكون الكثير منها متعلّقا بوسائل الطب الحديث. وقال بلّحمر في حديث له عن هيكلية العيادة ووسائل العلاج فيها بأنّها لن تكون عيادة أعشاب وإنّما ستكون عيادة برقاة، وسائلها القرآن الكريم والأدعية المأثورة عن النّبي- صلى الله عليه وآله وسلّم-، أمّا عن الوضعية القانونية لها وإن كانت السلطات قد أتاحت له الفرصة بعقد لعيادة يشابه ذلك الذي عليه العيادات الطبّية فقال بأنّه قد أطلق عليها لفظ العيادة تجوّزا لما فيها من علاج بالرّقية الشرعية وإلا فاعتمادها جاء كجمعية خيرية هدفها العلاج. وفي خصوص ما يثار من إشكالات شرعية أو عملية يطرحها المختصّون، سواء في العلم الشرعي أم العلم التجريبي فيما يتعلّق بأبعاد فتح عيادة من هذا المستوى قد تعلّق النّاس براق دون غيره ما يجعل في ذلك شبهة الشرك وطلب الاستشفاء من عند غير الله عزّ وجل أو التهوين من الأساليب الطبيّة المعهودة التي تخرّج عليها آلاف الدكاترة والنفسانيين فقال: أوّلا إنّ هؤلاء ليسوا خصوما له وإنّما فقط قد يخالفونه الرأي كما ذكّر بأنّ ما يقوم به نابع عن معرفة شرعية وتخصّص في هذا المجال ليؤكّد مرّة أخرى بأنّه مسلم موحّد يعلم جيدا أبعاد الشرك بالله وخطورته على عقيدة المؤمن ما جعله كما يقول دائما يحذّر من التعلّق بغير الله من الرقاة والأدوية وغير ذلك، وهذا لا يمنع أن يكون هناك من الأمّيين والجهلة من يتعلّق بشخصه وهو أمر مؤسف بحسبه إلا أنّه لا يتحمّل تبعاته ولا يمكن أن يتوقّف ما يقوم به تبعا لأفعال غير مسؤولة تصدر بعيدا عن مفاهيم الدّين ، وعلى نفس السياق وجّه كلامه إلى المختصّين طبيّا والنّفسانيين ليطمئنهم بأنّ ما يقوم به لا يمكن بحال أن يعزل المرضى من طرق العلاج الأخرى وإنّما الأمر هو عبارة عن "تكامل" بين العيادة وعملهم ممثّلا بأنّه قد يتوجّه البعض عند أطبّاء النّفس أو غيرهم فلا يجد الجواب الكافي والدواء الشافي وهو ما قد يجده في الأخير عند الرقاه أو العكس بأن يكون لأحد "الشقيقة" مثلا فيتوجّه إلى الراقي إلا أنّ علاجه في الأخير يبقى مرتبطا أكثر بالعلاج العضوي عند الأطباء. أمّا ما تعلّق بأسرار المرضى التي قد تخرج على لسان المريض أو الجّني أثناء العلاج أو طبيعة الشخصيات التي قد تعالج عنده فطمأن إلى أنّه وتبعا لثقافته الإسلامية وتربيته وأخلاقه فلا يمكن بحال أن يفشي أسرار المرضى وهذا بحسبه لا يصح بحال أن يصدر من راق مسلم يريد الخير للنّاس.
قال بأنّ برنامج "الشارع يسأل" جلب اهتمام الكثير تبعا للمواضيع التي تطرّق إليها ابتعدت عن الإعلام بسبب الطلبات الهائلة التي تصلني للرقية عاد أبو مسلم بلّحمر إلى حلقاته على قناة "الشروق" "الشارع يسأل"، التي تناول فيها العديد من القضايا مع الإعلامي تومي عيّاد الأحمدي وساهمت الصحفية إيمان عيلان في نشرها على جريدة "الشروق اليومي" على نافذة "في عيادة أبي مسلم بلّحمر" المجتمعية. وقال بأنّ المواضيع فتحت الباب أكثر للبحث عنه وتكثير الزبائن وطالبي الرقية منه سواء من الدّاخل أم الخارج. وذلك تبعا للمواضيع الواسعة التي تطرّق إليها كتلك المتعلّقة بالقرين وشياطين الجن وطرق أذيّتهم للإنسان والحسد والسحر والمس والشبهات المثارة حولها وأنواعها وما قد يحسب عليها وهو ليس كذلك وغيرها من المواضيع المتّصلة بالرقية الشرعية والعلاج بالقرآن الكريم والأدعية النبوية.. ما جعلها محلّ متابعة من طرف المرضى الذين حاولوا البحث عن مرادهم وما قد يكون سبيلا للتداوي من أمراضهم فيها. كما ذكر هنا الرسائل التي جاءته من العديد من النّاس من الدّاخل والخارج وذلك طلبا لموعد معه من أجل الرقية الشرعية، هذا الأمر كما قال بلّحمر جعله يختفي عن الأضواء والإعلام إلى أن يرتّب أوضاعه بما يخدم المتابعين لينبّه إلى أنّه سيكون معهم قريبا في برنامج سيحاول فيه تلبية رغباتهم العلمية.
بعد أن توقّفت الحصّة بسبب سجنه قبيل رمضان الفارط بلّحمر يقرع أبواب "الإمبراطوريات الثلاث" على برنامج "ففروا إلى الله" على الشروق تي في رمضان كشف الباحث في مجال الرقية الشرعية أبو مسلم بلّحمر بأنّه سيكون مع متابعيه والمشاهدين على قناة الشروق تي في رمضان القادم مع برنامج "ففرّوا إلى الله" الذي طرحه العام الماضي ووعد المشاهدين به في رمضان السابق، إلا أنّ سجنه قبيل الموعد المعلن عنه حال دون تحقيق الفكرة، وكان أبو مسلم بلحمر قد كشف سابقا بأنّ البرنامج اختير له اسم "ففروا إلى الله"، لأنّ حلقات البرنامج تتحدث عن "الروحانيات" وعلاقة العبد بنفسه وغيره وربّه جل جلاله، والغير هنا كما يقول يشمل الجني والإنسي فيدخل فيها موضوع "الرقية الشرعية"، لتنتقل الحصة بالمشاهد إلى ما أسماه "الإمبراطوريات الثلاث"، وهي الحسد ومس الجن والسحر لتعالجها وفق سلم مدروس هو الشرعية والعقلية "العلمية"، ثم المعالجة الإنسانية وأخيرا المعالجة العرفية "أي كيف ينظر آباؤنا إلى هذه المواضيع، وهل ما يرووه لنا عنها فيه قسط من الصحة ومعالجتهم لبعض الظواهر كتنبئهم بنزول المطر بتمرغ الكلب مثلا". كما قال بأنّه وبمناسبة شهر رمضان سيتكلّم عن مسألة "تصفيد الشياطين" في هذا الشهر وعن "الطريقة والشكل والكيف" التي يحصل بها ذلك، وأعلن بأنّه سيأتي في الحصة بسحرة مارسوا السحر ليعترفوا بذنبهم، وهم في الحقيقة أسرى لما يسمّيه بلحمر "بدر الجديدة"، كما سيتطرق في الحصة إلى علاقة كل موضوع بالإنسان ووضعه ظاهرا وباطنا مثّل لذلك بالمسحور هل يستطيع الاجتهاد في الطاعات، وأكّد بأن الحصة ستكون وسيلة للتعريف بالسبل التي تجعل البعض يرجع من الكفر والردة بسبب الرقية، ومسألة رقية العاصي وإرجاعه إلى الله، كما عالج النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشاب الذي طلب منه السماح بالزنا، ليعد المتابعين بمفاجآت كبيرة ستكون في البرنامج.
قال بأنّ سكان قرية أقلوع بخنشلة يعلمون من قام برقية منازلهم "لست صائد غنائم ولا أتعامل مع الجن" رفض بلّحمر التّهم الموجّهة إليه كالزعم بأنّه مشعوذ أو يتعامل مع الجنّ، ليتطرّق في هذا الصدد إلى "حرائق خنشلة" التي قال بأنّها أحرقت العديد من المنازل ما جعله ينزل ضيفا على أهلها للرقية الشرعية، وهو ما حصل فانتهت الحرائق التي قال بأنّها ليس كتلك التي يمكن لرجال الحماية المدنية إطفاؤها، ليفاجأ براق آخر يخرج ويطالبه باعتذار رسمي وعلني عن اقترافه لجرم انتحال صفة الغير وتبني القيام برقية فعلها غيره لغرض كسب الشهرة والحصول على مزيد من الأموال على حسابه، بعد أن نسب لنفسه نجاحه في طرد الجان وتخليص عائلات غانمي بقرية أقلوع التراب في بلدية خيران جنوبخنشلة، من مأساة الحرائق التي افتعلتها الشياطين، مؤكّدا بأنّه لم يكن يبحث عن "سرقة غنيمة" حتّى يشهّر لنفسه بهكذا أمور، مشدّدا على أنّ سكان القرية يعرفون من جاء وقام برقية وبعدها انتهى جحيمهم مع هؤلاء الشياطين، إلا أنّه تجنّب الدّخول في تصفية حسابات مع الراقي أو الحديث عنه كخصم له. ومن جهة أخرى، أكّد بأنّه وإن كان يعلم أنّ قضية التعامل مع الجنّ المسلم في المباحات فيها كلام عند أهل العلم، إلا أنّه يرفض بشدّة التعامل معهم، مؤكّدا بأنّ كل ما يسوّق عن تعامله مع الجن يبقى مجرّد كلام لا دليل عليه، وهو بدوره لا يمكنه تفنيده إلا بعبارة "أنا لا أتعامل مع الجن"، لأنّها تهمة لا حقيقة لها، ليطالب من يتّهمه بالدّليل على ما يقوله ويشيعه بين النّاس، وفي خصوص ما جاء على لسانه كتلك الجنّية التي كانت تأتيه في الصغر أو العائلة التي أصابها أذى في ابنتها بسبب محاولة رب العائلة إذاية بلّحمر، فقال بأنّ هذه الصور أخرجت عن سياقاتها سواء الأولى التي رواها كواقعة حدثت له في الصغر ولا علاقة لها بالرقية الشرعية أو الأذى الذي تكلّم بأنّه جاء من الجنّ استقلالا وليس لأنّه طلب منهم ذلك.
قال بأنّ الجمعية لا تقدّم تقريرها المالي السنوي لأنّها ترفض أصلا أخذ مال من الدولة لا أريد أن أسترزق بالرقية وعندي مصادر دخل أخرى استهجن بلّحمر الدعاوى ضدّه بأنّه يريد الاسترزاق من وراء إغراق المجتمع في الحديث عن الرقية الشرعية، مؤكّدا بأنّ ما يقوم به لا يتعدّى أن يكون عملا في سبيل تخليص النّاس من بعض الآفات التي تحيط بهم. واعترف بأنّ ما يطلبه من النّاس قد يصل في بعض الأحيان حتّى إلى عشرين ألف دينار جزائري وليس فقط خمسة آلاف دينار، إلا أنّ كل ذلك حسبه يكون تبعا للخدمات التي يتلقّاها الزبون من العسل إلى المصل وغير ذلك، كما كشف هنا إلى أنّ الكثير من النّاس الفقراء والمساكين يستفيدون مادّيا من جمعية بشائر الشفاء، وفي نفس السياق كشف بأنّ الجمعية لا تقدّم تقريرها المالي السنوي إلى السلطات لأنّها أصلا رفضت كل سنتيم يعطى لها من السلطات وهو ما يجعلها تعمل في استقلالية تامّة. كما قال بأنّ الرقم البنكي للجمعية معروف ولا يوجد فيه حسبه ما يروّج من مبالغ ضخمة، وهنا تحدّث إلى أنّ عنده شركات بعيدة عن مجال الرقية وهي التي تخدمه في جلب المصاريف الخاصّة به. رفض نسبة الخلل إلى المنظومة التشريعية الجزائرية ...بلّحمر سجني ظالم إلا أنّه ضريبة "عدالة قضيتي" تحدّث أبو مسلم بلّحمر بتأسّف عن السجن الذي سلّط عليه من طرف القضاء الجزائري مؤكّدا بأنّه سجن ظالم إلا أنّه يبقى في الأخير ضريبة لا بدّ أن يدفعها في سبيل الدّفاع عن عدالة قضيته، ليعود مرّة أخرى إلى قضيّة الرقية والتشريع الجزائري خاصّة ما تعلّق فيها بالرّقية في المصل وأنّ ذلك وإن كان ليس عنده مستند نصّي تشريعي إلا أنّه استشهد بالعديد من رجال القانون دون ذكر أسمائهم الذين يأتون إليه ويتلقّون منه الرقية الشرعية عن طريق المصل المرقي الذي ليس فيه أي شيء قد يعترض عليه كما يقول. وذكّر هنا مرّة أخرى أنّ لجوءه إلى الرقية في المصل جاء تبعا الأحاديث نبوية تحدّثت عن أنّ الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم وهو ما جعله يحاربه بالمصل الذي يجري أيضا في الدم، وفي هذا السياق دائما رفض أن ينسب ما تعرّض له تبعا لخلل في المنظومة التشريعية الجزائرية أو القوانين المعمول بها إلا أنّ حداثة الفكرة توجب أن يسعى معها دائما في سبيل إيجاد المخارج القانونية الصحيحة لها. تأسّف لعدم تبنّي السلطات الفكرة بلّحمر: طرحنا فكرة "رقاة بلا حدود" وننتظر التفاعل معها عاود الراقي أبو مسلم بلّحمر دعوته إلى إنشاء مشروع "رقاة بلا حدود" الذي قال بأنّها كانت فكرة أطلقها إلا أنّها لم تنل الاهتمام ولو الأدنى من طرف السلطات المعنية، إذ إنّ الفكرة حسبه صحيح أنّها من طرح جمعية بشائر الشفاء إلا أنّها فكرة عامّة كانت تنتظر تدخّل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مثلا لتبنّيها إلا أنّ ذلك لم يحصل. وكان بلّحمر قد تحدّث عن مشروع يهدف إلى جمع كل الرقاة الشرعيين تحت وصاية علماء ربانيين ضمن "مجمع فقهي" متخصص حتى تكون الرقية بكفاءة شرعية وميدانية وعلمية. وكشف حينها بأنّ رقاة بلا حدود نال مشروعية العمل والتزكيات من داخل الجزائر أبرزها تزكية الشيخ شمس الدين بوروبي وأسماء أخرى لم يرد الإفصاح عنها، راجيا أن يكون المشروع في كل ولاية بحيث "نتصل بالمتخصصين في هذا المجال وكل من له مؤهلات شرعية وعلمية وعقلية".