نواصل حورانا مع الراقي الأشهر في الجزائر، أبو مسلم بلحمر، الذي تمكن من اعتلاء المشهد في الآونة الأخيرة واثارة الجدل، وفي هذا الجزء يتكلم بلحمر عن مشاريعه، مثل رغبته في انتاج برنامج تلفزيوني يختص بالرقية، وسعيه إلى إحصاء القصور المسكونة بالجن في أوربا، وتحديه بإخراج الجن الذي يسكنها؛ كما يكشف أنه يسعى للحصول على موافقة الأوربيين لمساعدتهم في تحرير تلك القصور مقابل علاج الجزائريين بالمجان؟ بلحمر يعود ايضا غلى حكايته مع السجن بسبب استخدامه للمصل المرقي، وكيف قام برقية قريبة اللاعب الألماني الشهير رومينيغي. وهو يتكلم عن الرقية التي يستفيد منها الكفار وجوازها... في مسارك الطويل في ممارسة الرقية الممتد لأزيد من 20 سنة هل صادفت حالات أو مواقف هالتك أو بقيت محفورة في ذهنك؟ كان أول مرة أن كتب الله عز وجل الشفاء على يدي لطفل عمره 11 سنة، شفي من مس جني فشعرت بشعور غريب وكان ذلك العام 1982، وكانت قبله حالات مستعصية لم أكن أقدر على شفائها، وما زاد في اعتزازي بالتوفيق الذي أمدّني به المولى عزّ وجل في علاج ذلك الطفل، أن الأخير استعصي علاجه على الطب الحديث، واضطر والداه إلى التنقل به خارج الجزائر لعلاجه في مستشفيات الغرب، وإذا به يشفى نهائيا من علّته على يدي بفضل الله. لقد شفيت على يدك إحدى قريبات النجم الكروي الألماني رومنيغي والتي عرضت عليك عندما كنت في ألمانيا. حدثنا عن هذا اللقاء، ثم كيف يؤمن الغرب بالرؤية الشرعية التي تعتمد أساسا القرآن الكريم وفيهم النصارى والملحدين؟ للغرب ميول كبير للروحانيات، تعاكس النظرة التي لنا نحن عن الغرب الأقمار الصناعية والتكنولوجيا والعلم. ومن يعاشر الغرب في حياتهم اليومية يجدهم أكثر الناس ميولا لعالم الروحانيات، وتجدهم يهرولون باتجاه المشعوذين والدجّالين والرقاة ، ولقد طلب أناس من الغرب من العبد الضعيف الرقية الشرقية على كفرهم، ومنهم من أسلم، أي كان شفاؤهم على يدي بفضل الله سببا في اعتناقهم الإسلام وقد وصل بعض من هؤلاء إلى حد الانتحار لمعاناتهم من أمراض نفسية مستعصية. أما عن قريبة النجم الكروي الألماني، فهي ليست أبنته أو زوجته كما جاء في بعض وسائل الإعلام المحلية ، ولكنها إحدى قريباته. والحقيقة أن اللاعب الألماني لم يقصدني هو شخصيا بل عرضت علي قريبته بواسطة أحد الأصدقاء الفلسطينيين العاملين بالمركز الثقافي العربي الإسلامي الألماني، وهي مؤسسة خيرية إسلامية يوجد مقرها بمدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ الألمانية، ولقد شفيت الفتاة بإذن الله تماما مع أنها كانت كافرة.
تستعملون منذ سنوات، كسابقة في الجزائر، المصل المرقي في علاج المصابين بالمس داخل العيادة التي تأويها جمعية البشائر للشفاء، ولقد دخلتم السجن بسبب هذا الاستعمال على خلفية توقيع أطباء عريضة ضدهم واتهامكم بانتحال صفة الطبيب وأنت راق! الاستعانة بالمصل المرقي في الرقية الشرعية يندرج ضمن اجتهادنا الشخصي بناء على قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَىَ الدَّم)، ولعل أهم سبب في الاستعانة بالمصل المرقي هو تجنيب المرضى الإهانة الآدمية، حيث هناك مرضى يتعرضون للضرب المبرح، فأحيانا لا يرغب الرجل في أن يرى زوجته تضرب أمامه والوالد لا يقبل أن يضرب ابنه أو ابنته أمامه بحجة إخراج جني . وحتى يقع الضرب على الجني لجأنا إلى استعمال المصل المرقي، كسابقة في الجزائر. وهذا عن طريق حقن المريض بالمصل بوضع الإبرة في الوريد، فيبدأ الجني في الصراخ، فيحدث له مطاردة داخلية فيتألم من سلطان القرآن الموجود في ماء المصل، وهناك عالم ياباني شهير اسمه "مساروا ايموتو" رئيس معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو، كان أول من قال من أن الماء له ذاكرة، وأفادت البحوث غير المسبوقة التي قام بها العالم الياباني وكشف عنها في ندوة علمية بالمملكة العربية السعودية إن قراءة البسملة أو آيات من القرآن الكريم على الماء يحدث تأثيرا عجيبا على بلورات الماء، وتعطي الأخير طاقة كامنة تمنحه قدرة على تقوية مناعة الانسان وتعزيزها وعلاجه من الامراض النفسية على وجه الخصوص، ومن هنا كان أن اهتديت إلى فكرة حقن المريض المصاب بالمس بالمصل المرقي، حيث تكفي جلسة أو جلستين لإخراج الجني بشكل خارق! وتحظر بعض الدول العربية حاليا الرقاة من استعمال المصل المرقي بذريعة الخوف من دخول الميكروبات إلى جسم المريض، وأعرف الكثير من الرقاة من يستعملون المصل المرقي ولكن خلسة. ولقد دخلت السجن بسبب استعمالي المصل المرقي، وكانت التهمة الموجهّة لي "انتحال صفة طبيب" بناء على عريضة وقعها عدد من الأطباء، رغم أن لا أحد تعرض لمكروه طيلة استخدامي لهذه التقنية، ولقد ساند مشعوذون الأطباء ووقفوا في وجهي ودبرّوا المكائد لي لأنني نافست الفئتين، وصرت استقبل في اليوم الواحد، وهذا بفضل الله تعالى ما يزيد عن 1500 مريض، لم أحدد لهم يوما ثمنا معينا لجلسات الرقية. هل ستواصل الدفاع عن نفسك وقد رماك الاعلام الجزائري إلى الواجهة؟ أنا الآن بصدد الاشتغال على برنامج تليفزيوني اسبوعي على القناة الفضائية الجزائرية الخاصة "الشروق تي في" موضوعه الرئيسي "الرقية الشرعية" يمتد ل 30 دقيقة، فيه سأتولى شرح فلسفة الرقية الشرعية وشرح المصطلحات ذات الصلة مثل السحر العين والحسد والمس الجنّي، واستعراض أقوال علماء السلف والخلف و نقاط الاختلاف فيما يتصل بموضوع الرقية، مع التوضيح أن الحصة ليست برنامجا للرقية الشرعية على المباشر.
الفضاء السمعي البصري في الجزائر صار يحصي الآن العديد من القنوات الفضائية الخاصة، ألا تفكّر في الاستعانة بأصحاب المال لإطلاق فضائية جزائرية مختصة في الرقية الشرعية على غرار ما هو معمول به في المشرق العربي؟ ألم تتلق عروضا ؟ لم لا، أنا أستحسن الفكرة وأشجعها إذا كانت تصبّ في الصالح العالم وتنفع المسلمين، ولو أن الفضاء السمعي البصري العربي يشهد اليوم ما يشبه التخمة فيما يتعلق بالقنوات والحصص التي إما تتناول موضوع الرقية الشرعية أو تمارس الرقية على المباشر . قلت في حوارتك الأخيرة أنك منذ صغرك ولوع بمطاردة العفاريت، ولقد حدثني قبل بداية الحوار عن مشروع طموح له علاقة بمطاردة الجن لكن في بلاد الغرب، هل لك أن توضّح ذلك؟ هذه الفكرة لم أتحدث عنها من قبل، وأنا الآن فقط أكشف لكم عن بعض جوانبها ويتعلق المشروع باشتغالي الآن على جرد القصور والقلاع القديمة "المسكونة" التي تحصيها عدد من دول أوروبا على وجه التحديد، في فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا. وقد ألجأ إلى طلب مساعدة اليونسكو للحصول على قائمة باسم تلك القصور العتيقة التي ما تزال مغلقة إلى اليوم ولا يجرؤ أحد على دخولها بسبب "نزلائها" من الجن وهذا رغم قيمتها التاريخية الكبيرة. أنا أطمح في "تحرير" تلك القصور من الجن أو "الأرواح الشريرة" كما يسّميها الغرب لكن بشرط واحد، أن تتكفّل كل دولة، أنجح في تحرير قصورها من الجنّ، بعلاج 100 جزائري من المعوزين والفقراء، ممن استعصى علاجهم في الداخل، من خلال التكفل بنفقات التنقل والإقامة والعلاج، وسيكون هذا المشروع بمثابة حلم أسعى إلى تحقيقه مقابل رضا الله عني لا أكثر.