يدخل جل الممتحنين في هذه الأيام في سباق مع الزمن من أجل التحضير للامتحانات المصيرية، وألفت جل الأسر الجزائرية التبرك في مثل هذه المناسبات بأشياء عادة ما تجلب من مكةالمكرمة على غرار ماء زمزم والعجوة كنوع من أنواع التمور، وحتى الحناء··· وكلها مقتنيات يتفاءل الكل ببركتها خاصة وأنها مجلوبة من الأرض الطيبة ويترصد كافة الممتحنون من هم على أهبة الذهاب إلى مكة في هذه الأيام من أجل توصيتهم على جلب مثل تلك المقتنيات قصد التزود بها في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الممتحن والتي تنقلب على نفسيته ومزاجه، فتذهب أغلب الأمهات إلى التخفيف على المقبل على تلك الامتحانات بإتيان تلك الأمور والعادات الحميدة كونها تبعد عن أمور الشرك بالله وطقوس الشعوذة، خاصة وأن من الممتحنين من ضعاف النفوس من يذهبون إلى العرافين من أجل تزويدهم ببعض الطلاسم والعقاقير لاستعمالها في ذلك اليوم والعياذ بالله، في حين اختار الأغلبية التزود بتلك المواد الطيبة المجلوبة من الأرض المباركة لجلب الفأل الحسن يوم الامتحان· واعتادت أغلب الأسر على إتيان تلك العادات في مثل تلك المناسبات والمواعيد الحاسمة التي تدخل كامل الأسر في حالة طوارئ فلا تجد إلا رفع يديها إلى السماء والدعاء بالنجاح للأبناء الممتحنين، إلى جانب الاستعانة بتلك المقتنيات والمواد المباركة، حتى أن هناك من يخزنها بالمنزل خصيصا لمثل تلك المواعيد· وبما أن الفترة هي فترة امتحانات راح الكل إلى الاستنجاد بمن هم على أهبة السفر لإتيان عمرة من أجل جلب مثل تلك المواد المباركة على غرار ماء زمزم، والعجوة كنوع من أنواع التمور المباركة إلى جانب الحناء التي لا تخرج عن قائمة المواد التي يوصى بها المعتمر، وكلها مواد تستعمل للتبرك بها في أيام الامتحان خاصة وأن الكل ينوي الفال الحسن باستعمال تلك المواد المجلوبة من الأرض الطيبة· ما قالته سمية تلميذة مقبلة على امتحان شهادة التعليم المتوسط قالت إنها أوصت عجوزا جارتهم مقبلة على إقامة عمرة من أجل أن تجلب لها ماء زمزم من مكة خاصة وأنها تعاني من توترات حادة قبل الامتحان، وأوصاها الكل بشرب ذلك الماء المبارك لفك كربتها· أما هشام المقبل على اجتياز شهادة البكالوريا فقال إنه هو الآخر أوصى صديق للعائلة على استقدام بعض المواد الطيبة من مكة للتبرك بها على غرار ماء زمزم والتمر، وقال إنه ليس هناك بديل عن الدعاء المستمر والصلاة للتسلح بهما يوم الامتحان لاسيما وأن الضغوطات والقلق هي حالات نفسية لا مفر منها تنتاب الممتحن لا محالة، وتلك الخطوات تخطوها الأمهات من أجل الترويح عن الأبناء وجلب الفال الحسن لهم وإبعاد الخوف والفزع بإلهائهم بتلك العادات والتقاليد الحميدة مادام أنها تبعد عن الحرام والشرك بالله، خاصة وأن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام أوصانا بالفال الحسن والتي يدخل من بابه التبرك بتلك المواد·