يبحث الطالب المقبل على اجتياز امتحان البكالوريا عن شتى الطرق والوسائل التي تجعله يقترب من تحقيق حلمه. وبدل أن يجتهد بعضُهم ويكدّ طوال السنة لبلوغ مراده، تجده يتكل على بعض التدابير التي ينصحه بها غيرُه، فقرر بعضهم الاستعانة بما يجلبه القادمون من العمرة للتبرك بها، فيوصي الكثير من الأولياء كل من يعرفون أنه ذاهب إلى لبيت الله الحرام، بجلب ماء زمزم والقليل من التمر لما يتوسمون فيه من بركة يمكن أن تقودهم إلى النجاح في البكالوريا. بدأ آلاف الطلبة في عد الأيام والدقائق بل الثواني لاجتياز امتحان البكالوريا. هذه الأخيرة أصبحت هاجس الكثيرين نهم، فأضحوا يبحثون عن كل ما من شأنه أن يساهم بشكل أو بآخر في تمكينهم من الظفر بشهادة العمر. وبما أن الجزائري يفضل التمسك بكل ما يمتّ بصلة لتعاليم ديننا الحنيف خلال أوقات الشدة، وبما أن في هذه الأيام يتركز الحديث في الوسط العائلي عن شهادة البكالوريا، خاصة إذا كان أحد أفراد العائلة طالبا سيجتاز شهادة البكالوريا هذا الموسم، فإن بعض الأولياء يتحيّنون فرصة ذهاب قريب ما أو أحد معارفهم لأداء مناسك العمرة ليطلبوا منه جلب "بركة" العمرة، وتتمثل عموما في ماء زمزم أو بعض حبات التمر، وهو ما يتبرك به آباؤنا وأمهاتنا كثيرا، خاصة وأنها تحمل رائحة وعبق الحرم المكي والكعبة الشريفة المباركة، التي تعدّ بركتها عظيمة. وعن الموضوع حدثتنا إحدى السيدات اللواتي التقيناها بشارع بروسات بحسين داي أنها في العام الماضي طلبت من قريبتها التي ذهبت إلى العمرة جلب ماء زمزم كما منحتها "شالا" تضعه ابنتها التي كانت ستجتاز امتحان البكالوريا، وطلبت منها أن تمسكه وتدعو لابنتها أمام الكعبة الشريفة، وتضيف السيدة أن ابنتها نجحت بإذن الله تعالى لأن بركة العمرة كانت معها يوم امتحان البكالوريا على حد قولها. وتعدّ هذه السيدة مجرد فيض من غيض مقارنة بالعينات الكبيرة التي تبحث عن بركة العمرة لجلب الحظ لفلذات أكبادها المقبلين على اجتياز الامتحان المصيري، ف "سامية" هي الأخرى طالبة تستعد هذه السنة لاجتياز عقبة البكالوريا، قالت لنا إن عمّتها ذهبت لأداء مناسك العمرة وأحضرت لها قارورة ماء زمزم والقليل من التمر وطلبت منها أن تتناولها يوميا وأن تدعو المولى عز وجل قبل أن تضعها في فمها بأن يوفقها في شهادة البكالوريا، مضيفة أن هذا ما تفعله منذ أن جلبتها لها متمنية أن تفيدها بركة الحج في اجتياز الامتحان والظفر بالشهادة.
وتقول السيدة "فضيلة" إن على الطالب أن لا يكتفي ببركة العمرة دون أن يبذل مجهودا، وهو ما نصحت به ابنها الذي سيجتاز الامتحان هذا العام، حيث أحضر قارورة ماء زمزم جلبها له والد أحد أصدقائه ويشرب منها يوميا وهو يدعو بأن يوفقه الله للنجاح في "الباك"، فطلبت منه المراجعة أولا ثم الدعاء ببركة العمرة.