عائلات تسقى أبناءها ماء زمزم في أول يوم البكالوريا لم تتوّقف بعض العائلات عند اقتناء المقويات و الأدوية المتعددة الفيتامينات لأبنائها الممتحنين و بالأخص شهادة البكالوريا بل راحت تستجدي من العائدين من البقاع المقدسة منحهم و لو كميات قليلة من ماء زمزم عسى أن تفيدهم في التخلّص من حالة التوتر و تقلص حالة الخوف لديهم. و تعرف عديد العائلات حالة تأهب تام عشية امتحان البكالوريا و لا يتوّقف الأمر عند اقتناء ملابس جديدة و غذاء غني بالفيتامينات، قد يتعداه إلى الاستعانة بالمقوّيات من أجل منح الطاقة للابن المقبل على الامتحان، لكن الأمر لا يتوّقف عند هذا الحد بل ثمة من يلجأ إلى الرقية الشرعية و قراءة القرآن لإبعاد شر العين و الحسد، و ممارسات أخرى حسب عادات وتقاليد تختلف من أسرة إلى أخرى، بالإضافة إلى عادة انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة و تكاد تكون مشتركة لدى أغلب العائلات و المتمثلة في توفير ماء زمزم الذي يزيد عليه الطلب في فترة الامتحانات لدرجة استجدائه من الجيران و المعارف و الأقارب لقناعة الجميع بفوائده العجيبة و بشكل خاص في التخلّص من التوتر و القلق و سهولة تذكر الدروس. و ذكرت أم ريحان أنها أوصت جارتها التي أدت شعائر العمرة منذ 15يوما بجلب بعض من ماء زمزم لابنتها لأنها تعوّدت على منح أبنائها فنجان منه صباح اليوم الأول من الامتحانات، و قالت بأنها تثق في فوائد هذا الماء المبارك. و استطردت سيدة أخرى بأنها قامت بجولة بحث عن ماء زمزم بين جيرانها العائدين من البقاع المقدسة بحثا عن ماء زمزم جديد خوفا بأن تكون كمية الماء التي بحوزتها قد فقدت نجاعتها لقدمها و علّقت ضاحكة بأنها تشرب مقدارا من الماء قبل منح أبنائها البقية لشعورها بحاجتها الماسة له بسبب حالة التوتر الكبيرة التي تنتابها كلما وصل أحد أبنائها إلى هذه المرحلة. و أكدت أمهات أخريات تزايد اهتمام الأبناء بهذه العادات لشعورهم براحة نفسية و هو ما دفع البعض إلى التحايل على لأبناء و منحهم ماء عاد على أنه ماء زمزم لمنحهم الثقة في أنفسهم لتأكدهم من التأثير الإيجابي لذلك على نفسية الأبناء المتوترين، حيث ذكرت إحدى السيدات بأنها ملأت قارورة بماء الحنفية و أخبرت ابنتها بأن جدتها تركتها لها منذ عودتها من الحج السنة الماضية، لتأكدها من نجاعة ذلك على نفسية ابنتها التي أخبرت والدتها قبل اجتيازها للامتحان التجريبي للبكالوريا بداية الشهر المنصرم. و قالت ضاحكة»المهم النية و النتيجة الايجابية». و انقسم الطلبة المقبلون على امتحان البكالوريا ممن التقينا بهم بإحدى مراكز الدروس الخصوصية بحي المنظر الجميل بقسنطينة بين رافض و مشجع للممارسات التي تقدم عليها الأمهات لمنحهم الثقة في النفس أثناء الامتحان، حيث ذكر الطالب هيثم مداوي /قسم علمي/ بأنه تعوّد على قطع السكر المرشوشة بماء الزهر المقطرّ الذي تحرص والدته على تقديمه له صبيحة كل امتحان لا سيّما في الامتحانات المصيرية. و قال صديقه مراد حيون بأن والدته تشوي له اللحم في الصباح الباكر، و استطرد آخر بأنه يخشى الخلطات المقوية التي تحضرها له والدته في مثل هذه الامتحانات و التي قال أنها مكوّنة عموما من المكسرات و علّق ضاحكا بأنه يشعر بعد استهلاكها بالرغبة في النوم.